الموقعتحقيقات وتقارير

«حرب غزة» تكتب نهاية مستقبل نتنياهو السياسى

«خبراء»: تصاعد التظاهرات الداخلية ستجبر نتنياهو على الرحيل

تقرير: محمود السوهاجي

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تصاعدت الخلافات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وذلك بسبب فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من الحرب، بالإضافة إلى الخلافات السياسية بين أعضاء الحكومة.

اندلاع خلاف حاد:

اندلع خلاف حاد في مجلس الوزراء الإسرائيلي، مساء الجمعة، حيث هاجم الوزراء اليمينيون بشدة رئيس الأركان العامة هرتسي هاليفي، بسبب قراره تشكيل لجنة للتحقيق في الأخطاء المحتملة للجيش في عملية طوفان الأقصى.

تعرض هاليفي لهجوم لفظي شخصي، وانتقد أعضاء الحكومة اليمينية بشكل خاص توقيت التحقيق، بينما كان القتال لا يزال مستمرًا.

وفي النهاية، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتأجيل الاجتماع الذي كان من المفترض أن يدور حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.

رفض إجراء التحقيق:

يرفض نتنياهو إجراء التحقيق إلا بعد انتهاء الحرب، وهو ما يثير انتقادات من معارضيه، الذين يتهمونه بتأخير نهاية الحرب من أجل البقاء في السلطة.

احتجاجات على تعيين موفاس:

كما قوبل تعيين وزير الدفاع السابق شاؤول موفاس لرئاسة لجنة التحقيق باحتجاجات حادة من وزراء اليمين، الذين يعارضون سياسته التي أدت إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

خلافات حول مستقبل قطاع غزة:

يختلف أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، حيث يطالب الوزراء اليمينيون بإعادة إسكان القطاع وبوجود عسكري دائم، بينما يرفض وزير الدفاع يوآف غالانت هذه المطالب.

مظاهرات حاشدة تطالب بإقالة نتنياهو:

خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من المدن الإسرائيلية، أمس السبت، للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الرابع.

وشارك في المظاهرات الآلاف من الإسرائيليين من مختلف الأطياف السياسية، حيث حملوا لافتات كتب عليها “نتنياهو ارحل”، و”الحرب فشل”، و”الشعب يريد إسقاط نتنياهو”.

ووجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لنتنياهو، متهمين إياه بالمسؤولية عن فشل الحرب، وتسببه في وقوع ضحايا إسرائيليين وفلسطينيين.

واتهم المتظاهرون رئيس الوزراء بالفشل قائلين: «نتنياهو هو المسؤول عن هذه الحرب، فهو الذي أدخلنا فيها، ويجب أن يتحمل عواقب أفعاله».

وقال المتظاهرون: «هذه الحرب هي عار على إسرائيل، ويجب أن نضع حدًا لها على الفور».

وتأتي هذه المظاهرات في الوقت الذي تتصاعد فيه الخلافات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية، حيث يرفض رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تشكيل لجنة للتحقيق في الأخطاء المحتملة للجيش خلال الحرب، وهو ما يرفضه نتنياهو.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الخلافات قد يؤدي إلى انهيار الحكومة الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في البلاد.

نرشح لك : 12 ألف جندي معاق.. خسائر إسرائيل من «طوفان الأقصى» في أرقام

وعن مستقبل نتنياهو السياسي وبقائه في الحكم، قال دانيال بنسيمون، خبير السياسية الإسرائيلية، إن تصاعد وتيرة التظاهرات ستجبر رئيس الحكومة على الاستقالة من منصبه، واصفاً ما يجري في الداخل الإسرائيلي هو بداية سقوط نتنياهو.

وأضاف بنسيمون، أن ليست المرة الأولى التي يدور في الكلام عن إسقاط نظام نتنياهو، إلا أنه مقتنع أن الخطأ الذي ارتكبه هذه المرة جسيم للغاية.

وتابع خبير السياسية الإسرائيلية أن رئيس الحكومة أخفق في حماية شعبه، وبسببه وقعت أحداث السابع من أكتوبر ومقتل وخطف العشرات.

واختتم خبير السياسية الإسرائيلية حديثة بالقول إن نتنياهو سوف يدفع الثمن غالياً.

المعاناة من عجز كبير:

ومن جانبه، قال ألون بنكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الآن، يعاني من عجز غير مسبوق في إتخاذ قرار يمكن من خلال التراجع عن قرار مواصلة الحرب رغم أنه الجيش لم يحقق أيه إنجازات ملموسة أو حتى الانتصار على حركة حماس وتحرير الرهائن، وهو ما جعل هناك حراك شعبي يطالب بإقالته من على رأس الحكومة.

وأوضح بنكاس في مقالة له بصحيفة «الجارديان»البريطانية، أنه كان من الواجب على نتنياهو الاستقالة من منصبه بعد ساعة، من عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي وهو اليوم المشهود في تاريخ إسرائيل، ورغم ذلك ولم يفعل، لأنه لا يرغب في الرحيل بهذه الطريقة.

وأشار إلى أن نتنياهو يرى نفسه كشخصية تاريخية، فهو ليس متحديًا فحسب، بل إنه مرعوب من احتمال استمرار محاكمته بتهمة الفساد والرشوة إذا استقال.

وأضاف أنه منذ صباح يوم السابع من أكتوبر وجد نتنياهو وهو يحاول إنقاذ نفسه عبر تصدير المسئولية إلى الجيش والشاباك «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي»، وإلقاء اللوم على المعلومات الاستخباراتية الخاطئة، وصناعة رواية موازية يدّعي فيها أن إسرائيل تواجه حرب البقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى