الموقعتحقيقات وتقارير

6 إختلافات بين “ابن الباشوات” الذي أبكي مصر برحيله و”عبده موته” طريد الأسكندرية

كتب :محمد أبوزيد

في نفس الوقت الذي بكت فيه مصر وجموع المصريين على رحيل هشام سليم الذي يعد واحد من أنبل الفنانين وأكثرهم تواضعا واصلا،واصيبت قطاعات واسعة من جموع الشعب المصري بحالة شديدة من الحزن عند سماعها نبأ وفاته.

كانت هناك حكاية أخرى تشهدها مدينة الأسكندرية مع فنان آخر وهو محمد رمضان الشهير بعبده موته في إشارة لأحد أفلامه التي ساهمت في انتشار البلطجة في المجتمع، حيث رفضت مدينة الإسكندرية استقبال حفل لرمضان الذي يصر على أنه “نمبر وان” بخلاف كل الارقام خلال اخر 4 سنوات، وظهرت حملة في الإسكندرية رافضة للحفل الذي سيحيه رمضان هناك، وحينما حاول رمضان أن يثبت أنها حملة كيدية تم طرده من مقاهي الإسكندرية، وهو ما جعل الكثيرين يفكروا في تلك المفارقة بين حالة الحب والاحترام الشديد لهشام سليم والحزن الاشد علي رحيله، وبين حالة الاحباط والتأفف من سلوكيات محمد رمضان الشهير بعبده موته، فما هي أهم الفوارق بين هشام سليم ومحمد رمضان

ابن الباشاوات.. و”ابن حلال”

مع أن صالح سليم إسطورة النادي الأهلي وأهم رئيس للنادي في تاريخه لم يحصل علي لقب باشا رسميا لكن كاريزمته الطاغية جعلته رفيع المقام شديد الاحترام عظيم الهيبة في عيون كل من عرفوه ومن لم يعرفوه، وورث هشام سليم عن والده كل الصفات النبيلة والجميلة، ومع انه ابن الاسطورة الا انه رفض أن يتاجر باسم ابيه، وعاش هادئا وقورا متواضعا،وكل من تعامل مع هشام سليم عرف انه كان شديد التواضع.

في حين أن عبده موته نشأ في أسرة أقل من المتوسطة وهذا لا يعيبه إطلاقا ولكنه بمجرد أن أمسك بالفلوس والشهرة بعد حالة الحرمان اصابه الكبر والغطرسة لدرجة التورم وكأنه يقول للجميع “عبده موته شبعة بعد جوعة”

الأناقة… والعري
ورث هشام سليم عن والده الأناقة، والهدوء، فكان دائما أنيقا في غير تكلف، في كل لقاءته التلفزيونية وفي مسلسلاته وافلامه كان هشام سليم أنيقا وسيما، مهندما ومبتسما، في حين أن محمد رمضان بعد الشهرة أصبح يخلع أكثر مما يلبس، وأصبح العري عنده منهجا، وكأنه الوحيد الذي له عضلات في بطنه ظاهرة، ويلبس ملابس غريبة وملفتة ابعد ما تكون عن الأناقة الكلاسيكية

التطبيع مع إسرائيل
من بين اهم الفوراق بين الراحل هشام سليم ومحمد رمضان ان هشام سليم بفنه وضميره كان دائما وابدا ضد الكيان الصهيوني والتطبيع بالنسبة له عار وخيانة ، فهو مثقف مهموم بقضايا وطنه وأمته، في حين أن محمد رمضان لم يخجل من الترويج للتطبيع بشكل وصفه الكثيرون بالوقح حينما غني مع مطرب اسرائيلي في الامارات، وتكشفت بعد ذلك معلومات تؤكد أنه حصل على 50 مليون جنيه مقابل الغناء مع هذا المطرب الاسرائيلي، ثم ظهر مرة أخرى وهو يلتقط الصور مع فتاة إسرائيلية، فكانت المفارقة بينه وبين هشام سليم شديدة الوضوح، فابن الباشوات لا يبيع مبادئه بكنوز الدنيا، بينما رمضان يطبع مع الصهاينة بشكل وصفه البعض بالقذر مقابل الدولار

نرشح لك : أحمد بدير لـ«الموقع»: الوسط الفني حزين علي رحيل هشام سليم

عقدة الفلوس
لم تمثل الفلوس اي هدف ولا اي مشكلة لهشام سليم في يوم من الأيام، فابن الباشوات تربى كما يقول المثل البلدي على طبيلة ابوه، وعينيه مليانه، ولم يعاني مطلقا من الحرمان، وبالتالي لم تمثل التلطعات المادية والرغبة القاتلة في جمع الفلوس بكل الطرق هدفا عند هشام سليم، بل لم يفكر فيها إطلاقا،بينما أثرت حالة الحرمان التي عاشها رمضان في بداية حياته في سلوكياته وتركيبته النفسية، فتحولت الفلوس لديه الي عقدة، فهو يريد أن يصرخ ويقول للجميع أنا غني انا مليونير، فتارة تراه ينثر الدولارات في حمام السباحة، ومرة أخرى يفتح خزنته ويحضن ثروته، ومائة مرة يستعرض سياراته وطائرته وهي سلوكيات ارجعها كل خبراء علم النفس والاجتماع لعقدة الحرمان التي تسيطر على العقل الباطن لمحمد رمضان

عقدة البياض
المتزنون نفسيا لا يفرق معهم لون البشرة إطلاقا، فهم يعرفون انها صنيعة الخالق، ولو كان هشام سليم يحمل سمار محمد رمضان لعاش ومات وهو مقتنع أن ذلك السمار هو سر جاذبيته ولاحب نفسه أكثر لأن البشرة السمراء في الرجال احيانا تكون أكثر جاذبية، ولإن هشام سليم خلقه الله ببشرة بيضاء فلم يفكر إطلاقا في هذا الأمر، بينما يري الكثير من خبراء علم النفس والاجتماع أن اللون الداكن في بشرة محمد رمضان له تأثير سلبي علي شخصيته

جمهور السنج وجمهمور المثقفين
ومن بين الفوراق الواضحة بين محمد رمضان وهشام سليم أن محمد رمضان غالبية جمهوره من المراهقين والعشوائيات ومن لديهم ميول للبلطجة وحاملي السيوف والسنج، لأن رمضان بخلطة السبكي لعب علي وتر العنف والبلطجة بهدف تحقيق أرباح باي شكل بعيدا عما تسببته هذه النوعية من الفن في مضاعفة مساحة العنف المجتمعي

وعلى عكس ذلك تماما كان فن هشام سليم الراقي بثنائيته مع عميد الدراما العربية الراحل سامة أنور عكاشة، فالراية البيضا وليالي الحلمية والمصرواية وغيرها من أعمال هشام سليم كلها أعمال ترتقي بمستوى الفكر الإنساني، والذوق العام للمجتمع، فاكتسب هشام سليم حب واحترام الجماهير خاصة المثقفين والمفكرين والمتعلمين وهي فئات لا تحمل لمحمد رمضان سوي الكراهية الشديدة ولا تحمل لاعماله سوي الاحتقار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى