الموقعتحقيقات وتقارير

ثورة «30 يونيو».. لماذا ثار المصريون وكيف استردت مصر وديعتها؟

أيام قليلة وتحل ذكرى الاحتفال بثورة «30 يونيو» التي طهرت البلاد من حكم جماعة الإخوان نتيجة لما شهدته مصر خلال عام من خراب نتيجة انتشار الأعمال الإرهابية و افتقاد الأمن في الشوارع فضلا عن محاولة تقسيم الشعب المصري الذي طالما كان ولا يزال كالنسيج الواحد، واشتعال المعارك بين أبناء الوطن الواحد، و انقطاع الكهرباء وأزمات البنزين والغذاء والمياه، لم يكن الخراب الداخلي كافيًا بل انهارت العلاقات المصرية الخارجية نتيجة لافتقاد رئيس البلاد حينها لسياسة التعامل مع الدول، هذا وغيرها من الأسباب كانت سبب اشتعال ثورة «30 يونيو» يوضحها «الموقع» في التقرير التالي…

خلال عام حكم جماعة الإخوان، شهدت مصر أعمالاً فوضوية غير مسبوقة بعضها كان بتحريض من الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته منها حادث قتل الشيعة بالجيزة، واضطهاد الأقباط واقتحام أماكن عبادتهم.

لأول مرة انقسام الشعب و التناحر بينهما

رسخت فترة حكم مرسي حالة من الاستقطاب الحاد، قسمت المجتمع بين مؤيد ومناهض للمشروع الإسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع، وبدلاً من العمل والإنتاج وإصلاح ما نادت به ثورة يناير، اتجه الشعب إلى التناحر والعراك بين التأييد والرفض واتجه حكم مرسي على ترسيخ ونشر فكر الأخونة.

تحويل مصر بؤرة للإرهاب

بدأ مخطط نشر الفوضى والإرهاب في مصر، بالإفراج عن السجناء أصحاب الفكر المتطرف الذين استوطنوا سيناء وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من أنفاق التهريب مع قطاع غزة التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته.

نفذت هذه الجماعات العديد من العمليات الإرهابية في سيناء، منها: الهجوم على 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان، وبعد أشهر تم اختطاف سبعة جنود قبل أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين، وتدخل جماعة الرئيس للإفراج عن الجنود، وبعد عزل “مرسي” تم التأكد أن هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حربها الإرهابية ضد الدولة.

سعى عدد من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية للاحتكاك اللفظي بالمؤسسة العسكرية وقادتها، ومحاولة النيل منها عبر إشاعة الأقاويل حول وحدتها وتماسكها، ولكن دون الوعي التام منهم مدى حب الشعب المصري وارتباطه الوثيق بالجيش على مر العصور.

انهيار علاقتنا الدولية وفشل حل مشكلة المياه مع إثيوبيا

فشلت الزيارات المتعددة للرئيس السابق المعزول مرسي شرقاً وغرباً في فتح آفاق التعاون البناء بين مصر ودول عديدة في العالم، وتراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة، خاصة في العالم العربي بسبب حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وفشل أيضا حكم الراحل مرسي في استقدام تكنولوجيا متطورة.

وكانت معالجة “مرسي” لمباشرة إثيوبيا بناء سد النهضة حسبما وصفها الخبراء فاشلة و كشفت عن افتقاده لأسس التعاطي مع الأزمات، فضلاً عن سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه على الهواء، ما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الإثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه.

أزمة البنزين وانقطاع الكهرباء واستخدام التموين في الدعاية الانتخابية

كانت أزمة البنزين والسولار من أشد الأزمات التي مرت على مصر في تلك المرة حيث كانت متكررة ومتواصلة، بما أثر على الحركة الحياتية للمواطن، وانعكس ذلك على الانقطاع المتكرر للكهرباء.

نرشح لك : من القاهرة إلى ليبيا و تونس.. كيف عبرت ثورة «30 يونيو» الحدود؟.. «الموقع» يوضح

كما شهد هذا العام استمرار الأزمات الغذائية والارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي لحل الأزمة، بدأ واضحًا اتجاه الحكم لاستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراضه الانتخابية، ومحاولة كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية.

محاولة طمس الهوية الثقافية

اتخذت جماعة الإخوان اتجاه واضح نحو تغيير هوية مصر الثقافية لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءًا من إقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم، و منع عروض الباليه بدار الأوبرا.

السعي لأخونة القضاء و الإعلام

شهد عام حكم “مرسي” للبلاد العديد من الأزمات المتتالية مع القضاء، بدءًا من إقصاء النائب العام، إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس حينها، ثم محاولة تحجيم دورها في دستور ديسمبر 2012، إصدار إعلانات دستورية وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامة ومؤسسات الدولة.

استمرت الأزمات بين القضاء والرئاسة، حيث قضت محكمة القضاء الإداري بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، وكان رد فعل الجماعة رفع شعار «تطهير القضاء»، والعمل على سن تشريع يقضي بتخفيض سن التقاعد للقضاة ليقضي عدة آلاف منهم ليحل بدلاً منهم أنصار الحكم.

ومن هنا، لقن القضاء المصري درسا قاسيا للرئيس المخلوع ” محمد مرسي” من خلال الإشارة إليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله في واقعة اقتحام سجن وادي النطرون، بجانب المشكلات الاقتصادية والنقل والمواصلات وغيرها.

سعى حكم الجماعة بكل قوة لأخونة المؤسسات الصحفية والإعلامية، في محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخواني من جهة، والحد من تأثير الإعلام المضاد من جهة ثانية.

30 يونيو وانتصار إرادة الشعب

وأحبطت ثورة 30 يونيو أخطر مؤامرة تعرضت لها الأمة العربية فى التاريخ أحبها الشعب المصري بدعم قيادة مخلصة أدركت خطورة ما يحاك للأمة العربية، وكانت إرادة الله أقوى من تخطيط الشياطين فانهار حلفهم وتبددت أحلامهم، وانتصرت إرادة الشعب المصري فأعاد الأمل للأمن القومي العربى وإحياء مشروع الحلم العربي في بناء وحدة عربية تصون ولا تبدد، تبنى ولا تهدد.

بعد فترة حكم عصيبة للإخوان المسلمين دامت نحو عام ساد فيه الفوضى وسط تنازع القوى الوطنية على الحكم، قامت ثورة «30 يونيو» و كانت هي اللحظة فارقة فى حياة الشعب المصري والأمة العربية حينما خرج الملايين من أبنائه للدفاع عن الأمن القومي في مواجهة الخطة الاستعمارية التى تقودها الولايات الأمريكية واستخدمت فيها جماعة الإخوان فى خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني لتكون مصر القاعدة الرئيسة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد لإنجاح المخطط الصهيوني الأمريكي لتقسيم العالم العربي لدويلات هزيلة لتحقق لإسرائيل الأمن والسلام وتسخيرها في خدمة حلم دولة إسرائيل لتمتد من النيل الى الفرات.

ومنذ 30 يونيو أخذت القوات المسلحة المصرية على عاتقها إعادة بناء الدولة مرة أخرى والمساهمة فى التنمية الشاملة، وفى نفس الاتجاه قامت بتنفيذ حملات عسكرية ضخمة فى سيناء للقضاء على العناصر الإرهابية التى تم زرعها هناك وتضييق الخناق عليها تمامًا، وتدمير مصادر تهريب السلاح عبر الأنفاق التى كانت الأخطر بجانب تأمين الحدود تمامًا والسيطرة الكاملة عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى