الموقعتحقيقات وتقارير

ردًا على أديب وأنصاره.. بعد ما كبدته المقاطعة من خسائر هائلة لإسرائيل والدول الداعمة لها.. « عالم أزهري» يوضح لـ «الموقع» حكم استمرارها

قرابة الشهر الآن على حملة المقاطعة التي شنها المواطنون من العديد من الدول تضامنًا مع غزة، ومع استمرار المقاطعة وتأثيرها على اقتصاد تلك الدول بدأت محاولات الإغراء بعرضها بأقل من نصف ثمنها، وخرج البعض من الإعلاميين والفنانين مثل عمرو أديب ومحمد صبحي مطالبين بوقف المقاطعة بدعوى أن هذه الشركات تضم آلاف العمالة من المصريين وهو ما يؤثر على دخلهم حتى وصفها الأول بأنها ” خراب بيوت”، ولكن كان لمشيخة الأزهر رأي أخر حيث خرج الإمام الأكبر الشيخ الطيب بتصريحات تطالب حكومات الدول العربية بقطع البترول عن جيش الاحتلال للضغط عليه ووقف المعاملات الاقتصادية والدبلوماسية معه، والآن ما حكم المقاطعة الاقتصادية مع منتجات إسرائيل والدول الداعمة لها، وهل هذه الخطوة شرعية أم لا، هذا ما يناقشه «الموقع» في التقرير التالي …

قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه جامعة الأزهر، إنه يجب على كل مسلم أن يتبرأ ممن يحادد الله ورسوله والمؤمنين وأن يخرج حبهم من قلبه وأن لا يتودد إليهم على أن لا يظلمه ولا يسيء إليه، قال الله تعالى {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}.

وأضاف أستاذ الفقه لـ «الموقع»، أنه يجب على المسلمين حكومات وشعوب وأفراد، مقاطعة كل ما هو منتج غربيا أو يهوديا لئلا يعود عائده على هؤلاء، وعلى ذلك تضافرت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة المحمدية، ومنها قوله تعالى:{وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا}.

نرشح لك: بالأسماء.. «الموقع» يكشف عدد الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.. وحقيقة خروجهم عراة

وأوضح أن الآية قسمت المجني عليه بالقتل خطئا ثلاثة أقسام، وهما: المسلم و أوجبت على القاتل جزاء القتل الخطأ الدية والكفارة، غير المسلم لكن بين بلده وأهل الإسلام عهد وذمة ووفاء فالجزاء على قتله مثل الجزاء على المسلم الدية والكفارة، ولكن إذا مجني عليه بيننا وبين دولته عداوة وحرب قائمة أسقطت الآية الدية فلا دية على قاتله بل الواجب عليه الكفارة فقط.

وتابع أن المفسرين أجمعوا على أن العلة في عدم دية المقتول الذي بيننا وبينهم عداوة هي أن لا يستعينوا بالدية على قتالنا، وفي تعاملنا شراء مع منتجات أعدائنا ما يعود عليهم بالاستعانة بها على قتلنا، لافتًا أن النبي ﷺ حين أوذي هو ومن آمن معه في الفترة المكية حوصروا في شعب أبي طالب ومنع الكفار التعامل معهم بيعا وشراء.

وأختتم حديثه، قائلا: إن إذا كان ذلك محرما وأصبحت المقاطعة واجبة شرعا فما بالنا بمن يمدهم بالمال مباشرة ليحاربوا به المسلمين، لذلك علينا أن نبرأ إلى ربنا من هؤلاء الذين تبرأ منهم الإسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى