الموقعتحقيقات وتقارير

الضحكة هربت.. ليه البيوت والقهاوي والشوارع مكتئبة ؟

أستاذ علم الاجتماع: التوقعات الزائدة التي تتضارب مع الوضع الاقتصادي سبب الإحباط

ارتفاع نسبة الإحباط لدى الشباب عن الكبار نتيجة طموحاتهم العالية وقدراتهم الضعيفة

أستاذ علم نفس: الشباب يقضي نصف عمره ولا يستطيع الحصول على وظيفة أو شراء شقة وبناء مستقبل سبب الإحباط

الحل في التنمية التي تعنى النمو الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية للشعور بالرضا النفسى وعدم الإحباط

وجوه محبطة ملأت الشوارع وعيون شاردة تاهت نظراتها من أصحابها، وعقول مشتتة، هذا هو حال عدد كبير من أبناء الشعب المصرى، الذين ارتسمت على ملامحهم علامات الكآبة والإحباط، سواء بسبب ارتفاع تكاليف الحياة اليومية التي يشكو منها جموع المصريين، أو سبب الظروف الاجتماعية والإحباط وعدم قدرة الشباب على الزواج أو تأمين مستقبله، هذا وغيرها من الأسباب يناقشها «الموقع» في التقرير التالي.

قال الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع ، إن ما يشهده المجتمع الآن من حالة إحباط وتعاسة ارتسمت على وجوه الشباب نتيجة ما يسمى “بـ التوقعات المتزايدة”، مشيرًا إلى إرتفاع نسبة الإحباط لدى الشباب عن الكبار، وذلك لأن طموحات الكبار محدودة أما الشباب فطموحاتهم عالية وقدراتهم ضعيفة.

وأوضح أستاذ علم الاجتماع لـ «الموقع» أن أسباب الطموح الزائدة يعود إلى الإعلانات المعبرة عن الاستهلاك التفاخري، والانفتاح على العالم الخارجى و الارتفاع النسبي في دخل الفرد بعض الأفراد مقابل مّن لا يملكون القدرة الشرائية وهذا ما يسبب الإحباط، وخاصة مع ارتفاع الأسعار أصبح المواطن يلبي احتياجاته بالكاد وحين يشاهد التليفزيون يروج لمدن جديدة وسلع فاخرة فيتمنى أن يعيش في عالم لا يتناسب مع إمكانياته.

وأشار إلى أن الطموحات الزائدة تسببت في وجود فجوة بين مطالب المواطنين وقدراتهم الفعلية، فكلما زادت الفجوة زاد الإحباط، و يرى أن الحل الجذرى هو التنمية التي تعنى النمو الاقتصادي وتحقيق العدالة الإجتماعية، والتى تؤدى إلى الرضا النفسى وعدم الإحباط، فضلاً عن التوعية السيكولوجية التى تقلل من الإحباط و الشعور بالظلم .

نرشح لك : تعارض مصالح.. هل يحارب أصحاب توكيلات السيارات والمنافع المونوريل والقطار الكهربائي والمترو؟

ولفت إلى أن المشاركة الاجتماعية وتفعيل دور منظمات المجتمع المدنى، وتغيير نمط الحياة، من العوامل التى تؤدى إلى القضاء على الإحباط، مشيراً إلى ضرورة الوعي بكيفية التغلب على المشاكل اليومية، التي أصبحت تسيطر على المدارس و المساجد والمؤسسات الترفيهية والتجارية للتخفيف من الشحنة السلبية المؤدية للإحباط.

ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى رجب، أستاذ علم النفس التربوي، إن التوقعات الزائدة تتسبب فى زيادة الإحباط لدى المواطنين، حيث تكون النتائج غالباً أقل من الجهد المبذول، ليجد المواطن نفسه غير قادر على التعليم، ولا العمل، وبعد انتهاء مرحلة التعليم لا يملك خطة للمستقبل، أو يملك خطة تتعارض مع ظروف المجتمع ويكون الأجر قليلاً وهو ما يسبب له حالة من الإحباط لعدم قدرته على تحقيق آماله وطموحاته، فضلاً عن عدم وجود مردود معنوى أو مادى.

وفي النهاية، أشار أستاذ علم النفس إلى أن الشاب يقضي نصف عمره تقريبًا لتوفير وظيفة أو شقة، وهو ما يولد لديه الشعور بالإحباط، النابع من شعوره بضياع حقه في العمل والصحة، مما يعزز شعوره بالإحباط، وبالتالى نجد الشاب غير قادر على مجرد الحلم، لأنه أصبح لا يعرف المنظومة التى يمكنه من خلالها تحقيق حلمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى