تعدد الزوجات فطرة إنسانية أم واجب شرعي؟

خبير علاقات أسرية: الرجل يميل إلى التعدد بالفطرة

لا يجوز أن يتزوج الرجل بأكثر من امرأة إلا إذا كانت رجولته مكتملة

أستاذ علم النفس: الرجال يفضلون البحث عن عدة شريكات بحسب العلم التطوري

كتب _ سيف رجب

مسألة تعدد الزوجات كانت موجودة من قبل أن يبعث الله تعالى الدين الإسلامي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو كان موجودا من قبل الإسلام، ولكن عندما جاء الإسلام أبقى على التعدد مباحًا، ووضع له أسسًا وشروطًا تنظمه، وتحد من مساوئه وأضراره، وتمنع الظلم الذي قد يقع فيه المُعدد، والذي كان موجودا قبل الإسلام في بلاد انتشر فيها التعدد، فهل يعتبر التعدد عادة وفكرة إنسانية عند الرجل، أم أنه واجب في الإسلام ؟

ويوجد العديد من المشاهير في الغرب والذين لم يعتنقوا الإسلام، ورغم ذلك تعددت أزواجهن، فتزوج مقدم البرامج الشهير لاري كنغ 8 مرات، من 7 نساء، وكان زواجه الأول من حبيبة صباه فريدا ميلر عام 1952، ثم تزوج لفترة قصيرة من آنيت كاي قبل أن يتزوج من أحدى فتيات بلاي بوي تسمى آلين أكينز عام 1961، لكن هذا الزواج لم يدم سوى عامين.

ثم بعد ذلك عاد إلى الزواج منها مرة أخرى بعد زواجه من ماري فرانسيز ستيفن عام 1963 ثم انفصلا مرة ثانية عام 1972، وتزوج كنغ بعد ذلك من مدرسة رياضيات ثم امرأة أعمال، ولايزال متزوجا من زوجته السابعة شون سوثك ولديهما طفلان.

وقال كنغ في مذكراته “عندما أنظر إلى الماضي اجد بعض ما أندم عليه. بالتاكيد لم أكن لاتزوج 8 مرات. لكنني لا أتوقف كثيرًا عن الندم”.

وتزوج مارتن سكورسيس هو مخرج أفلام مشهور مثل “الثور الهائج”، و”أشخاص طيبون”و”ذئب ول ستريت”، وتزوج سكورسيس 5 مرات كانت الأولى من لاراين ماري برنن، وخلال السبعينيات تزوج من الكاتبة جوليا كاميرون، كما تزوج الممثلة إيزابيل روسليني عام 1979 ثم المنتجة باربرا دي فينا عام 1985، وكان زواجه الخامس من هيلين موريس عام 1999 ولا يزالا معا منذ ذلك الحين.

نرشح لك: «تعدد الزوجات» يثير سجالا جديدا بين العلماء.. عبد الفتاح العواري: التعدد مشروع بضوابط والمٌعدد غير القادر متجاوز لحدود الله

كما تزوج الممثل هنري فوندا 5 مرات، وهو نفس عدد الزيجات التي تزوجها كل من جنجر روجرز، وكلارك غيبل، وستان لوريل، وجوان كولنز، ودينس هوبر، وبيلي بوب ثورنتون.

الرجل يميل للتعدد بالفطرة

وقال إيهاب عوض، الخبير في العلاقات الأسرية، إن الرجل يميل إلى التعدد بالفطرة ولكن لا يجوز له أن يتزوج بأكثر من امرأة إلا إذا كانت رجولته مكتملة.

وأضاف”عوض” أنه مع التعدد ولكن بشرط أن يكون الرجل قادراً على تحمل المسئولية ولا يكذب على زوجته الأولى أو الثانية.

وأشار إلى أن الرجل أيضاً لا يحق له أن يتزوج من أخرى إلا إذا كان يستطيع إشباع رغبات واحتياجات زوجته الأولى، مادياً وجسدياً وغيرها من الأمور التي لها علاقة باكتمال رجولته.

وأكد أن خبرته التي اكتسبها في حياته من خلال دراسته في الخارج وتعامله مع أجانب أثبت له أن الرجل بطبعه يميل إلى التعدد سواء كان عربياً أو أجنبياً.

ويرى مايكل برايس، أستاذ علم النفس بجامعة برونل الإنجليزية، في مقال له، أن البشر تطوروا ببساطة لممارستهم تعدد الزوجات، ويعتمد في الدفاع عن رأيه على البحوث التي تُجرى على المجتمعات «قبل الحديثة»، والتي تُظهر نسبة أعلى كثيرًا للثقافات متعددة الزوجات، مقارنة بالثقافات أحادية الزواج.

ويعود هذا في رأي الكاتب إلى تفضيل الرجال الذي يفترضه علم النفس التطوري للبحث عن عدة شريكات، بالإضافة إلى تكلفة تعدد الأزواج إذا قورنت بها في تعدد الزوجات.

ووضعت دار الإفتاء عده مبررات تدفع الرجل إلى تعدد زوجاته، حيث قال الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إنه يوجد عدة مبررات تدفع الرجل إلى تعدد الزوجات، وهي أولا عدم الإنجاب ورغبة الزوج في الإنجاب، تدفعه للجوء إلى امرأة ثانية غير زوجته، والدافع الثاني هو عدم راحة الزوج مع زوجته وعدم رغبته في طلاقها من أجل الحفاظ على الأولاد.

وأضاف “الورداني” أن الدافع الثالث هو إعجابه بامرأة ثانية غير زوجته فيلجأ للزواج منها لعدم وقوعه في الحرام، بالرغم من أن زوجته محترمة وغير مقصرة، مشيرًا إلى أن الدافع الرابع هو اللجوء للزواج من امرأة معينة، من أجل الحصول على أموالها، والمبرر الخامس هو لجوء الرجل للزواج لعودة شبابه وهو ما يعرف بأزمة منتصف العمر.

وتابع أن المبرر السادس هو أن هناك من يتزوج بهدف تقليل نسبة العنوسة فيلجأ للتعدد لهذا السبب، والمبرر السابع هناك آخر من يرى أن زوجته وأولاده ليس لهم عنده إلا الإنفاق وتلبية رغباتهم، وكأنه يرى أنه مجرد بنك لضخ الأموال فقط، والسبب الثامن للتعدد، هو الرجل الذي يندفع الى التعدد، لآن امراة واحدة لا تكفيه.