الموقعتحقيقات وتقارير

الأوزريون.. سر القبر المقدس 30 ألف جنيه رسم الدخول..”الموقع “يكشف حقيقة تذكرة زيارة المعبد الأغلى على مستوى العالم المثير للجدل بسوهاج

متابعون:” الذهاب للعُمرة في السعودية أرخص وأفضل”

ما السر وراء ارتفاع تذكرة دخول معبد “الأوزريون” في سوهاج؟

خبير أثري: المكان لا يفتح لفرد واحد ولكن يسمح لمجموعة”جروب” من الزائرين بحجز مسبق

“حمزة”: مصر لديها كنوز تاريخية وأثرية ثمينة ولكن للأسف يتم إزالتها وهدمها

تقرير- أسامة محمود

حالة من الجدل أثارها منشور على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية يكشف عن رقم خيالي لتذكرة دخول وزيارة أحد المعابد الأثرية والسياحية بمحافظة سوهاج والتي وصلت لـ30 ألف جنيه لمدة ساعتين فقط وتعد أغلى تذكرة لدخول مزار سياحي على مستوى العالم، وسط استياء وغضب من ناحية وسخرية وتهكم من ناحية أخرى بين المتابعين وسر ارتفاع تذكرة دخول هذا المعبد بهذا الشكل غير المسبوق في التاريخ حسب وصف المتابعين.

وخلال الأيام الماضية أثار هذا المعبد الذي يسمى «الأوزريون» في محافظة سوهاج “علامات استفهام كثيرة حول طبيعته ولمن هذا المعبد وسره الغامض وارتفاع سعر تذكرة دخوله والذي وصف بأنه الأغلى في العالم 30 ألف جنيه لساعتين وربما ترتفع والمكان الأكثر تكلفة وغلاء على مستوى العالم ماذا يحوي معبد الأسرار ؟

ووفق حساب لأحد المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي “تويتر” تحت اسم “ابن مصر” أن كثير من الناس يعبرون عن دهشتهم بسبب سعر الدخول وهو 30 ألف جنيه، حتى المواطنين فى محافظة سوهاج يسمعون عن هذا الرقم للمرة الأولى، والبعض الآخر يخلط ما بين معبد الأوزريون ومعبد سيتي في أبيدوس، فالأول يقع تحت الأرض في منطقة أبيدوس بمركز البلينا بمحافظة سوهاج ويقع خلف معبد سيتى ومنفصل عنه ، مشيرا إلى أن ارتفاع قيمة التذكرة يعود إلى أن المكان مغلق وليس مفتوحا للزيارة، ومن يرغب في دخول المعبد عليه أن يرسل خطابا إلى وزارة السياحة والآثار من ثم يجري إرسال إخطار للمنطقة الأثرية في أبيدوس.

ويتابع: “بعد هذه الإجراءات، يتم تخصيص مفتشي آثار مخصوصين وإجراءات خاصة للدخول، وهو ما يعني أن المبلغ المدفوع هو رسم دخول المكان بشكل خاص، وليس تذكرة دخول بالمعنى المفهوم”، مشيرا إلى أن المبلغ المدفوع يمكن أن يشمل من فرد وحتى 49 فردا كحد أقصى، أي أنه لا فرق بين دخول فرد واحد فقط أو 49 معا بنفس المبلغ، حيث يتسلم الزائر لدى دخوله إيصالا رسميا وبشكل مقنن”.

وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تناولت سعر التذكرة بشكل خاطئ، لكنه صحيح “،لكن لا تطبق هذه الأسعار والضوابط على مبني الأوزريون فقط، ولكن تطبق أيضًا على أي منطقة مغلقة للزيارة أو معبد يفتح في غير مواعيد العمل الرسمية”، موضحا أن كلمة السر في هذا المكان تكمن في آخر المكان، حيث يوجد ممر طويل مغطى بالطوب بشكل نصف قبة، بينما يوجد في نهاية الممر حجرة الممر، فهذا هو سبب ارتفاع سعر الدخول.

ويبلغ طول الممر حوالي ٦٠ مترا وعرضه متران ونصف المتر تقريبا بينما يبلغ ارتفاع السقف نحو ثلاثة أمتار، يوجد في الممر كتابات كاملة تخص الموتى والحساب بعد الموت والجنة والنار في العقيدة المصرية القديمة، هذه الكتابات لا توجد بشكل كامل في العالم كله إلا في الممر، فهو يحتوى على أهم كتابات مصرية كاملة، وهو ما يبرر سبب إغلاقه حتى تم تنفيذ ترميم على سنوات

كما تقرر فتحه بشكل خاص منذ عامين فقط وفقا لتصاريح وإجراءات خاصة، ولعدد قليل من الناس حفاظا على المكان من أي تكدسات أو لمس للجدران.

وعن معبد “الأوزريون”هو بناء فريد من نوعه في مصر القديمة، وهو عبارة عن قبر رمزي للمعبود أوزوريس ومعبد لعبادته لأنه كان معبود المنطقة، ويتكون من10 دعامات من حجر الجرانيت الوردي وكان له سقف مقبي لم يتبق منه سوى جزء صغير في الجهة الشمالية الشرقية.، ويعتقد أنه جرى بناؤه من عهد سيتي الأول وتم الانتهاء منه في عهد حفيده مرنبتاح.

كما توجد نقوش غائرة في حائطه الشرقي توضح الملك مرنبتاح في حضرة بعض المعبودات. وهناك حجرات صغيرة في الجهة الشمالية والجنوبية أما غرفة الدفن الرمزية فتوجد بالجزء الشرقي منه ،كما أن المياه التي توجد بداخله هي جزء لا يتجزأ من البناء الغامض، ويرجع مصدرها إلى قناة فرعية كانت تصل من نهر النيل إلى الأوزريون وهي تمر أسفل معبد سيتي الأول.

ولاقت هذه المعلومات عن معبد “الاوزريون” تعليقات كثيرة من بعض المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر “وكتب احد المتابعين: أنا زرت المعبد كاملا وشاهدت معبد رمسيس المحطم في رحلة مدرسية في الثمانينيات . شيء رائع بس كنت أشعر برهبة شديدة بسبب روعة وإبداع المنحوتات واستحضار التاريخ . فانا عاشق للحضارة المصرية منذ الصغر”
وتابع : اكتشفت أن اوزيروس كان النبي إدريس عليه السلام و اختلف اسمه عند المصريين القدماء و أهل العراق لكن كان كما ذكروا عالم عظيم علم البشر البناء و الهندسة و النجوم و الطب و حسب أخر اكتشافات يقال إنه أسس علوم الطيران حسب أخر اكتشاف لطير خوفو و أيضا ذكر في الحضارة الهندية”.

وعلق أخر : وأنا واحد بيني وبين معبد أبيدوس 3 كيلو أول مرة ، اعرف المعلومة دي وده جهل مني لأني مبروحش أزور وأقرأ عن حضارتنا الجميلة وبرغم قصر المسافة لم ادخل معبد أبيدوس إلا مره واحده وأنا طفل في رحلة مدرسية أشكرك علي هذه المعلومة”.

فيما سخر البعض وقال :”الذهاب لأداء مناسك العمرة بالمملكة العربية السعودية أرخص وأفضل ،ليه التذكرة مرتفعة بهذا الشكل مصنوع من الذهب والألماس”.

وكتب أخر: يعنى علشان أدخل المعبد أدفع 30 ألف جنيه ليه وهو أنا رايح الحج في السعودية طيب الأولى أروح أعمل عُمرة”.
وحاول “الموقع” معرفة حقيقة هذا الأمر من أحد علماء وأساتذة الآثار والحضارة الإسلامية حتى نوضح للقارئ المعلومات الصحيحة عن هذا الأمر، خاصة أن أمر يخص التاريخ والحضارة المصرية.

من ناحيته يقول الدكتور محمد حمزة أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة الأسبق إن المكان المذكور هو قبر رمزي “لأوزوريس” وملحق بمعبد سيتي بمحافظة سوهاج وارتفاع سعر التذكرة والتي تصل إلى ما يقرب من 30 ألف جنيه وهى لمجموعة أو “جروب “وليس لشخص واحد أو فرد وهذه التكلفة حددها القائمين على هذا المعبد”وزارة الآثار” لعدد ولمجموعات من السياح أو الزائرين حوالي 50،60 شخصا ويكون عن طريق الحجز المسبق ليفتح المكان للزيارة وإذا تم تقسيم ثمن التذكرة المذكورة على عدد من الزائرين أو السائحين فنجد أن الفرد أو الشخص يتحمل مبلغ بسيط وإذا تم حساب التذكرة بالدولار في هذا الوقت فلا يذكر .

نرشح لك : المال البركة جدل ديني حول إلقاء المواطنين للمال على الأضرحة والمقامات

وأضاف “حمزة” فى تصريحات لـ”الموقع “أن المعبد أو المكان لا يفتح لفرد واحد، مشيرًا إلى أن هناك مناطق أثرية وسياحية يمنع فتحها أمام السياح أو الزائرين طبقا للقانون من أجل ظروفها وطبيعتها ودرء الخطورة عنها فيمنع زيارتها ولكن فى مثل المعبد المذكور يتم حجز مسبق لمجموعة أو عدد على سبيل المثال 50،60 فردا وهنا يتم فتح المعبد وتقسم ثمن التذكرة على المجموعة وبالتالي لا يتحمل الفرد ثمن التذكرة وحيدا.

وأكد أستاذ الآثار، أن المستهدف من هذه المعابد والمناطق الأثرية والتاريخية بالدرجة الأولى هم الأجانب والسياح من الجنسيات المختلفة لمعرفة الآثار وتاريخها وحضارتها، مشيرا إلى أنه بالنسبة للمصريين لا يذهبون لهذا الأماكن إلا قليل جدا ،منتقدا تصرفات وسلوكيات المصريين في الأماكن السياحية والأثرية عند زيارتها وهم يذهبون لالتقاط الصور “سيلفى” وتناول الطعام والشراب ويتركون المخلفات في الأماكن الأثرية والسياحية ويذهبون إلى منازلهم .

وتابع أن مصر لديها كنوز تاريخية وأثرية ومعمارية وثروات ثمينة، ولا يعرف عنها الكثير من المصريين ولكن للأسف يتم إزالتها وهدمها في الوقت الحالي كما يحدث في مناطق السيدة عائشة رضي الله عنها ومقابر فى منطقة القاهرة القديمة ومقابر بمنطقة السيدة نفيسة رضي الله عنها أيضا ، وتضم القرافة مقابر الإمام الشافعي صاحب المذهب الفقهي الإسلامي المعروف، وغيره من فقهاء الدين الإسلامي وصحابة النبي سيدنا محمد صل الله وعليه وسلم.

كما دُفن بها المئات من رموز مصر خلال القرنين الأخيرين، مثل أسرة محمد علي باشا، والذي يُعرف بكونه مؤسس مصر الحديثة، لافتا إلى انه “يجب أن تبقى هذه المدافن، وأن تُعامل كمتحف مفتوح يزوره الناس من كل أنحاء العالم. وإن كان لا بد من بناء طريق في هذا المكان فينبغي نقل تلك المدافن إلى متحف ما، وأن يتم الحفاظ عليها بأي طريقة ،أو عمل أنفاق كما يحدث فى الدول الأجنبية”

وسجّلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منطقة القاهرة التاريخية في عام 1979 كموقع تراثٍ عالميّ. ولكن في السنوات الأخيرة، كررّت اليونسكو شكواها من “الإهمال الذي تتعرض له المنطقة، مهددة بشطبها من قائمة التراث العالمي، وبنقلها لقائمة التراث المعرّض للخطر”.

وتضمّ منطقة القاهرة التاريخية مدافن العديد من الشخصيات البارزة، سواء في التاريخ المصري أو الإسلامي ويعد ضريح الإمام الشافعي أحد أشهر الأضرحة بتلك المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى