ما أقوله يعبر عن قناعتي التي ربما يتفق معها البعض، وتتعلق بهجوم هؤلاء الذين يتحدثون عن العائلة ودور الأم وحقوق المرأة، على أسرة المطربة “شيرين عبد الوهاب” التي تضم شقيقها “محمد” ووالدتها السيدة “كريمة أبو زيد” التي أوشكت على الثمانين من عمرها بعدما تدخوا وأنقذوا إبنتهم من الضياع، لماذا هاجموهم وكيف تعاطفوا مع صوتها؟
هجوم هؤلاء على أسرة “شيرين” يرون أنه ما كان يجب عليهم كشف “تعاطي ابنتهم” للمواد المخدرة، وهي التي كذبت قبلها في أكثر من مناسبة بأنها “لا تتعاطى” وزيادة وزنها سببه تناول المهدئات على إثر أزماتها الأخيرة مع طليقها، الا إنه وفقاً لرواية شقيقها والتقارير الطبية ضبطت متلبسة بالتعاطي رسمياً، بعدما قدمت المستشفى للنيابة ما يفيد أن دم “شيرين” يحتوى على نسبة كبيرة من “المواد المخدرة”، وتحتاج لـ “دورة علاج” لا تقل عن الشهر داخل “مصحة نفسية وعصبية” وقد كان.
لم تفكر والدة “شيرين” وشقيقها محمد مثلما فكر البعض بأن يراعوا تاريخها وصوتها العبقرى ويعالجوها بهدوء من غير تشويه، لكن الأم وإبنها فكروا ازاي ينقذوا “بنتهم الإنسانة” مش “شيرين المطربة” قبل ماترحل او تتخلص من حياتها بعدما عرفوا إنها رجعت للدوامة تاني لدرجة إنها طردت أمها من شقتها وقالت لها “أنا شيرين عبد الوهاب إطلعي برة”.
بالمناسبة محدش سمع صوت هؤلاء بخصوص طرد المطربة الكبيرة لأمها المسنة رغم إن الأخيرة هي “الأكثر خوفاً” عليها في هذه الحياة، و”الأكبر رحمة” من أي شخص آخر حتى من شقيقها، لأنها بكت بعدما تأكدت إن رجوع “شيرين” لدوامة حسام وسارة تاني مفيهاش رجوع لأن المرة دي لو سابوها كانت راحت بلا رجعة.
ليه ما تمش استدعاء “حسام حبيب” لحد دلوقتي؟، هتقولى له شبكة علاقات قوية تمنع سؤاله هقولك مش صحيح لأن قبل كدة “شيرين” طلبت له شرطة النجدة جت وخدته متكلبش على اقسم وهناك اتعرض على النيابة بشكل قانوني جداً، لكن هي اللي أنقذته بتصالحها معاه.
أخو شيرين وأمهم الست الكبيرة معندهمش “دايرة العلاقات” اللي عند غيرهم، علشان كدة هما لا قادرين عليه ولا عليها فطبيعي إن الست تطلع تبكي وأخوها يصرخ ويطلب من الناس تساعده لإنقاذ أخته من الشلة اللي حوليها خاصة بعد البلاغ اللي قدمه ضده محامي “شيرين” والتهديدات اللي جاته والهجوم اللي ملوش غير ان أهلا يسيوا بنتهم لما تخلص على أيدين ناس ما بترحمش.
والحقيقة إن “محمد عبد الوهاب” لما رد على الاتهامات الموجهة ضده، كان واضح إنه “مرعوب أوي” وهو بيتكلم بسبب الخوف اللي حس به لكن قدر يوضح حاجات كتيرة أهمها إنه بيحتفظ بمفاجآت كبيرة تخص أسماء نجوم لها وزنها في الوسط الفني ضمن شلة شيرين وحسام لو تم التحليل لهم هنكتشف كوارث ــ ده كلامه ــ دون أن يذكر إسماً بعينه لكنه لازال يحتفظ بهم.
قبل دخول شيرين المصحة طلعت مع “صاحبة السعادة” الفنانة الكبيرة إسعاد يونس وقالت حاجات كتيرة لكن اللي لفت نظري لما قارنت نفسها بكوكب الشرق الست “أم كلثوم” وقالت ان البيئة اللي كانت حوليها مساعداها على النجاح وأنا يقول يا ست شيرين “سومة” هزمت الجميع بفنها وبغنائها ودي الست اللي هزت الرجال ولم تضعف يوماً ما وعندما ضعفت لم يلاحظ أحد حتى أهل بيتها فأصبحت “كوكب الشرق” وسيدة الغناء.
كوكب الشرق يا استاذة “شيرين” هي التي هزت العالم بصوتها وفنها وكانت تراعى جمهورها في كل كلمة تنطق بها ولم يتم ضبطها يوماً ما متلبسة تتعاطى أو تهرتل على الهواء لكنها كانت تختار كلماتها، ومن تتعامل معه من المؤلفين والملحنين يعنى بالعربي كدة “ايش جاب لجاب يا أختاه” من رياض السنباطي وأحمد رامي وجيل العمالقة لحسام حبيب!!.. لله الأمر.
شيرين ممكن نتفق أو نختلف على موهبتها لكن الواضح إنك بتنسى كتير خاصة موقفها في “تونس” الشقيقة عندما أحيت حفلا هناك وحكت موقفاً لبنتها التى لا تزال صغيرة سالتها قبل سفرها “رايحة فين؟” فردت عليها شيرين قالت لها “رايحة تونس” فنطقتها صغيرتها “بقدونس” هنا والأمور طبيعية لطفلة لكن “شيرين” ردت عليها وقالت “ماهو كله أخضر”.
عفوية شيرين أفضل ما يسقطها في الفخ لكن مش لدرجة إنها تقارن نفسها بالست أم كلثوم وهي التي جمعت الأموال لجيش بلادها يوماً ما، فالتفت الأمة حولها لتنادى بإسمها في كل مكان، لتبقى “سومة” شاهدة على الطرب أبد الدهر بصوتها وجمال أغانيها.
اقرأ ايضا للكاتب
