أراء ومقالاتالموقع

الإعلامي شريف فؤاد يكتب لـ”الموقع” عن منتدى الشباب والمسألة الليبية

دأبت مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم فيها على إتباع منهج مد الجسور مع مختلف القوى العالمية والإقليمية دون الإغراق في أحلاف ضيقة مهما بلغت مكانة الحليف.

وعملت الإدارة المصرية على التعاطي مع قضايا المنطقة وتحدياتها باستراتيجية راسخة تمثلت في عدم الاندفاع أو الانجرار أو حتى التلويح بالتهديد واستخدام بعض المفردات التي ربما تخلق نوعا من الانتشاء والإحساس بالزهو لمعالجة هذه القضايا التي لها علاقة مباشرة بالأمن القومي المصري الذي يبدأ خارج الحدود.

ولعل الاوضاع في ليبيا خلال السنوات الماضية وحالة السيولة التي شهدتها وتدخل بعض الدول الاقليمية في شئونها وتحويل جزءا من اراضيها الى حاضنة للجماعات الارهابية ومرتع للمرتزقة بهدف تحقيق بغض المكاسب على حساب هذا البلد الشقيق واستقراره كانت خير مثال على نزاهة الموقف المصري الواضح والثابت والمتمثل في الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا ودعم الجيش الوطني وفتح ذراعيها لكل القوى السياسية من مختلف التوجهات بغية التوصل الى خارطة طريق تمثل دستورًا مبدئيا يمكن البناء عليه وصولًا إلى انتخابات تعبر عن توجهات الشعب الليبي لتبدأ البلاد مسار البناء والتنمية
مصر بذلت الجهود المتواصلة ولم تتوقف يوما ودعمت بل وحفزت الأطراف كافة على الانخراط في عملية سياسية بدأت فعليا مع إطلاق إعلان القاهرة وصولًا الى الاتفاق الأخير الذي أفضى إلى تشكيل مجلس رئاسي بقيادة السيد محمد المنفى وحكومة برئاسة السيد عبدالحميد دبيبة وقد حرص الرجلان على أن تكون مصر هي الوجهة الاولى لهما والاستماع إلى صوت العقل من قائد مصر الراغب في عودة الاستقرار لبلد يمثل امتدادًا للأمن القومي المصري ولطالما تميزت العلاقات معه بخصوصية ترقى لحجم الترابط وصلات الدم.

وبات الجميع ينتظر من الأشقاء في ليبيا العمل على النهوض بوطنهم فيما تواصل مصر دعمها وعملها معهم من أجل تحقيق هذا الهدف وهو الأمر الذي نحيي من خلاله الدولة المصرية وأجهزتها الوطنية على هذا الجهد الكبير الذي قضى على أحلام استعمارية للبعض وحافظ على وحدة دولة عربية كانت على شفى الانهيار.

تزامنا مع هذه الجهود استقبلت بشكل شخصي وبسعادة بالغة خبر تضمين المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة الإشارة الخاصة للنسخ الثلاث من منتدى شباب العالم الذي انطلق في شرم الشيخ عام ٢٠١٧ بوصفه منصفة دولية لمناقشة قضايا الشباب.

وهو ما يعد شهادة دولية جديدة حول الجهود المصرية الرامية إلى تمكين الشباب بعد إعدادهم بطرق علمية ومنهجية حديثة إيمانًا بقدراتهم خاصة أن هذا الملف هو أحد الملفات الاكثر أهمية في أولويات الدولة المصرية ويبذل الرجال المخلصون القائمون عليه جهودا مضنية منذ ست سنوات حيث جرى تخصيص عام للشباب أعقبه إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب والعديد من المؤتمرات الوطنية في جميع أنحاء مصر وبالتوازي منتدى شباب العالم الذي أصبح المنتدى الأهم والاكبر على مستوى العالم وصوت مصر لمخاطبة العالم برشد وحكمة في انعكاس لدعوتها المستمرة والتي كانت دائما هي دعوة الفوز والبناء والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى