الموقععيادتك

أخيرا.. “الروشتة الإلكترونية” سبيل الصيادلة للقضاء على الخط الهيروغليفي للأطباء

تكاثرت الأقاويل حول “روشتة” أدوية الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، التي كانت تحتوي على أقراص “سحرية” بحسب حديث المقربين منه، وكانت عبارة عن “قرص كبير صباحا، وقرص صغير مساءا”، بما يعد مخالفة لضوابط الكتابة الطبية، التي تنص على ضرورة وضوح الخط والحريات المحددة للمريض وأنواع الدواء.

نرشح لك : سر جديد.. «أوميكرون» الأقل ضررًا في متحورات كورونا «الموقع» يكشف التفاصيل

لكن الصيادلة يعانون من أزمات عديدة بسبب الخط السئ للأطباء، الذي يتسبب في تعثر قراءة اسم الدواء خاصة للخريجين حديثا، بالإضافة إلى أنه هناك بعض الصيدليات لا يشرف عليها طبيب صيدلي، لكن يتواجد بعض من الشباب الذين مارسوا المهنة ما جعلهم قادرين على معرفة أسماء الأدوية.

طالب عدد كبير من الصيادلة بتعديل مدونة أخلاقيات مهنة الطب، حيث يلزم الطبيب بأن يصف العلاج بالقدر الكافِ من الوضوح بخط مقروء، على أن يفهمه الطبيب الصيدلي والمريض، حيث نشاهد يوميا مطالبات من الصيادلة للمواطنين بضرورة العودة للطبيب لكتابة الدواء بشكل واضح.

وفقا دراسة أعدها المعهد الوطني لكلية الطب والأطباء في الولايات المتحدة في عام 2017، فإن كتابة الطبيب وصفة الدواء بطريقة غير مفهومة له عدة أسباب، بينها ضيقُ حجم ومساحة الورقة التي يكتب عليها الطبيب وصفته، أما السبب الآخر فمرتبط بازدحام مواعيد الطبيب.

وأكدت الدراسة أن ذلك يجعل الطبيب يكتب الدواء بسرعة مع التركيز على توضيح الأحرف الأولى المميزة للدواء، دون غيرها، أما السبب الثالث فهو إدراك الأطباء بأن الخط سيحفظ في ملفات، ولن يعودوا لينظروا إليه مرة أخرى.

نصف مليون إصابة سنويا

يتسبب سوء الخط لدى الأطباء بمضاعفات خطيرة تفوق بكثير صعوبة فهمه فقط، فالخط السيئ للطبيب الذي يعمل على تشخيص الحالة يصعب مهمة الصيدلي في قراءته، وتأمين الدواء الصحيح للمريض ما يتسبب في مقتل سبعة آلاف شخص سنوياً بحسب الدراسة.

 نرشح لك : السر في الزفير.. تفاصيل جهاز يكتشف الإصابة بكورونا في 45 ثانية

كما يعاني نصف مليون شخص من إصابات سنوية في الولايات المتحدة فقط، بسبب الدواء الخطأ وفق الدراسة ذاتها، والتي أثبتت أن نسبة الخطأ في شراء الدواء بناء على وصفة مقدمة عبر البريد الإلكتروني لا تتعدى 10%.

يرى الدكتور كمال مسعد، المتخصص في أمراض القلب، أن سبب تلك الأزمة هو عدم معرفة الأطباء لاسم الدواء كاملا، لكنهم يميزون الحروف الأولى والأخيرة للدواء، لذا يعتمدون على توضيح تلك الأحرف مع عدم الاهتمام بباقي الكلمة.

ويؤكد في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن ذلك الخطأ قد يتسبب في وفاة مريض خاصة في مناطق الريف التي لا نجد فيها صيدلي يشرف على “الشيفت” بالصيدليات، بل تترك لشباب يعتمد على خبرته في صرف الأدوية، ما يسبب أزمة آخرى وهو غياب الإشراف الصيدلي على الجرعات.

ويتابع “الطبيب الصيدلي من شأنه أن يؤكد للمريض أن تفاعل بعض أنواع الأدوية مع بعضها قد يؤثر على صحته سلبا، بينما الشاب خريج كلية التجارة أو الحقوق أو أي مجال غير الصيدلة لن يتمكن من معرفة ذلك التأثير، بل سوف يؤكد على جرعات الطبيب ما قد يودي بحياة المريض”.

ويشير إلى أن السبب في الخط السئ للأطباء قد يكون الكتابة لفترة طويلة، في يتردد علي الطبيب عشرات المرضى يوميا لذا لا يتوقف عن الكتابة لساعات متتالية بما قد يرهق يده، لذا يسرع في كتابته وتخرج الكلمات ملتصقة ببعضها وغير واضحة.

مسؤولية مشتركة

من جانبه أوضح الدكتور علاء الجرايحي، رئيس مجلس

الدكتور علاء الجرايحي
الدكتور علاء الجرايحي

إدارة شركة ماجيك فارما، أن المسؤولية بخصوص الأدوية الخاطئة وصرفها مشتركة بين الصيدلي والطبيب “الطبيب لأنه في بعض الأحيان يكتب بخط غير واضح، ما يتسبب في صرف الدواء للمريض بما قد يؤثر عليه سلبا”، أما عن الصيدلي فقد يخطئ في حالة عدم وجود طبيب صدلي يشرف على المكان.

وأكد أنه لتجنب خطأ الطبيب فمن الواجب أن يتم تطوير العيادات بما يحافظ على صحة المريض، عن طريق تسجيل الأدوية التي يستخدمها الطبيب على “سيستم” ويتم طباعتها عن طريق روشتة إلكترونية، بما يحمله خطأ الكتابة بخط سئ على الأوراق، أو بكتابة أحرف بشكل خاطئ.

نرشح لك : حوار المفاجآت الثقيلة.. هدى الشقيقة الكبرى لوائل الإبراشي تكشف الحقائق لـ«الموقع»:طبيب تحاليل وائل الإبراشى بلا «أخلاق مهنة» وأفشى أسرار مريض

“الجرايحي” نوه إلى ضرورة الإنتباه للمصطلحات الطبية المعقدة التي تكتب بشكل سريع دون تدقيق إملائي، والاختصارات التي تخص عدد المرات التي على الطبيب أن يتناول خلال الجرعات على مدار اليوم، ما يجعل الروشتة الإلكترونية.

وتابع “الجرايحي” هناك زمة كبيرة لا ينتبه لها الأطباء، وهي التركيز فعلى سبيل المثال بدلاً من كتابة “mg” يتم كتابة “mcg”، وبعض التركيبات لها أثار جانبية خطيرة على المرضى، خاصة ممن لديهم أمراض مزمنة، لذا فنظام التسجيل الإلكتروني الذي يتضمن حالة المريض وتاريخ المرضي يضمن الانتباه لما قد يتسبب في أزمات صحية عديدة له.

طالب عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، النائب عبد الله أحمد عبد الله، تفعيل “الروشتة الإلكترونية” لصرف الأدوية، لما لها العديد من الإيجابيات فى مقدمتها الحد من مشكلات الروشتات التقليدية والمكتوبة بخط اليد والتي نتج عنها صرف أدوية خاطئة فى بعض الأوقات.

وأوضح عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن الروشتة الإلكترونية تتضمن كتابة الأدوية بصورة سليمة يمكن للجميع قرائتها، كما تتضمن نسبة المادة الفعالة وغيره من الأمور التي توضح صحة العلاج، وهذا كله يأتي في إطار النهوض بالمنظومة الصحية وترجمة للجهود المبذولة من قبل الدولة في هذا الصدد.

كما أكد على أن الروشتة الإلكترونية ترجمة حقيقية للتحول الرقمي وميكنة الخدمات التي شرعت الدولة المصرية فى تطبيقه، لافتا إلى أن الروشتة التقليدية البعض يقوم بكتابة صيغة يصعب قرائتها سوى أشخاص بعينهم مما يصعب الأمور على المريض فى الحصول على العلاج من المكان الذى يرغب فيه، كما فى بعض الأوقات يتم صرف أدوية غير المكتوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى