الموقعتحقيقات وتقارير

من القاهرة إلى ليبيا و تونس.. كيف عبرت ثورة «30 يونيو» الحدود؟.. «الموقع» يوضح

«عيش حرية عدالة اجتماعية» كان هذا نداء ثورة «30 يونيو» والذي بدأ صداه من ميدان التحرير بالقاهرة ومختلف محافظات مصر إلى أن وصل الدول العربية المجاورة، وأنقذت هذه الحركة الشعبية الوطنية المؤامرات الدولية لتقسيم مصر ومحاولة تفكيك الجيش وخلق فوضى خلاقة فى البلاد، فكان أعظم انتصاراتها هو خلاص الشعب من حكم الإخوان الذي أضر بمصلحة البلد.

ومن هنا امتد أثر ثورة «30 يونيو» إلى خارج البلاد فكانت أبرز الثورات المُلهمة لشعوب عربية عانت من الفساد وعدم الاستقرار الأمني وسيطرت جماعات متطرفة تحت اسم الدين في تخريب البلاد، فكان الرد قويا ومتتاليا من مصر إلى ليبيا ، ومن ليبيا إلى تونس وغيرهم من مختلف دول المنطقة.

انتصار إرادة الشعب

انتصرت الإرادة الشعبية فى الثالث من يوليو، بعد عام من حكم جماعة الإخوان ساد فيه الفوضى وسط تنازع القوى الوطنية على الحكم، فكانت ثورة «30يونيو» اللحظة الفارقة في حياة الشعب المصري والأمة العربية حينما خرج الملايين من أبنائه للدفاع عن الأمن القومي في مواجهة الخطة الاستعمارية التي تقودها الولايات الأمريكية واستخدمت فيها جماعة الإخوان فى خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني لتكون مصر القاعدة الرئيسة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد لإنجاح المخطط الصهيوني الأمريكي لتقسيم العالم العربي لدويلات هزيلة لتحقق لإسرائيل الأمن والسلام وتسخيرها في خدمة حلم دولة إسرائيل لتمتد من النيل الى الفرات.

إحباط حلم تقسيم مصر

وأحبطت ثورة «30 يونيو» أخطر مؤامرة تعرضت لها الأمة العربية فى التاريخ، وانتصرت إرادة الشعب المصري فأعادت الأمل للأمن القومي العربي وأحيت مشروع الحلم العربي فى بناء وحدة عربية تصون ولا تبدد، تبنى ولا تهدم.

ومنذ 30 يونيو أخذت القوات المسلحة المصرية على عاتقها إعادة بناء الدولة مرة أخرى والمساهمة في التنمية الشاملة، وفي نفس الاتجاه أعلنت الحرب على الإرهاب وشنت حملات عسكرية ضخمة فى سيناء للقضاء على العناصر الإرهابية، وتدمير مصادر تهريب السلاح عبر الأنفاق التى كانت الأخطر بجانب تأمين الحدود تمامًا والسيطرة الكاملة عليها.

بعدما تأكد للغرب أن مصر لا يمكن أن تكون ضمن مخططها فى الشرق الأوسط بدأ التشكيك فى قدرات القوات المسلحة بأن سيناء غير آمنة، خصوصًا بعد حادث الطائرة الروسية، وأن تنظيم داعش على الأرض فى سيناء، ومحاولات الترويج عن طريق بعض العملاء في الداخل والخارج بأن سيناء أصبحت خارج السيطرة المصرية، ويتم دعم عناصر إرهابية لمحاولة الهجوم على عناصر القوات المسلحة أو الأكمنة، إلا أن القوات المسلحة تقف بالمرصاد لكل تلك العناصر الضالة.

انتقال الأثر لدول الجوار

كان انطلاق هذه الثورة التي قادها الشعب المصري في كافة الميادين والشوارع أثرا بالغا في تشجيع باقي الشعوب العربية في الثورة على حكم المليشيات والجماعات المسلحة التي حاولت السيطرة على مؤسسات الدولة الوطنية سواء في ليبيا أو سوريا وغيرها من الدول العربية، بعدما قامت الجماعات على ترسيخ حكمها من خلال تشكيل فروع الإخوان بعدد من دول الجوار تمهيدا لتفعيل حكم الجماعة.

ومع نجاح ثورة «30 يونيو» في مصر وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية تشجعت الشعوب العربية خاصة في ليبيا بالثورة على الجماعات المسلحة التي تحالفت مع الإخوان في شرق البلاد، ومنها: أنصار الشريعة، مجالس الشورى وهي الكيانات المسلحة التي استهدفت المدنيين والبعثات الدبلوماسية وسعت لفرض نموذج متشدد ومتعصب لحكم جماعات دينية متشددة في ليبيا إلا أن إرادة الشعب الليبي ومن خلفه الجيش الوطني نجحت في القضاء على هذه الجماعات وملاحقتها بشكل كامل والشروع في بناء دولة المؤسسات الوطنية القائمة على العدل والقانون.

اندلاع الثورة بـ ليبيا

عانت ليبيا من حكم الميليشيات المسلحة، وشرعت في بناء مؤسسة عسكرية وأمنية وطنية تحمي البلاد من تلك الجماعات المتطرفة وتؤمن ثروات الشعب الليبي في ظل أطماع خارجية ومحاولات قوى خارجية إعادة حكم الميليشيات والتشكيلات المسلحة للمشهد مجددا.

نرشح لك : سحل مصر.. كيف نجت مصر من براثن الظلام والنار إلى رحاب التنمية؟

وكان نجاح سوريا في معالجة المشكلات الأمنية التي عانت منها البلاد من انتشار جماعات متطرفة وتكفيرية ومتشددة في البلاد خلال السنوات الماضية، هو ما يؤكد أن دول المؤسسات الوطنية هي وحدها القادرة على حماية إرادة الشعوب الوطنية التي تنشد العيش في أمن وأمان ورفاه.

بعد أحداث 2011، سيطرت عناصر جماعة الإخوان الإرهابية على المؤسسات المالية والاقتصادية في ليبيا، ما مكنهم من تشكيل ميليشيات مسلحة تعمل لخدمة أجندة الجماعة، وتستهدف أي محاولات لبناء مؤسسات وطنية في البلاد خاصة الجيش والشرطة.

تونس

سيطرت حركة النهضة الإخوانية التونسية على المشهد السياسي في البلاد، وتغلغلت داخل مؤسسات الدولة بعناصرها التي عملت على ترسيخ حكم الجماعة، والدخول في مواجهة مباشرة مع التيارات المدنية والليبرالية التونسية التي عانت من اغتيالات نفذها الجهاز السري لحركة النهضة التونسية.

وشنت القوى المدنية والليبرالية التونسية مواجهات مباشرة ضد حكم الإخوان من خلال مجلس نواب الشعب، الذي هيمنت عليه الجماعة لسنوات وسعت لتمرير مشاريع قوانين تخدم رؤية وأجندة الإخوان داخل تونس وتؤسس لنظام حكم جديد تقوده حركة النهضة لعقود طويلة إلا أن القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد والمعروفة بأحداث “25 يوليو” 2021 بداية استعادة الدولة الوطنية في البلاد.

خلاصة القول، لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد تحرك شعبي لإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، لكنها كانت ثورة مصرية شعبية تؤكد على تمسك المصريين بهويتهم الوطنية ودولة المؤسسات، للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد وتأكيدًا على رفض أي مشاريع من أطراف إقليمية سواء من قوى داخلية أو خارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى