الدولار اتحكم في لقمة الغلابة.. ماذا يستفيد البسطاء من صفقة رأس الحكمة؟.. ملف «الموقع»

كتبت – منار إبراهيم:

منذ أن أعلنت الحكومة عن صفقة استثمارية كبرى في رأس الحكمة، أصبحت حديث الجميع والذي بدأ في بحث الصفقة التي جاءت في وقت دخلت فيه البلاد إلى غضون أزمة اقتصادية طاحنة، أثر خلالها ارتفاع سعر الدولار على كافة أسعار السلع في مصر بدءًا من الغذاء والشراب وحتى أسعار الذهب و الوقود و السيارات، فلا يوجد شيء يُشترى بالماء وحتى تضاعف سعره أكثر من 4 مرات، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي في السوق الموازية في الفترة الماضية إلى 72 جنيها مصريا، للمرة الأولى في التاريخ.

ثم جاء إعلان الحكومة عن صفقة رأس الحكمة والتي تكبح جماح الدولار مقابل الجنيه، من خلال ضخها 150 مليار دولار في خزينة الدولة، من خلال مقدم 35 مليار دولار، منها 24 مليار دولار سيولة و11 مليار دولار ودائع إماراتية سيتم التنازل عنها، فماذا يستفيد البسطاء من استثمار الحكومة في هذه المنطقة الشاطئية التي هي في الأساس حلم بعيد المنال عن الفقراء؟، هذا ما يوضحه «الموقع» في التقرير التالي …

شهدت الفترة الماضية، ارتفاعا غير مسبوقا في الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث وصل سعر كيلو اللحم إلى 500 جنيهًا أيضا للمرة الأولي مرة في تاريخ البلاد، إضافة إلى إحجام الاستثمار الأجنبي المباشر وتراجع دخل قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، حسب أرقام رسمية.

وبدأت سلع تختفي من السوق المصري بالإضافة إلى شلل جزئي في حركة البيع والشراء قبيل رمضان بسبب الأسعار، وبدء أن الأزمة آخذة في التنامي قبل أن تطل “رأس الحكمة” باستثماراتها.

تراجع أسعار الذهب

ومنذ إعلان الحكومة عن الصفقة، تراجع سعر الدولار في السوق السوداء إلى 48 جنيهًا، اليوم، وهو ما أدى بدوره إلى تراجع سعر جرام الذهب حيث بلغ سعر جرام 21 نحو 3075 جنيها للشراء ، بعد 3560 جنيها و 3635 جنيها للشراء قبل أيام.

خفض أسعار السلع الغذائية واللحوم

شهدت السلع الغذائية انخفاَضًا في الأسعار، وذلك حسب بيانات نشرها مركز معلومات مجلس الوزراء، اليوم الأحد، لأسعار عدد من السلع الأساسية والغذائية بشكل يومي على “بوابة أسعار السلع المحلية والعالمية”.

توفير السلع

قال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، إن صفقة تنمية وتطوير منطقة رأس الحكمة من أكبر الصفقات في تاريخ الاقتصاد المصري، حيث سيكون لها عوائد كبيرة على المواطن.

وأضاف وكيل لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب أن هذا الضخ السريع سيعمل على تمكين المستوردين من استيراد السلع المختلفة، لافتًا إلى أن مجرد الإعلان عن الصفقة أثر على سعر الدولار وجعله يتراجع.

توفير فرص عمل

قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن مشروع بحجم رأس الحكمة، سيحمل الكثير من الفوائد المباشرة وغير المباشرة للاقتصاد المصري، من خلال توافر النقد الأجنبي، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على كافة الصناعات في الدولة.

وأضاف المتحدث باسم مجلس الوزراء أن من فوائد مشروع رأس الحكمة، يساهم في توفير العديد من فرص العمل، ومشاركة العديد من الشركات المصرية، لافتًا أن المشروع سيضم منشآت سياحية، بالإضافة إلى مشروعات خدمية، على سبيل المثال حي المال والأعمال، وإنشاء مطار دولي جنوب المدينة، ومنطقة حرة.

ضبط سعر السوق

وأشار الحمصاني إلى أن المشروع يسهم في توفير موارد العملة الصعبة، سوف يضبط سعر الصرف، مضيفًا أن الدولة تتوقع خلال الفترة المقبلة القضاء على السوق الموازية والتي تسببت في الأزمة.

في سياق متصل، قال الدكتور طلعت عبد القوي، عضو مجلس النواب ورئيس الاتحاد العام للجمعيات و عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي، إنّ رأس الحكمة هو مشروع تنموي بقيمة 35 مليار دولار، يوفر فرص عمل كبيرة مما يحقق تنمية اقتصادية واجتماعية للدولة.

نرشح لك : بعد تراجع الدولار.. خبير اقتصادي يكشف لـ«موقع» موعد خفض أسعار السلع الأساسية

وأضاف عضو مجلس النواب في تصريحات خاصة لـ «الموقع»، أن الاستثمارات الأجنبية في رأس الحكمة جاءت نتيجة القرارات والقوانين التي صدرت عن الدولة المصرية من شأنها سهلت إجراءات التملك وتمنح مزايا للمستثمرين، وكانت سببا أمن واستقرار الدولة المصرية استثمارات تساند الاقتصاد الوطني في ظروف صعبة.

ضبط السوق مع حلول رمضان

قالت الدكتورة حنان رمسيس، خبير الاقتصاد و محلل أسواق المال، إن تأثير هذه الصفقة على الأسعار، يتوقف على صرف هذه المتحصلات الدولارية وتوقيتات دخولها لخزينة الدولة، لأن لو فيه تأخير في دخولها، ستظل الأزمة كما هي وتظل الأوضاع على ما هي عليه، إنما إذا دخلت الدولارات بخطة زمنية سيتم ضبط سعر سوق الصرف وخفض الأسعار تدريجيًا.

وأوضحت رمسيس أن الدولة تحاول تخفيف عبء ارتفاع الأسعار عن كاهل المواطن في شهر رمضان، من خلال إقامة معارض «أهلًا رمضان» في مختلف المناطق السكنية المكتظة بالسكان لتوفير حاجات المواطنين، كمحاولة منها لضبط الأسعار السلع الاستهلاكية والسلع الغذائية، وتمهيدا القدرة على خفض أسعارها في كل الأسواق، وهو ما يسهم في انخفاض التضخم وفق سياسات تيسيرية تتجه إليها الدولة، مما يدعم الاقتصاد.

وتعد منطقة رأس الحكمة إحدى أهم المناطق الاستراتيجية المهمة ضمن المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية في مصر، و هي منطقة على ساحل البحر المتوسط شمالي مصر على بعد نحو 350 كيلومتراً شمال غرب القاهرة، وهي عبارة عن نتوء أرضي يدخل إلى البحر المتوسط وبها شواطئ غير مستغلة على ساحل المتوسط، وينتشر بها بعض القرى.

وتتميز تلك المنطقة التي تقع في نطاق الساحل الشمالي الغربي للبحر المتوسط بمقومات تنموية شاملة وعديدة، بما يجعلها منطقة رائدة سياحيًا واستثماريًا وعمرانيًا، ومركزا عالميا للسياحة في منطقة الشرق الأوسط وعالميًا.

ويستهدف المخطط الاستراتيجي إقامة مركز سياحي عالمي مُتكامل في رأس الحكمة، يحقق طفرة غير مسبوقة لدعم قطاع السياحة في مصر وجذب السياحة العالمية والمحلية بمختلف أنواعها، إضافةً إلى إقامة وتطوير خدمات اجتماعية متنوعة في التجمعات العمرانية القائمة والمقترحة بتلك المنطقة.