الموقعتحقيقات وتقارير

بعد ارتفاع أسعار المخدرات التقليدية: «البودرة المخلقة تهزم الحشيش والبانجو»..الشمة بـ 60 جنيه و14 مليون متعاطي

>>«مهران»: المتهم بالتعاطي يحاكم أمام الجنايات وليس الجنح..المخدرات كلها جنايات

>> عقوبة التعاطي السجن من سنة وحتى 7 سنوات

>> مجموعة من الخلطات و الأقراص يتم طحنها مع الشابو والأيس وتباع بـ 60 جنيه

>>«هندي»: أعراض الانسحاب تختلف من شخص لآخر..ونوع المخدر ومدة التعاطي

>> تراجع الحالة الاقتصادية لا يعنى تراجع التعاطي و رواج المخدرات..بل العكس

 

تحقيق – آلاء شيحة

«البودرة المخلقة» بديل البانجو والحشيش في سوق المخدرات، المزاج أولاً والبعد عن الواقع هما الأساس، الوفرة والظروف الصعبة عاملان يتناسب توافرهما طردياً مع زيادة التعاطى كما و كيفا، بعيدا عن الغلاء وارتفاع الأسعار، تبدو أن المخدرات لها تأثير بالغ وسوقها مازال منتشر سواء كانت الأسعار في ارتفاع أو انخفاض، تتعدد الأنواع والأشكال ويحظى متعاطيها يومياً بكل ما هو جديد، والتي كانت صعبة المنال قديماً أصبحت سهلة للمدمن حالياً ومتاحة بتخفيضات نظراً للظروف الاقتصادية…

•بودرة مُخلقة بـ30 جنيه

أوضح الدكتور أحمد مهران المحامي بالنقض، أن لجوء مختلف الفئات العمرية هذه الفترة لتعاطي البودرة المُخلقة وهي مجموعة من الخلطات والأدوية الأقراص التي يتم طحنها مع الشابو والأيس والتي تباع حوالي بـ30 جنيه وتكون أسعارها رخيصة؛ نظراً للظروف الاقتصادية التي لا تسمح في الوقت الحالي لشراء الحشيش والبانجو، مُشيراً إلى أنها ليست بودرة الهروين المعروفة بأنها باهظة الثمن وكلاهما يدمران الصحة.

• سنة حبس

و أضاف خلال حديثه لـ«الموقع»، أن كل من حاز مادة مخدرة بهدف التعاطي والاتجار فهو مجرم ومتهم، إذ أن القانون المصري يُجرم كلاهما، مُبيناً أن المتهم بالتعاطي يحاكم أمام محكمة الجنايات وليس الجنح؛ وذلك لأن المخدرات جميعها جنايات، لافتاً إلى أن المُتعاطي يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على الـ7 سنوات.

• 14 مليون متعاطي

حديث الأرقام هو الأصدق على الإطلاق، قد يعيبه عدم الدقة أحياناً، بزيادة أو نقصان غير متعمد، لكنه يبقى معبراً عن الواقع، أما عن وضع مصر في مؤشرات رصد الإدمان، فيزداد سوءاً عاماً بعد آخر، هكذا علق الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، قائلاً إنه بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تم رصد أن 17% من المصريين أي تقريباً 14 مليون نسمة ينفقون أموالاً طائلة لجلب المخدرات والتي تصل لـ96 مليار جنيه وهو رقما كبيرا للغاية.

و أضاف خلال حديثه لـ«الموقع»، أن الدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية أصدرت تقريرا بأن 11% من المصريين ينفقون أموالهم للتعاطي إذ أنه يُعتبر ضعف المعدل العالمي، لافتاً إلى أن تعاطي الفئات العمرية للمخدرات يمثل 40 % من إنفاقهم الهيروين والبانجو والحشيش والترامادول ويمثل 27% من فئة الإناث و 73% من فئة الذكور ونسبة الحرفيين تمثل حوالي 24% من المتعاطين.

فالأسرة المصرية والمجتمع ينفق الكثير من الدخل على التعاطي ونفقات المدمن، أيضا وزارة الداخلية تنفق الكثير للإبادة ومكافحة المخدرات.

نرشح لك: الأوزريون.. سر القبر المقدس 30 ألف جنيه رسم الدخول..الموقع يكشف حقيقة تذكرة زيارة المعبد الأغلى على مستوى العالم المثير للجدل بسوهاج

• تجارة المخدرات والأزمة الاقتصادية

وتابع، تبين وجود الكثير من المخدرات المُخلقة مثل البودرة التي لا يتعدى ثمنها أكثر من 50 إلى 60 جنيه، وتؤدى نفس مفعول المواد المخدرة التي يتجاوز سعرها أكثر من 500 جنيه أو ما يعادل سعر الهيروين والبانجو والحشيش لارتفاع سعره وصعوبة الحصول عليه، وتجار المخدرات يستخدمون المتعاطين كسنارة للوقوع في براثن المخدرات.

موضحاً أن تراجع الحالة الاقتصادية لا يعنى تراجع التعاطي بالعكس، بلاد كثيرة مواردها ضعيفة ومع ذلك تجد تجارة المخدرات بها رائجة، الأمر مرتبط بمشاكل نفسية واقتصادية و بالتعليم والوعي والثقافة.

• أعراض الانسحاب

وأكمل، أن هناك حالات لا يصل فيها المخ إلى حالته الطبيعية حتى بعد انتهاء فترة العلاج، فأعراض الانسحاب تختلف من شخص لآخر، وفقًا للحالة الصحية العامّة وحدّة الإدمان ونوع المخدر ومدة التعاطي والشخصية وأسلوب الحياة، وإذا ما كان يتعاطى مخدرات أخرى أقلّ أو أكثر حدة مثل المخدرات التقليدية أو الهيروين، منوهاً أن المدمن يبدأ بالشعور بأعراض مختلفة بعد توقيف المخدر مثل التعب، والعرق الشديد والإسهال والصداع والبرد وتكسير يكاد يحطم عظامه وضلوعه بالإضافة إلى الاكتئاب.

•المشاركة الإيجابية

أردف أن دورنا جميعاً ينبغي أن يكون في التكاتف في توعية أبنائنا والمحيطين بنا بخطورة جميع المواد المخدرة، والحرص على خفض العوامل التي تقود للتعاطي كضعف التواصل بين أفراد الأسرة، وكذلك الوقوف بجدية مع أي حالات تعاطٍ قد تظهر بين أحد الأفراد والعمل على إيجاد الحلول العلاجية لها باستشارة المختصين، وتبقى الوقاية هي السبيل الأمثل للتصدّي لآفة تعاطي المخدرات بأنواعها و إدمانها، فالمشاركة الإيجابية للشباب وتقوية العلاقات مع أسرهم في بيوتهم ومدارسهم و مجتمعاتهم، مما يخلق بيئة صحيَّة وآمنة للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى