الموقعتحقيقات وتقارير

«الجاكيت عايز جمعية والبلوڤر عايز تقسيط»..أسعار الملابس الشتوية تفوق قدرة المواطن الميسور فما الظن بالفقير؟

>> موظفة: شراء ملابس الشتاء لم تعد من أولوياتنا

>> مواطن متحدثا عن الأسعار: «تحويشة سنة يجيبوا جاكيت وسويت شيرت»

>> تاجر: البيع قليل..وارتفاع جميع مستلزمات الإنتاج وزيادة التكاليف السبب

>>«هيكل»: المنتج المحلي قوي ومنافس بشكل كبير ويتميز بأفضل الخامات

>> نصدر المنتج المحلي بشكل كبير ووصلنا حوالي 2.5 مليار دولار

كتبت – آلاء شيحة

«على أد حبنا للأجواء الشتوية، على أد كرهنا لارتفاع أسعار الملابس الشتوية» أسعارها أصبحت مخيفة، وزادت عن أسعار الملابس الصيفية بشكل مضاعف تفوق القدرة الشرائية للمواطن، والرواتب التي لا تتناسب مع الأوضاع المعيشية الحالية، وبالرغم من الازدحام في الأسواق لكنك تدرك مباشرة أنه لمجرد الفرجة فقط وليس بقصد الشراء، فالمضطر فقط يشتري حاجته لا أكثر، إلا أن المشهد العام لمحال الملابس لا يبشر إطلاقاً بتردد المواطنين عليها في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار..

• الشتوي مش أولويتنا

بهذا الكلام، بدأت جميلة عصام موظفة حكومية ولديها 4 أطفال، حديثها ومظاهر الحسرة والألم بادية على وجهها.
وأضافت، أن شراء ملابس الشتاء لم تعد من أولوياتنا، إذ أصبح الشراء هما على المواطن خاصة ذوي الدخل المحدود الذين يتهربون من النظر إلى واجهات المحال التجارية ورؤية الأسعار الخيالية الصادمة لهم، متسائلة: فكيف سيتدبر الموظف الذي يكون راتبه 3000 جنيه أمره وهو يقف عاجزا عن تأمين كسوة الشتاء لأولاده؟
فقد أصبح سعر جاكيت لعمر 7 سنوات ما بين 400 – 600 جنيه.

«الموقع»، قام بجولة على بعض الأسواق واستطلع آراء المواطنين والتجار حول غلاء أسعار الملابس الشتوية بشكل خيالي..
وعن آراء المواطنين، تقول أم عمر ربة منزل، إن الأسواق تشهد ارتفاعاً كبيراً رغم أن معظم البضائع المعروضة ذات منشأ محلي، فلن أتمكن من شراء اللبس الشتوي لأولادي الثلاثة، فقد وصل سعر بنطلون الجينز إلى 300 جنيه لطفل في الصف الخامس، بينما تتراوح أسعار البيجامات من 300 لـ500 جنيه وما فوق، رغم أننا لم نعد نشتري إلا الضروري جدا نظرا للغلاء الفاحش في كل شيء بما فيها الملابس.

• تحويشة سنة

وشكى وليد حازم صنايعي بالأجرة، من ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة، بعد أن قام بجولة الأسبوع الماضي ليتفقد الأسعار، قائلًا إن أسعار الجواكت أو البلوفرات أو حتى القمصان الثقيلة تحتاج إلى جمعية وميزانية خاصة أو ممكن عن طريق التقسيط، «تحويشة سهم جمعية في الشهر لمدة سنة تجيب بيه جاكت وسويت شيرت»، فقد يتراوح سعر الجواكيت الرجالي من 450 إلى 1200 جنيه، وتراوح سعر البلوفرات من 200 إلى 550 جنيه، وتراوحت أسعار القمصان من 220 إلى 480 جنيه، ولفت إلى أنه يفضل ملابس الأعوام الماضية الشتوية بسبب غلاء الأسعار.

كما حرص آدم مصطفى طالب جامعي، على عدم شراء ملابس شتوية هذا العام مع بداية فصل الشتاء أملًا في انخفاض الأسعار، مُضيفًا أنه حينما تجول ببعض محلات وسط البلد وجد الأسعار فوق طاقة أي مواطن حيث وصلت لأضعاف مُضاعفة خاصة الأقل دخل، مما جعله يعزف عن الشراء لتخفيف العبء عن أسرته، لافتًا أنه اعتاد على شراء أطقم عدة بداية الموسم الشتوي، «المواطن مرهق ماديا ومعنويا وكل يوم بأسعار جديدة».

علما أن الموديلات هي ذاتها موديلات العام الماضي والكثير من المحال لم تعرض بضائع جديدة هذا العام.

• بيع قليل

أما عن آراء التجار، قال صاحب محل لبيع الملابس الرجالي، إن زيادة الأسعار تعود إلى ارتفاع جميع مستلزمات الإنتاج وزيادة التكاليف، إضافة إلى أن ارتفاع أسعار المواد الأولية المحلي منها والمستورد مما ينعكس على أسعار الملابس الجاهزة ويسبب ركودا وانخفاض كبير في المبيعات والحركة الشرائية تصبح شبه معدومة، مُبينًا أنه لم يتمكن من بيع سوى عدد محدود من الملابس الشتوية حتى الآن.

نرشح لك : ردًا على أديب وأنصاره.. بعد ما كبدته المقاطعة من خسائر هائلة لإسرائيل والدول الداعمة لها.. « عالم أزهري» يوضح لـ «الموقع» حكم استمرارها

وأشار إلى أنه في حالة وجود الجمعة البيضاء فإن الأسواق تشهد انتعاشة نسبية، حيث أن بعض المحلات تقوم بتطبيق عروض الجمعة البيضاء كل يوم جمعة.

ومن جهته، أكد صاحب محل آخر، أن أسعار الملابس بصفة عامة في ارتفاع كل عام الأمر، الذي أدى إلى العزوف عن الشراء بكميات كما كانت تفعل الأسر خلال السنوات الماضية، موضحًا أن بعض الأسر والشباب يلجأون للملابس من الأسواق الشعبية لسد حاجتهم ولا يهتمون بجودتها.

وأكمل ساخرًا، أن هناك حالة ركود في المحلات وضعفاً في المبيعات، وعلى حسب القدرة الشرائية لكل مستهلك.

• الخامات والظروف الاقتصادية

سماح هيكل عضو مجلس إدارة شعبة الملابس بالاتحاد العام للغرف التجارية، تقول إن أسعار الملابس الشتوية لهذا الموسم متفاوتة وفي متناول الجميع وتكفي احتياجات وإمكانيات الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية، لافتة إلى أنه يوجد وفرة في المعروض لذا أسعار المنتجات ستكون مناسبة للجميع؛ نتيجة توافر كل الخامات فالأسعار تتحدد حسب الخامة والأشكال المناسبة للمواطنين وحسب الظروف الاقتصادية المتاحة.

وأضافت، خلال حديثها لـ«الموقع»، أن العام الماضي وموسم 2023 من أكثر الفترات إقبالاً على شراء الملابس الشتوية؛ لأن قطاع الملابس شجع جميع مصانع الملابس بطرح الملابس الشتوي بأسعار تلائم جميع الظروف المادية للمواطنين، بالإضافة إلى بتصنيع الملابس بخامات مختلفة إلى جانب خلط خامات في صناعة المنتجات بخامات أخرى، إذ تتعدد خامات الملابس فمنها ما يصنع من القطن الخالص بنسبة 100%، ومنها ما يضاف لها نسبة من البلاستر، وأيضًا خامات مخلوطة، مبينة أنه لذلك يتجه العديد من المصنعين حاليًا إلى استخدام مستلزمات إنتاج محلية قدر المستطاع في محاولة لتنشيط حركة المبيعات، حتى تلائم كل الفئات والأذواق، وبذلك يتمكن كل مواطن شراء مستلزماته.

•70% عروض الجمعة البيضاء

وتابعت، أن قطاع الملابس يقدم عروض على الملابس الشتوي خلال فترة «الجمعة البيضاء» وستكون الجمعة القادمة والتي توافق آخر جمعة في شهر نوفمبر، تُعد فرصة مناسبة للجميع لشراء الملابس الشتوي بأسعار مخفضة و خصومات وعروض مميزة قد تصل إلى 70% في الملابس وعلى البضائع، وذلك لتحريك الطلب وإنعاش حركة المبيعات، مُشيرة إلى أنه من المتوقع حدوث زيادة في معدلات الإقبال على الشراء الملابس في الفترة المقبلة وتحسين حركة البيع، وذلك نظرًا لدخول موسم أعياد السنة الميلادية.

• المنتج المحلي

وأوضحت، أن المنتج المحلي قوي ومنافس بشكل كبير ويتميز بأفضل الخامات إذ أنه المُتصدر حاليًا في الأسواق، برغم ارتفاع معدلات التضخم التي تفرض نفسها بشكل واسع على الأسواق، مشيرة إلى أن نسبة الملابس المستوردة انخفضت عن العام الماضي؛ ليصل نسبة المعروض من الإنتاج المصري بحوالي 95%، حيث يتم تصدير المنتج المحلي بشكل كبير يصل حوالي 2.5 مليار دولار، لدول أوروبا والولايات المتحدة حوالي 1.5 مليار دولار، وأيضًا تركيا الدول العربية والأفريقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى