أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: بلد الأمير زياد كيف واجهت دخان هؤلاء؟

وانت ماشي على الطريق الزراعي في طريقك لوجه قبلي وبعد 2 كم بالضبط جنوب مدينة مغاغة بالمنيا، هتلاقي أعمدة قديمة ورسومات إسلامية قدام جامع الأمير “زياد بن المغيرة”، ودي الحاجات اللي باقية من الجامع الأثري القديم، اللي هو واحد من أقدم وأهم المباني الأثرية في عروس الصعيد.

دي يا سيدي اسمها قرية “الشيخ زياد” واحدة من القرى القديمة لمدينة مغاغة، وده مش هو الاسم الحقيقي لها فكانت بتتسمى “دروط بلهاسة” من ناحية البهنسا، واتسمت “الشيخ زياد” نسبة للأمير زياد بن المغيرة بن عمرو العتكي، واحداً من الفرسان الأعيان، كان ذو جودٍ وكرم، توفي في المحرم سنة 191 هـ ودفن بالجامع الذي يحمل اسمه.

قرية “الشيخ زياد” بما فيها من شباب وعائلات كانت على موعد مع الدخان الناتج من حرق المخلفات البيئية والسكنية التي تُسبب ضرراً على الصحة العامة خاصة الأطفال منهم وكبار السن، وهي القضية التي أطلق فيها عدد من شباب القرية والقرى المجاورة بما فيهم المهتمون بالإنسانية إستغاثاتهم للجهات الرسمية ووسائل الإعلام لإنقاذهم مما يسببه حرق المخلفات في “المقلب الوسيط” المجاور للقرية صاحبة واحدة من أقدم آثارها على الإطلاق.

ما أعرفه أن وزارة التنمية المحلية وفقاً لسياسات الحكومة تعمل على الحد من أي انبعاثات حرارية باستخدام وقود بديلاً عن الفحم من خلال حرق 20 % من المخلفات في أفران متخصصة يتم تحويلها إلى طاقة، ووفقاً لما ذكره الدكتور خالد قاسم المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية، فالوزارة تعمل على تخفيف آثار التغير المناخي بتخصيص مبلغ 40 مليار جنيه ضمن استثمارات تحسين البيئة تنفيذاً لخطة مصر 2030 الخاصة بالإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة باعتبارها واحدة من الموارد المهمة للاقتصاد الدوار.

لا أعرف كيف نتهاون مع من يسبب للناس ألماً من خلال حرق تلك المخلفات رغم إعلان الحكومة عن تدشين مبادرة المنظومة الجديدة للنظافة، ومن ضمن أهدافها رفع التراكمات التاريخية وبالفعل تم رفع ما يقارب 81 مليون طن على مستوى الجمهورية حتى الآن من خلال استخدام الوحدات المحلية لـ 79 محطة وسيطة، و29 محطة متحركة ترفع القمامة من الأحياء، في حين تم تسليم 13 محطة وسيطة منها المقلب الوسيط بالشيخ زياد الذي تم عرضه تفاصيل على السيد الدكة رهشام الهلباوي نائب وزير التنمية المحلية الذي لم يألوا جهداً، برجوعه لمحافظ المنيا ومنه لرئيس مدينة مغاغة.

نفس الأمر وهو حرق المخلفات وتأثيرها على الصحة العامة تكرر في قرية “برطباط” بالمنطقة القبلية للقرية حيث توجد نقطة تجمع غير رسمية للمخلفات بجوار التجمعات السكنية وهو ما سبب أزمة بين الناس بعد نشر مشاهد الدخان المنبعثة عن حرق النفايات ومخلفات القمامة الكثيفة في المنطقة.

أخيراً نأمل أن يكون هناك تعاوناً على المستوى الرسمي وليكن بالاستعانة بكيانات متخصصة في جمع المخلفات سواء في البندر أو القرى، بعدما زادت المشاهد السيئة التي تعكس إلى أي مدى يحتاج البعض منا لثقافة الالتزام بإلقاء المخلفات في مكانها بشرط أن يكون متوفراً من قبل الدولة، وللحديث بقية خاصةً عن هؤلاء الذين يشوهون نهر النيل بمخلفاتهم دون مراعاة لـ “هبة الله” لنا، نحن أبناء مصر؟..

اقرأ ايضا للكاتب

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» طارق حبيب وعمرو أديب! إيش جاب لجاب يا صحن كباب!

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: عندما غنى المصريون وطني الأكبر.. تعرف إيه عن ماسبيرو؟

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: نورت يا قطن النيل.. ملك القطن وحكايته مع عبد الناصر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى