الموقعتحقيقات وتقارير

المواشي هتاكل «بسكويت وفينو».. البدائل العجية للأعلاف

التجار لجأوا لكسر البسكويت ومخلفات أفران الخبز والفينو» بعد جنون أسعار الأعلاف.. هل تُحل الأزمة؟

الأعلاف البديلة رخصية الثمن ومتوفرة بشكل كبير فى الأقاليم والمحافظات

«المستوردين»: استخدام بواقى الحلويات وكسر البسكويت يدر كميات كبيرة من الألبان ويضيف جودة للحوم

35% نسبة الهدر في الخبز المدعم يتم استغلال جزء كبير منها في علف المواشي

تجار: حل بديل للمربيين بعد أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف ووقف الاستيراد

استهلاك مصر من اللحوم الحمراء يقدر بـ 7 مليون رأس ماشية سنويًا

كتب- أسامة محمود

طريقة جديدة لجأ إليها الكثير من مربى المواشى والأغنام فى بعض المحافظات والأقاليم والمدن المصرية أيضا بعد ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج الخاصة بالعلف “الذرة، الفول الصويا، الكسب” خلال الفترة الأخيرة والتى وصل فيها سعر طن العلف فول الصويا كانت يباع بـ8200 جنيه، واليوم وصل إلى 32 ألف جنيه، أما الأعلاف فكانت تتراوح بين 5700 جنيه واليوم تخطت الـ20 ألف جنيه، حسب شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية”.

ارتفاع أسعار الأعلاف أثر بشكل كبير على أسعار الدواجن والبيض فى السوق المحلى ،على الرغم أن مصر لديها اكتفاءا ذاتىا من الدواجن والبيض وفقا لتصريحات وبيانات رسمية من قبل الدولة ممثلة فى شعبة الثروة الداجنة بالغرف التجارية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.

الطريقة البديلة التى اتجه إليها بعض المربين هى الاعتماد على علف المواشى وخاصة العجول “بواقى كسر مصانع الحلويات، البسكويت، ومخلفات المخبوزات، الخبز المعفن أو فضلات الأسرة فى المنازل من الخبز المدعم” والذى يتم جمعه من المنازل أو الافران وهذه المواد تعد حلول بديلة عن الأعلاف الطبيعية مثل الذرة، الفول الصويا، بعد ارتفاع أسعار العلف الطبيعى مؤخرا ،كما الأعلاف البديلة رخصية الثمن ومتوفرة بشكل كبير فى المدن والمحافظات خاصة بواقى المخبوزات والخبز المعفن كما يطلق عليه ، بالإضافة إلى “البسكويت، وبواقى الحلويات” يستخدم كطعام للمواشى وتحديدا فى “الجاموس الحلاب” وهو يدر كميات كبيرة من الألبان واللحوم.

وحسب أحد المربين أنه مع وفرة “بقايا الخبز المدعم” بكميات كبيرة في معظم منازل المواطنين وزيادة “مخلفات المخبوزات أفران الفينو والحلويات” داخل المخابز ومصانع المخبوزات والبسكويت، لجأ مربي المواشي لاستخدامها في تسمين المواشي الحلابة منها، ومنتجة اللحم، وبينما يلقي البعض تلك البقايا والمخلفات التي تعرضت للجفاف أو العفن في بعض الأحيان، في صناديق القمامة، التى تملأ الشوارع، وبالتالى لجأ البعض فى جمعها واستخدامها فى العلف لتسمين المواشى بديلا عن العلف الطبيعى الذى ارتفع سعره مؤخرا.

ويقول “الحاج رجب” فى تصريحات لـ”الموقع ” إن أسعار العلف أصحبت مرتفعة جدا وبشكل غير مسبوق والمربى لا يستطيع أن يلاحق هذه الأسعار التى تزيد بين ليلة وضحاها ، مشيرا إلى ان سعر طن العلف تراوح سعره بين 30 إلى 32 ألف حنيه قائلا: المربى او التاجر :هيجيب منين”، لافتا إلى أن تربية المواشى باتت مكلفة جدا بعد ارتفاع سعر العلف نتيجة لاستيراده من الخارج وأزمة الدولار الأخيرة التى اثرت على استيراده وتوقف الشاحنات والحاويات فى الموانىء الأمر الذى أدى إلى قلة المعروض فارتفع سعره وانعكس ذلك على اسعار اللحوم، الدواجن والبيض”.

ويضيف “رجب” أن بعض التجار والمربين اتجهوا إلى بدائل أخرى للأعلاف للاستمرار فى السوق وهى الاعتماد على مواد أخرى فى تسمين وعلف المواشى منها “مخلفات المخبوزات، بواقى مخلفات المصانع الغذائية ، سواء الحلويات، البسكويت” بالإضافة بقايا العيش أو الخبز المدعم وأفران المخبوزات، وهذه الطريقة انتشرت فى الفترة الأخيرة بعدد كبير من المحافظات والأقاليم ، مشيرا إلى أن أسر عديدة اتجهت إلى تخزين “البقايا” وبيعها للتجار والمربيين .

وتابع أن المخابز وأفران الفينو أيضا ومصانع المخبوزات والبسكويت، والمكرونة، أصبحت مصادر دائمة للتجار والمربيين، وبديل مؤثر للأعلاف والبرسيم ، والحشائش، نظرا لانخفاض أسعارها بالمقارنة مع الأعلاف التقليدية، التى أغرقت العديد من المربين في الديون نتيجة ارتفاع تكاليف الشراء خاصة مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

نرشح لك : صراع «القط والفأر» فى معارض «أهلا رمضان»

وتابع أن تجارة بواقى مخلفات المخبوزات ومصانع الحلويات والبسكويت، وجمع بواقى الخبز المدعم من المنازل منتشرة فى الفترة الأخيرة بعدد من محافظات الجمهورية وخاصة فى محافظات الوجه البحرى بسبب كثرة المصانع الغذائية والشركات الغذائية هناك .

وحسب أحد التجار رفض ذكر اسمه ، تستخدم مخلفات المخبوزات كعلف للحيوانات المواشي ،الاغنام، وذلك بعد تجفيفها، مشيرا إلى أن أسعار الأعلاف الطبيعية أو التقليدية اصبحت نار على حد وصفه وبالتالى لجأ البعض إلى بواقى الخبز ومخلفات أفران الخبز والفينو لتسمين المواشى ،خاصة أن أسعارها منخفضة ورخيصة كما انها تتميز باحتوائها على السكريات والنشويات.

وأكد أن الكثير من الأسر المصرية تقوم بإلقاء بواقى الخبز المدعم فى صناديق القمامة أو تجمعها لبيعها وأصحاب أفران المخبوزات تهدر الكثير من المخلفات وبالتالى يلجأ إليها بعض التجار والمربين ويجمعونها باسعار مخفضة لاستخدامها كعلف للمواشى، وهنا مصلحة ومكسب للجميع الأول تدر دخل إضافى على أصحاب الأفران والاسر المصرية أيضا بعيدا عن إلقاء مخلفات المخبوزات أو الخبز المدعم فى القمامة.

وفى سياق متصل قال سيد النواوى عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية ونائب رئيس شعبة المستوردين، إن اتجاه بعض التجار أو المربين لاستخدام “بواقى المصانع من كسر البسكويت والحلويات والمخبوزات كعلف للمواشى ليس جدبا وإنما طريقة مستخدمة منذ فترة ولكن زادت فى الفترة الأخيرة نتيجة لأزمة الأعلاف وارتفاع اسعارها بسبب توقف الاستيراد وازمة الدولار.

ويضيف “النواوى” فى تصريحات لـ”الموقع” أن هناك مربين وتجار مواشى فى محافظات عدة بالوجه البحرى منها ” المنوفية، الدقهلية، الغربية” باستخدام بواقى الحلويات، والجاتوه، والبسكويت، وكسر المصانع كعلف للمواشى وتحديدا فى “الجاموس الحلاب” لأنه يدر كميات كبيرة من الألبان، بالإضافة إلى جودة اللحوم عند استخدامها فى التسمين على حد قوله.

ووفقا لبيان سابق لاتحاد الغرف التجارية فإن نسبة الهدر في الخبز المدعم تصل إلى 35%، يتم استغلال جزء كبير منها في علف المواشي، وتُقدر شعبة المخابز باتحاد الصناعات، فاتورة الإهدار في منظومة الخبز المدعم بنحو 3 مليارات جنيه تذهب كعلف للمواشي.

وحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن ثروة مصر الحيوانية تقدر بنحو 19 مليون رأس ماشية، وقدر استهلاك مصر للحوم الحمراء 7 مليون رأس ماشية سنويا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى