الموقعسياسة وبرلمان

النسخة الثانية من الحوار الوطني.. سياسي: «المواطن بيسأل إيه اللي دخل جيبي؟» «خاص»

تحقيق: إسلام أبوخطوة

الدعوة للنسخة الثانية من الحوار الوطني لها العديد من الدلالات السياسية منها الاستقرار وصورة مصر أمام العالم، وغيرها خاصة بعد انتهاء فترة الانتخابات الرئاسية بصورة مشرفة، كما تعد فرصة ذهبية لجميع الأحزاب للمشاركة والكشف عن أجندتهم تجاه الدولة وخططهم المنوط بها تحسين الحياة للمواطنين واستكمال بناء الجمهورية الجديدة.

قال أسامة الدليل، رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي، إن الحوار الوطني ليس بستانًا يرجى منه قطف الفواكة، أو استثمار تجاري يرجى من وراءه جني الأرباح، وإنما عمل يستهدف رسم خارطة طريق للمجتمع المصري سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا للمضي في مواجهة المستقبل.

وأضاف الدليل، لـ «الموقع»، أن الحوار الوطني قد أنجز أمرًا كبيرًا جدًا بمجرد انعقاده وقبول كافة الأطياف حضور أعماله، وهذا الإنجاز هو الإقرار العام بين كل أطراف المجتمع المصري أنه لا وجود للإخوان المسلمين في أي مستقبل للدولة المصرية، ولا هم و لا من يكفر بالدولة الوطنية ذات السيادة أو من يعادي النظام الجمهوري في مصر، مشيرا إلى أن الحوار الوطني بمثابة الانجاز السياسي تم من اليوم الأول لكن لم يجد من يفهمه و أن يوصله لأكثر من 100 مليون مصري حتى اليوم.
اختلاف وجهات النظر

نرشح لك : قبل انطلاق النسخة الثانية.. السادات يتساءل: أين توصيات الحوار الوطني الأول؟ «خاص»

وتابع: لا توجد دولة في العالم تقيم حوارًا وطنيًا إلا إذا كان الوطنيون على خلاف أو اختلاف، هنا يصبح الحوار مفيدا للوصول إلى صيغة للتفاهم يقدم فيها كل طرف تنازل ما للوصول إلى( التعايش) ، ولكن الأمر في مصر مختلف تمامًا، فالحوار الوطني تم بدعوة من رئيس الجمهورية لكل الأطياف الوطنية، وهي أطراف تجد فيها كل الأطياف السياسية والمجتمعية و الثقافية على أساس إقصاء الاخوان المسلمين ، والهدف الذي لم يفهمه الإعلام في مصر هو إنشاء بنية تحتية للديمقراطية في مصر، تماما مثل البنية التحتية للتنمية والبنية التحتية للأمن الاستراتيجي للدفاع عن الدولة.

واستكمل: مع كل ما قامت به الدولة من أعمال في بنية التنمية تجد من يسأل ما الذي دخل جيبي؟ لانه لم يفهم من الإعلام أن البنية التحتية هي للإنتاج والعمل، لا لتحقيق الثراء، وكذا الأمر في بنية الأمن، لدرجة أن كثيرين كانوا في دهشة من الإنفاق على التسليح، وهو أمر بدأ المواطنين في تفهمه مؤخرًا.

وأشار «الدليل» إلى أنّ الحوار الوطني يشبه إلى حد كبير أعمال بنية التنمية والدفاع، وهنا نؤكد أنّ المجتمع المصري بأطيافه الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لا يعيش حالة استقطاب، ولكن هناك قضايا متعددة تحتاج إلى حلول وإلا تحولت إلى شروخ، وقد تتسع هذه الشروخ إلى إيجاد فروق تسمح بالصراع الاجتماعي والثقافي والسياسي على المدى البعيد، ولهذا الحوار الوطني هو عمل تأسيسي لبناء مجتمع يتسم بالحد الأدنى من الإجماع الوطني حول تحديات المستقبل.

وانتقد «الدليل» ممارسة الإعلام بشأن الحوار الوطني قائلاً، إنّ الإعلام تعامل مع الحوار الوطني و كأنه برلمان موازي، أو أنه تجمع لترشيد النظام السياسي و اعطاء حلول لمشكلات اقتصادية و اجتماعية قائمة وهذا فهم خاطيء تماما، فمجال عمل أي حوار وطني في العالم هو بناء المستقبل، لا حل مشكلات الواقع ولا تصفية الحسابات مع ما جرى بالأمس.

واستكمل: لا يزال من ضمن أولويات الحوار السياسي هو البحث عن مخرج للقضاء على سيطرة المال السياسي على الديمقراطية في مصر ، مثلا القضاء على أي جذور دينية للتمييز بين المواطنين في مجتمع يعتز بشدة بتدينه والتزامه الديني، أو القضاء على أشكال من الاقتصاد الربعي الذي سمح بتكوين طبقات من الأثرياء بلا التزام ضريبي في مقابل طبقات مطحونة ترزح تحت وطأة التضخم و تشكل وسائل دعمها عبء كبير على الموازنة العامة للدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى