البحوث الفلكية: عدم النظر إلى الشمس مباشرة لتجنب الإصابة بالعمى
تقرير: محمود السوهاجي
تستعد الأرض يوم 8 أبريل 2024 لحدث فلكي استثنائي لم تشهده البشرية منذ 375 عامًا، في هذا اليوم، سيحجب القمر الشمس تمامًا، مما سيغرق الأرض في ظلام دامس لدقائق معدودة.
ويُعرف هذا الحدث باسم «الكسوف الكلي للشمس» وخلاله، يمر القمر أمام الشمس، مما يمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض، ويحدث ذلك عندما يكون القمر والشمس والأرض على نفس الخط المستقيم.
وسيبدأ الكسوف في المكسيك في الصباح الباكر، ثم سينتقل إلى الولايات المتحدة وكندا، وسيغطي مسارًا بطول 2500 كيلومتر.
ظاهرة فريدة من نوعها
يُعد هذا الحدث فرصة نادرة لمشاهدة ظاهرة طبيعية مذهلة. ففي الوقت الذي سيغرق فيه الظلام الأرض، ستظهر نجوم النهار، وستتغير درجات حرارة الهواء، وستصبح الحيوانات في حالة من الارتباك.
ويستعد العديد من الأشخاص لمشاهدة هذا الحدث الفريد من نوعها. فسيقومون بالسفر إلى المناطق التي ستشهد الكسوف الكلي، أو سيستخدمون التلسكوبات لرؤيته من منازلهم.
يُحذر الخبراء من النظر مباشرة إلى الشمس أثناء الكسوف، حتى مع استخدام نظارات الشمس العادية. فذلك قد يُسبب تلفًا في شبكية العين.
يُعد هذا الحدث فرصة مناسبة للتوعية بأهمية علم الفلك، وتعزيز المعرفة العلمية لدى الناس.
يُعد هذا الحدث فرصة مميزة لمحبي الفلك لمشاهدة ظاهرة طبيعية رائعة، ففي الوقت الذي سيُغطّي فيه الظلام جزءًا من الأرض، ستظهر بعض نجوم النهار، وستتغير درجات حرارة الهواء، وستصبح الحيوانات في حالة من الارتباك.
ويحدث كسوف الشمس الجزئي مرتين في السنة، ويختلف مسار الكسوف ومكانه في كل مرة، ووفقًا لوكالة ناسا، سيكون هناك كسوفان جزئيان للشمس في عام 2025.
نرشح لك: 170 جنيهًا مع «السريحة».. أصحاب المستودعات يلعبون بالنار مع المواطنين
حدث تاريخي
ويرتبط هذا الحدث بظاهرة رمزية مهمة، وهي “ولادة الهلال الجديد”. ففي هذا اليوم، يمر القمر أمام الشمس، مما يحجب ضوئها ويُغطّي الأرض في ظلام مؤقت، ويُعدّ مركز الكسوف بمثابة موعد ميلاد القمر الجديد، الذي يُعلن بداية شهر قمري جديد.
وسيبدأ هذا الكسوف التاريخي في المكسيك، ثم سينتقل إلى الولايات المتحدة وكندا، وسيغطي مسارًا بطول 2024 9.190 ميلًا، أي 14.790 كم. وستكون الظاهرة مرئية بشكل كامل في العديد من ولايات أمريكا، ودولتي المكسيك وكندا، بينما سيكون خسوف الشمس جزئي في غرب قارة آوروبا وأمريكا اللاتينية.
يُعد هذا الكسوف حدثًا استثنائيًا، حيث سيُغطّي القمر قرص الشمس بالكامل، مما سيخلق ظلامًا مؤقتًا في وضح النهار.
ويُمكن للمشاهدين في المناطق التي ستشهد الكسوف الكلي مشاهدة ظواهر فلكية رائعة، مثل:«تاج الشمس وهو الهالة الخارجية للشمس، التي لا يمكن رؤيتها إلا أثناء الكسوف، والنجوم وستظهر بعض نجوم النهار في سماء النهار، وتغير درجات حرارة الهواء، حيث ستنخفض درجات حرارة الهواء بشكل ملحوظ، وارتباك الحيوانات، حيث ستصبح الحيوانات في حالة من الارتباك بسبب تغير الإضاءة».
اختبار نظرية أينشتاين:
في 29 مايو 1919، شهد العالم أحد أهم الأحداث في تاريخ علم الفلك، وهو “كسوف الشمس” الذي لعب دورًا حاسمًا في التحقق من صحة نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين.
تنبأت نظرية أينشتاين بأن الضوء ينحني تحت تأثير الجاذبية، وخلال كسوف الشمس، تمكن الفلكيان آرثر إدينجتون وفرانك واتسون دايسون من اختبار هذه النظرية من خلال مراقبة مواقع النجوم القريبة من الشمس.
أظهرت الملاحظات أن النجوم تغيرت مواقعها خلال الكسوف، مما يدعم تنبؤات نظرية أينشتاين. وقدم هذا الحدث أول دليل تجريبي قاطع على صحة النظرية، التي غيرت بشكل جذري فهمنا للجاذبية ونسيج الزمكان.
لم يكن هذا الكسوف مجرد حدث علمي عادي، بل كان بمثابة لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الفيزياء. فقد أكد صحة نظرية أينشتاين، وعزز مكانته كواحد من أعظم العلماء في التاريخ.
رؤية الكسوف بشكل جزئي
من جانبه، قال الدكتور جاد القاضي، الرئيس السابق المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه سيُرى الكسوف بشكل جزئي في غرب أوروبا والمحيط الأطلسي وأمريكا الشمالية وشمال أمريكا الجنوبية والمحيط الهادئ.
وأشار القاضي إلى أنه سيكون الكسوف كليًا في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث سيبدأ الكسوف الجزئي في تمام الساعة 5:40 مساءً بالتوقيت المحلي للقاهرة، وتصل ذروة الكسوف الكلي في تمام الساعة 8:17 دقيقة مساءً، وينتهي الكسوف الجزئي في العاشرة و52 دقيقة، مسجلًا فترة زمنية قدرها 5 ساعات و10 دقائق تقريباً، بينما يستغرق الكسوف الكلي مدة قدرها 4 دقائق تقريباً.
وأوضح أن كسوف الشمس يحدث في وضع الاقتران، وهذا يؤكد ميلاد هلال الشهر القمري الجديد، ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد، ويستدل بذلك لتأكيد الحسابات الفلكية.
وحذر القاضي من عدم النظر إلى قرص الشمس في المناطق التي ستشهد الكسوف بالعين المجردة لأن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى.
