الموقعتحقيقات وتقارير

بيزنس الأذى.. «الموقع» يخترق العالم المظلم للسحر والشعوذة والكفر

عظام الحيوانات أحدث طرق شر الناس في الأعمال المؤذية

“50 ألف جنيه سعر كتف البقرة والحوض”.. جزارين يروون حكاياتهم مع طلبات شراء العظام

آمنة نصير: الدجالين ومن يدعمهم خارجين من الإيمان ومصيرهم نار جهنم

«اجتنبوا السبع الموبقات».. ماذا قال النبي محمد عن السحر والسحرة

استشاري طب نفسي: إضافة عظام مطحونة على المخدرات يسبب ثقب في الحاجز الأنفي وصرع وتسمم في الدم.. وهذه الميزة الوحيدة

مهما كانت.. قانوني يكشف عقوبة مروجي المخدرات

كتبت- دعاء رسلان

“عضم للبيع.. خدلك طبق بلاستيك بالعضم”.. كلمات تتردد بين الحين والآخر في الشوارع، من قبل أشخاص يستقلون عربة يسحبها حمار، ويضعون على العربة عدد من الأطباق البلاستيكية، التي يقدمونها لمن يبيع لهم ما لديه من عضام حيوانات سواء أبقار أو ماعز وماشية، وخصوصًا “الجزارين”، كون هذه العظام متوفرة لديهم بحكم عملهم في اللحوم.

للوهلة الأولى، يشعر البعض بالمكسب من خلال استبدال العظام التي لا يستفيد منها، بأطباق بلاستيكية يمكن استخدام في العديد من الأغراض، إلا أن البعض الآخر، يتساءل عن السبب في إقدام أشخاص على شراء عظام الحيوانات.

الموقع” بحث عن أسباب إقدام بعض الأشخاص على شراء عظام الحيوانات من المواطنين ومحلات الجزارة.. والمفاجأة في التفاصيل..

يقول خميس.ف، جزار في منطقة حلوان، إنه لا يفضل بيع العظام على الإطلاق، ولكن في حال طلب منه شخص عظام للبيع، يتساءل عن السبب وراء ذلك، ولا يقدمها إلا للأشخاص الذين يعرفهم ويثق في أنهم يسعون لشراء للاستفادة من النخاع العظمي بها.

وأضاف “خميس” لـ”الموقع“: “ناس كتير بتيجي تحاول تشتري من عندي عضم البقر والجاموس لكن برفض وخصوصًا اللي بيقولوا العضم بالبلاستيك”، موضحًا أن سبب رفضه أنه علم من بعض الشيوخ وعلماء الدين أن البعض يستخدم عظام الحيوانات في أعمال السحر.

وتابع أن بعض الدجالين يفضلون العظمة طرية وخصوصًا عظمة الكتف في الخروف والماشية، ويسعون للحصول عليها لإتمام بعض أعمال السحر عليها، لأنها كلما جفت تعذب المسحور، ويصيبه بالمرض ويتم إلقاءها في القبور وبأماكن بعيدة.

وأوضح حزار حلوان أن الساحر يحاول الحصول على هذه العظمة سليمة من أي كسر ويدفع فيها ثمن باهظ حتى يكتب عليها الطلاسم والتعويذات السحرية ويقدمها للجن بغرض إيذاء الشخص المراد عمل سحر له ومن ثم يدفن العظم في المقابر أو يطحنه ويلقي به على الطريق لتنشيط السحر وتفعيله.

وأكد أنه مع ذبح كل حيوان يحرص على تكسير كل العظام لعدم الاستفادة بها في أعمال السحر، التي يتم استغلال هذه العظام بها.

وفي السياق ذاته، قال محمد.ع، جزار في السيدة زينب، إن الطلب على شراء العظام يكون على مدار العام من العديد من الأشخاص، ولكنه يتضاعف الطلب عليه في المناسبات، وخصوصًا في عيد الأضحى، حيث يكون العظام متوفرة بكثرة لدى الجزارين والمواطنين عقب نحر الأضاحي.

وأضاف محمد لـ”الموقع” أنه يخشى بيع العظام للأشخاص الذي يجهل هويتهم، ولكنه لا يأمن السبب وراء بيعها، كاشفًا أنه عرض عليه ذات مرة عظمة الكتف من الخروف وعظمة الحوض من البقرة مقابل 50 ألف جنيه، وهو ما أكد شكوكه من السر في بيع هذه العظام، وانتهى الأمر برفضه بيعها وتكسير هذه العظام لعدم الاستفادة بها.

وعن سبب رفضه، أوضح أنه بالرغم من عدم معرفة السبب من الأشخاص الذين أرادو شراء العظام، ولكنه علم من آخرين أن هذه العظام تستخدم في السحر الأسود، وهو أشد أنواع السحر، وهو ما دفعه للرفض التام.

واستكمل: “عندي أولاد وأخاف عليهم من الأذى وفي ناس بايعة ضميرها للشيطان وبتبيع العظام دي وتأذي غيرها بجهلها”.

بينما قال رمضان.أ، مواطن إنه علم من بعض الأشخاص، أنه يتم استخدامها في المخدرات.

وأوضح لـ”الموقع” أن عظام الحيوانات يتم طحنها وإضافتها للمواد المخدرة لزيادة حجمها وترويجها للمواطنين

الإفتاء واستخدام العظام في السحر

الدكتور نصر فريد واصل – مفتي الديار المصرية الأسبق – قال في فتوى له إن الله ذكر السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].

وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بتجنب الموبقات، كما ورد عن النبي: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعد منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة، لا يعني كونه مؤثرًا بذاته، ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.

فقد نفى الله – عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق، وتبديل جواهر الأشياء.

ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.

ومن جانبها، قالت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر، إن استخدام عظام الحيوانات في أعمال السحر والشعوذة أو المخدرات يكون مصير فاعلها نار جنهم.

وأوضحت “نصير” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن من آمن بالسحر والدجالين خارجين من الإيمان ومصيرهم نار جهنم وبأس المصير.
وأكدت أن كل من يشارك أو يدعم الدجالين في الحصول على عظام من أجل السحر، أو المخدرات يكون مأواه نار جهنم، لأنهم يعينوا غيرهم على نشر الضرر بين الناس.

ووجهت الدكتورة آمنة نصير رسالة لمن يستخدم العظام في أعمال السحر أو المخدرات، قائلةً: “كفوا عن مواطن نار جهنم وعن الطريق إليها وانصرفوا عن هذا الهراء وأتقوا الله فيما تأمنوا به”.

تأثير العظام على المخدرات

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الحديث عن إضافة العظام إلى المخدرات أمر شائع لدى تجار المخدرات بداية من طحن الجماجم وصولا لاستخدام عظام الحيوانات.

وأضاف “فرويز” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن إضافة العظام المطحونة في المخدرات ميزتها الوحيدة تكمن في تقليل تأثير المخدر الخام على صحة المتعاطي، مضيفًا أنه في حال توقف الشخص الذي يتعاطي المخدر المضاف عليه عظام واستخدامه للمخدر الخام يمكن أن يتعرض لجرعة مضاعفة “أوفر دوز”.

وأوضح استشاري الطب النفسي أن المتعاطي للمخدر المضاف عليه عظام يكون أعراض الإدمان لديه أقل من مدمن المخدرات في صورتها الخام، وخصوصًا في أعراض الانسحاب.

وكشف أن الأضرار التي تحدث لمدمني المخدرات المضاف عليها عظام مطحونة، تتركز على حدوث ثقب في الحاجز الأنفي في حال الإدمان بالشم، وتسمم في الدم على مدى الطويل في حال الإدمان بالحقن، ويؤثر على التركيز والذاكرة، ويؤدي للتشنجات وتسبب نوبات صرع.

وصرح أن أبرز أنواع المخدرات التي يضاف إليها العظام المطحونة، ومنها: “الهيروين، والكوكايين، والاستروكس، والفودو، والشبو”، موضحًا أنه يتم مزج الخليط من العظام مع المخدر لزيادة وزنه، والحصول على مكاسب أكبر.

المخدرات وعقوبتها

ومن جانبه، قال فهمي بهجت، المحامي، إن عقوبة المخدرات تصل إلى الإعدام، مهما كان نوع المخدرات سواء كانت: “حشيش أو بانجو أو هيروين أو كوكايين” وغيرها من المخدرات المخلقة.

وأكد “بهجت” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن إضافة عظام مطحونة للمخدرات لزيادة حجمها لا يمكن أن يخفف من العقوبة على مروجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى