كتبت – منار إبراهيم:
أثارت تصريحات الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج «نور الدين»، المذاع على حول فتوى تطويل الشعر للرجال جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال إن : «النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان عنده ضفيرة، ومباح للرجل إنه يربى شعره ويعمل ضفيرة، أو ضفيرتين».
وأوضح: «يجوز للرجل أنه يعمل شعره ذيل حصان وربطه بـ«التوكة»، زي ما بيسموها دلوقتي، لكن لازم ناخد بالنا في قاعدة عامة وهى الأمر بالعرف، فلما نلاقى الأمر ده بيعمل صدامات يبقى بلاش منه، علشان في رفض مجتمعي له».
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد بكير، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن الشعر نعمة من النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها على الإنسان، فزينه به، ولما كانت أمور الهيئة والثياب تخضع للأعراف والتقاليد،.
وأضاف عضو الفتوى في تصريحات خاصة لـ “الموقع”، أن تطويل الشعر للرجال تحكمه عدة قواعد كوجوب ستر العورات، وتحريم التشبه بأهل الفسق والفجور، وتحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال.
وأشار إلى أن تطويل الشعر كان ظاهرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن رسول الله كان يطيل شعره إلى منكبيه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر دون الجُمَّة، وفوق الوفرة)، والجمة ما تدلّى إلى المنكبين، والوفرة ما بلغ إلى الأذنين.
نرشح لك : بعد فتوى «البيست فرند».. عبدالله رشدي يرد لـ«الموقع» على الدكتور علي جمعة
وأوضح أن تطويل الشعر من حيث الأصل لا بأس به، حيث كانت إطالة الشعر في ذلك الزمان عادة محمودة، لكن مع تتغير الأعراف والأحوال الملابسة لهذا الفعل فيخرج حكمه عن أصل الإباحة إلى الكراهة أو التحريم، كما لو أصبح فى زمان معين أو مكان معين علامة دالة على الفسق أو التخنث أو الشذوذ، بل إن الشىء إذا كان مستحبًا فى نفسه ثم صار شعارًا لأهل المعاصى علامة عليهم صار التلبس به ممنوعًا، ولهذا قال العلماء بأنه إذا اختص أهل الفسق بلباس معين منع لبسه لغيرهم.
وأختتم بكير حديثه، قائلا: إن إطالة الشعر من بعض الشباب أحيانًا تكون مصاحبة لهيئة خارجة عن تقاليد الإسلام وعُرفه، فإذا كان القصد من ذلك التشبّه بالنساء أو لأجل شهرة ورياء فهذا يُخالف الشريعة، وعدم تطويله حينها أفضل، ومتى روعيت الأعراف والقواعد العامة جاز للرجل إطالة شعره وإلا لزمه مراعاة العرف.
