حوادث

بدأت بصور مفبركة ووصلت لخلف القضبان.. المحكمة تقتص لبسنت خالد بعد 125 يوما

بعد مرور 125 يوما على واقعة انتحار فتاة الغربية بسنت خالد، أسدلت محكمة جنايات طنطا الدائرة الأولى برئاسة المستشار سامى بريك الستار على تلك القضية بمعاقبة المتهمين الـ5 بـالسجن 15 سنة لـ3 متهمين، ووالسجن 5 سنوات لآخرين.

وفي 4 يناير 2022 تصدرت بسنت خالد 17 عامًا والمقيمة بقرية كفر يعقوب، بمدينة كفر الزيات في محافظة الغربية، التريند لمواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاتها بتناول “حبة الغلة” السامة، نتيجة ابتزازها بصور مفبركة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاج #حقبسنتخالدلازميرجع، بعد انتحار الفتاة نتيجة قيام أحد شباب القرية بتركيب صور لها على إحدى برامج تعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة بسنت خالد، والتي قالت فيها: «ماما يا ريت تفهميني، أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم، وقسمًا بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة، مستهلش اللى بيحصلّى ده أنا جالى اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد».

ونشر أحد أهالي مدينة كفر الزيات – عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، “الفيسبوك” – قائلًا: «بنت كفر الزيات انتحرت دلوقتي عشان تضرب قلم على وجه كل مجرم دمرها وكل حد مصدقهاش.. بسنت خالد فيه مجرم حاول يبتزها مقابل إنه يقضى معاها موعد غرامي، وركب صور مخلة لها على جسم بنات، وبدأ يبتزها ويضغط عليها ويوزع صورها على أهل القرية، لحد لما دمرها نفسيًا وانتحرت».

وكشفت أسرة الضحية تفاصيل صادمة حول اللحظات الأخيرة في حياتها، قبل إقدامها على التخلص من نفسها، بعد تعرضها للابتزاز بصور مفبركة لها، تسببت في تشويه سمعتها وصورتها بين الناس من قبل شابين بالقرية، مما حملها على التخلص من حياتها، خوفًا من مصيرها المجهول ولحظات الشماتة في أعين الناس حولها.

وقال شقيقا الفتاة، إن أحد الشباب حصل على صور شقيقتهما من خلال صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام بتركيبها على صور خليعة وخادشة، كمحاولة لابتزازها ودفعها لإقامة علاقة عاطفية معه، وعندما رفضت، قام بتوزيع وبث الصور المفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشارها على هواتف الشباب في القرية، رغبة منه في أن تلين وتخضع لرغبته في إقامة النزوة.

وأضاف شقيقا الفتاة إن شقيقتهما طالبة بالصف الثاني الثانوي الأزهري، وفتاة تتحلى بالأخلاق، ويشهد لها الجميع بذلك، وتقوم على أداء فروضها في موعدها، فضلًا عن تمتعها بسلوك محترم، إلا أنها فوجئت بسيل من التعليقات الجارحة ونظرات الاستنكار من قبل بعض أهالي القرية نتيجة نشر الصور المفبركة.

وأشارت أسرة الفتاة، إلى أن بسنت خالد تفاجئت برسائل صادمة وكلمات تشكك في سلوكها، وهو ما كان فوق طاقتها ولم تستطع تحمله، وفوجئا بوفاة نجلتهم من خلال تناول حبة الغلة السامة، تاركة خلفها رسالة مؤثرة وباكية موجهة لوالدتها، والتي تطلب فيها ألا تصدق كل الشائعات والأكاذيب التي طالت سمعتها وسلوكها.

وحرص شقيقا الفتاة على توجيه الاتهام، لشابين بالقرية، لتسببهما في التخلص من حياة شقيقتهما، حيث طلب الأول الدخول معها في علاقة عاطفية، وقام الثاني بمساعدته على ترويج وبث الصور المفبركة لشقيقتهما.

وقالت شقيقة بسنت خالد: «إحنا مصدقين براءتها وحاولنا دعمها ولكنها مستحملتش كلام الناس.. أختي صلت الجمعة، وكتبت رسالة الوداع وتناولت حبة الغلال السامة وأنهت حياتها»، مضيفة: «مش هنسيب حق بسنت واللي تسبب في وفاتها لازم يتعاقب».

وكشف محامي بسنت خالد، أن الفتاة أنهت حياتها نتيجة مرورها بأزمة نفسية حادة بعد نشر صور مفبركة لها، وتداولها مع أهالي القرية على هواتفهم المحمولة، وعدم قدرتها على تحمل أحاديث القرية، ورغبتها في إنهاء حياتها بسبب معاناتها من الاكتئاب.

واستدعت نيابة كفر الزيات بمحافظة الغربية، الشابين للتحقيق معهما، وقامت بالتحفظ على جهاز الكمبيوتر الخاص بالفتاة وهواتف الشابين.

وحرصت أسرة بسنت خالد، على المطالبة بالقصاص من الشابين الذين تسبب سلوكهم غير المبرر في وفاة ابنتهم، من خلال اللجوء للتخلص من نفسها بتناول حبة الغلة السامة، للتخلص من نظرات الاستنكار، والكلمات المسيئة لأخلاقها، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حق بسنت خالد والتي غابت عن الواقع بسبب الشائعات الكاذبة والتصرفات غير المسؤولة.

وفى 15 يناير أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة خمسة متهمين محبوسين لمحكمة الجنايات؛ لارتكابهم جريمة الاتجار بالبشر باستغلالهم ضعف المجني عليها أمام تهديداتهم بنشر صور مخلّة منسوبة لها بقصد استغلالها جنسيًّا وإجبارها على ممارسة أفعال مخلة، واتهام بعضهم بهتك عرضها بالقوة والتهديد، وتهديدها بنشر صور خادشة لشرفها، وكان التهديد مصحوبًا بطلبات منها، واعتدائهم جميعًا بذلك على حرمة حياتها الخاصة، وتعديهم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري باستخدام شبكة المعلومات الدولية.

وأقامت النيابة العامة الدليل قِبَل المتهمين من شهادة ثلاثة عشر شاهدًا، وإقرارات المتهمين المقدَّمين للمحاكمة، وإقرارات متهمين آخرين نُسِخَت صورة من الأوراق لوقائع أخرى مسندة إليهم جارٍ التصرف فيها؛ لكونهم أطفالًا دون الثامنة عشر من العمر، فضلًا عن تقرير فحص الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية للصور والمقاطع المنسوبة للفتاة، وتقرير فحص الإدارة العامة للمساعدات الفنية لهواتف المتهمين، وسجلات إحدى شركات الاتصال الثابت بها محادثات بين أحد المتهمين والمتوفاة.

ولمست النيابة العامة من خلال تحقيقاتها في الواقعة ما عانت منه المجني عليها من كربٍ أصابها من جرمِ المتهمين، حتى اضطرت إلى الخلاص منه بالتخلص من حياتها.

وأكدت النيابة العامة تصديها بحزم لمثل جرم المتهمين وملاحقة مرتكبيه، وتعقب الدليل المقام قِبَلهم بكافَّة السبل المخوَّلة لها قانونًا، وتهيب بأولياء الأمور إلى الرفق بأبنائهم، والإنصات إليهم، ومشاركتهم همومهم وما يُخطئون في اقترافه بمغفرةٍ واحتواءٍ، دون أن يتركوهم نهبًا لعُزلةٍ ووَحدةٍ تُفضيان بهم إلى عواقب وخيمة.

وبعد الانتهاء من التحقيقات مع المتهمين تم عقد أول جلسة لهم لمحاكمتهم يوم 5 فبراير الماضي وأسدلت المحكمة الستار اليوم الثلاثاء على القضية بالحكم على المتهيمن بقرارها السابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى