الموقعتحقيقات وتقارير

«الموز الإسرائيلي يهزم الموز البلدي»..التغيرات المناخية والزراعية السبب

 «عاصي»: اسرائيل متقدمة زراعيا..وليس عيبا أن نأخذ منها الخبرات

 أخذنا من اسرائيل محاصيل كثيرة مثل: «الفراولة و المشمش و الكنتالوب والمانجو المتقزمة»

 الكيلو بـ 15 جنيه..وتجار الجملة يتحكمون في السعر

  نقيب الفلاحين: المزارع يبحث عن زيادة المحصول وليس بلد المنشأ

 «شعبان»: حدث تغير للأصناف..ليست مقتصرة على دولة بعينها

تقرير- نورهان أبوزيد

موسم الموز بلغة التجار يبدأ من منتصف شهر أكتوبر وحتى يناير، لكن تغيرا كبيرا طرأ على شكل وطعم بل ولون الموز البلدي المعروف، إذ أصبح العثور عليه نادرا في الأسواق المصرية، وانتشرت أنواع أخرى جاءت من الخارج ومن أشهرها الموز الإسرائيلي وهو أمر شائع بين أصحاب مزارع الموز…

محمد خليفة صاحب مزرعة موز بقنا، قال إن الموز البلدي الجميل بتاع زمان لم يعد موجودا، والموجود حاليا هو موز اسرائيلي، جاءت شتلاته عن طريق شركة زراعية بحجة أنه يحقق انتاج أكبر وبالفعل انتشرت زراعته سريعا.

يضيف خليفة، إذا كانت شجرة الموز البلدي تطرح مثلا 100 كيلو فشجرة الموز الإسرائيلي تطرح 170 و 200 كيلو أحيانا، ومن ثم بدأ الأهالي في استبدال الشتلات البلدي القديمة بالاسرائيلي طمعا في المكسب المضاعف وهذا معروف بين جميع مزارعي الموز…

ويتابع، يأتي معلم كبير ليتعاقد على المزرعة كلها، وعند الموسم يأتي بسيارات نقل وعمال متخصصين لأن قطع “سباطة” الموز وحملها له طريقة معينة، ويكون متوسط السعر 7 أو 8 وأحيانا 5 أو 6 جنيه حسب السوق، وسبب بيع الكيلو بـ 15 جنيه للمستهلك يرجع لتجار الجملة والذين يحسبون مكسبهم بعد تكلفة النقل والعمالة…

• المهم المحصول الأكبر

قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن هناك تضييق على زراعة الموز من قبل الحكومة في الفترة الأخيرة؛ بحجة أنه يستهلك مياة بشكل كبير، وضيقت الدولة على المزارعين وتقلصت المساحة.

وأضاف أبو صدام خلال تصريحات خاصة لـ«الموقع»، الموز البلدي كان مساحته 80 ألف فدان، والمزارع يزرع المحاصيل التي تأتي بعائد وإنتاج أعلى، فلا يبحث عن الطعم أو المنشأ كما أنه يبحث عن الموز الذي يتحمل التغيرات المناخية و يقاوم الأمراض بشكل أكثر.

وتابع، لا توجد علاقة تعاونية زراعية مصرية بالزراعة الإسرائيلية، وهناك نفور من المواطنين في التعامل معهم بالرغم من وجود اتفاقية سلام بين الدولتين، ونحن لا نستورد سوى الموز الذي لا يزرع في الدولة، ولكن جميع الخضروات والفواكه متواجدة بالدولة ولدينا فائض منها.

• طعم مختلف

الدكتور أيمن شعبان، المختص في قسم الفاكهة، قال إننا في الوقت الحالي عندنا تقدم في علم الزراعة، والمحاصيل التي كانت متواجدة من قبل كانت لذيذة، ولكن إنتاجها كان قليل فتم الاستبدال بأصناف جديدة ذات محصول مرتفع.

وأضاف شعبان خلال تصريحات خاصة لـ«الموقع» أن هناك أصناف كثيرة تم إدخالها للسوق الفترة الماضية فبحث عنها المزارع، لأنها تعطيه محصول مرتفع ولكن للأسف من الممكن أن يكون طعمها مختلف عن المحاصيل التي كانت متواجدة.

وتابع، حدث تغير للأصناف حسب التغيرات الزراعية و المناخية والتطور والتقدم العلمي ويتم استيراد تلك الأصناف من الدول الأوربية المختلفة وليست مقتصرة على دولة بعينها.

وأشار شعبان، إلى أن المواطنين يربطون تغير الخضروات أو الفاكهة يربطون بأنها ذي صلة بإسرائيل، أو يعتقدون أن بها هرمونات مع أن الهرمونات تكلف مبالغ طائلة، ولا أعتقد أن هناك تعاون زراعي بين إسرائيل ومصر في مجالات الزراعة.

• اسرائيل متقدمة زراعيا

المهندس حمدي عاصي، رئيس قطاع الخدمات و المتابعة بوزارة الزراعة الأسبق، قال إنه في السابق كان هناك «الموز المغربي»، لكن العلم تقدم وتطور وظهرت أصناف جديدة ذات وفرة في الإنتاج وتحمل طعما مقبولا وقد يكون المنتج الأم من كوستاريكا أو بوليفيا أو البرازيل أو الصومال أو من إسرائيل.

نرشح لك : «المستورد غلب المحلي»..الطريق لإنتاج المحاصيل الهامة من الأرض المصرية

وأضاف عاصي خلال تصريحات خاصة لـ«الموقع»، أن إسرائيل لديها تقدم كبير في مجال الزراعة وليس عيبا أن نأخذ منها الخبرات؛ لتحسين إنتاجنا وأخذنا من إسرائيل العديد من المحاصيل مثل الفراولة و المشمش و الكنتالوب وغيرها.

وتابع، الدولة المصرية متقدمة في زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل الأرز والقطن والقمح والذرة وغيرها من المحاصيل، لكن في حالة التبادل وأخذ الأصول الوراثية من أي جهة؛ لتحسين الإنتاج ليس عيبا.

و تابع، هناك علاقات في تبادل الخبرات الزراعية بين الدولة المصرية وإسرائيل مثل زراعة «المانجو المتقزمة».

والعلاقات التي بين الدولتين ليست كما سبق؛ بسبب انفتاحنا على مدارس كبيرة جدا في الزراعة يتم التبادل فيما بيننا مثل دولة إسبانيا وهولندا وغيرها، والمحاصيل الزراعية يتم إنتاجها للاستهلاك المحلي ومن الممكن أن نصدر منها.

وأكد، أنه لا يوجد اعتماد كلى على دولة اسرائيل من حيث الزراعة، ولو تم سيحدث ضرر للدولة، والدولة لديها تقدم في جميع النواحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى