الموقعتحقيقات وتقارير

بطلة من ورق.. بائعة الجرائد عن أهوال الشتاء: «علاج بنتي أولى من صحتي»

فيتشر: إسلام أبوخطوة

سنوات طوال ظلت خلالها السيدة الخمسينية تسعى لبناء مستقبل أبنائها، وعلى الأرصفة تجولت ساعية للقمة العيش، اتخذت من بيع الجرائد نشاطًا لها استكمالاً لمسيرة زوجها الراحل.. هكذا هى بخيتة عطا، بائعة الجرائد.

تجلس السيدة الخمسينية أسفل سلم الإليزية والذي يفصل بين حي المهندسين الراقي وبين أرض اللواء،ما إن تقرب منها حتى تنظر لك بابتسامتها الصافية، وتقول : “أؤمر تحب تقرأ إيه؟”.

بخيتة عطا، والملقبة بـ”أم هانى” من قبل أهالي أرض اللواء، قالت إنها واجهت الأهوال لبناء مستقبل أبنائها من بيع الجرائد والذي أصبح على غير المتعاد مقارنة بالسنوات الماضية، وتابعت:”كان الناس زمان بتقرأ جرائد والساعة 10 الصبح تلاقي كل الجرائد خلصت.. دلوقتي نص الجرائد بترجع مرتجعات”.

وأشارت بائعة الجرائد إلى أن أبنائها يفتخرون بها وبشقائها عليهم ولهذا كانوا يساندوها في عملها خاصة ابنتها نور، والتي كانت تظل معاها على الأرصفة لساعات طويلة حتى تنتهي من بيع الجرائد.

4 سنوات ظلت خلالهم بائعة الجرائد تحمل ابنتها الكبرى على كتفيها تترجل بها على معهد الأورام لعلاجها من السرطان، وقالت: “بنتي عملت عملية خاصة لعلاج السرطان بتبرعات الأهالي ولسه محتاجة عمليات تاني”.

نرشح لك : 6 مفاتيح للنجاح في الحياة.. تعرّف عليهم «خاص الموقع»

تتذكر الأم يومًا كانت قد سقطت الأمطار بغزارة وكان لها موعدًا مع طبيب داخل معهد الأورام للكشف على ابنتها ولن تجد أي وسيلة مواصلات، ففي الوقت الذي كان يهرب الجميع فيه من التقلبات الجوبة، حملت الأم ابنتها على كتفيها وظلت تسير على الأرض المبللة تحاول أن تتجنب العثرات حفاظًا على سلامة ابنتها حتى وصلت لأقرب محطة مترو.

تصمت السيدة الخمسينية للحظات وتدخل في نوبة من البكاء، وعادت حديثها بصوت منخفض قائلة إنها تحاول أن تواسي ابنتها لتخفف عليها أوجاع السرطان في الوقت التي تعاني هى من آلام الفقرات وهى تحملها أسفل الأمطار، وتابعت: “يمكن ربنا مديني الصحة علشان أقدر اراعيها وأحملها على كتفي”.

مشهد آخر كان قد أبكي السيدة الخمسينية وكان حينما دخلت معهد الأورام في يوم الأمطار وشاهد الطبيب حملها ابنتها على كتفيها وهى مبللة تمامًا حتى تستطيع الوصول في ميعاد الكشف ما دفعه للبكاء وتقبيل يديها إكرامًا لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى