أراء ومقالاتالموقع

‏نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن اغتنام الفرص

‏أحد أهم فنون الحياة حسن الاقتناص، أو ما يسمى باغتنام الفرص، إنه الفن الذي يجيده الأذكياء والأقوياء وعلى النقيض منهم قوم يجيدون التمني، وغالبا يتسمون بالضعف والكسل وكثرة الشكوى والسخط. ‏ثمة أناس مثابرون يصنعون من الوهم حُلمًا، ومن السراب أنهارًا جاريةً عذبة، ومن الإخفاقات أجنحةً يحلقون بها في سماء

الطموحات، ومن أنصاف الفرص أهدافًا سامقةً لأنفسهم ولمن حولهم.يبتكرون اللحظات السانحة ويسعون نحوها، ولا ينتظرون حدوثها .. هم أناسٌ لا تشغلهم أحاديث الناس ولا تلفتهم لمزاتهم ولا تنصرف أنظارهم إلا نحو ما هو لهم، وما بين أيديهم، يبنون سلالم النجاح بأنفسهم، بالنسبة لهم كل إخفاقةٍ إنما هي لَبِنَة من لَبِنَات بنائهم، وكل زلة قدم هي فرصةٌ لثباتٍ جديد.

تروقني فيهم الجدية التي لا تغادر هممهم والسمو الذي لا يفارق طموحهم والنبل الذي هو صراطهم المستقيم.
‏لا يتوقفون عن مكاشفة أنفسهم، ومراجعة أخطائهم.. إن سلكوا طريقًا وتعثروا لم يكابروا، بل عادوا أدراجهم وصحّحوا ما يلزم، ثم سلكوا طريقًا آخر أكثر إشراقًا وفسحةً .. إن همّوا بأمرٍ وبدا أنهم غير موفقين فيه راجعوا حساباتهم،وقوّموا ما يمكن تقويمه لا يشغلهم القيل والقال،ولا الندب ولا النواح،ولا إلقاء اللوم على الآخرين،كل ما يهمّهم هو أن يُعَبِّدوا الطرق التي يسلكونها لهم ولمن بعدهم،ولذا تجدهم أقل الناس حديثًا وأحسنهم صمتًا وأكثرهم عملًا وجهدًا .

كثيرًا ما يصف الناس أحدهم بأنه ذو حظ، أو أنه نال ما هو فيه لأنه محظوظٌ بمن لديه وبمن حوله، وربما يصدق حديثهم أحيانًا، غير أني أرى أن الحظ ما هو إلا مكافأة لهم على جدّهم واجتهادهم وحرصهم على صنع الفرص واقتناصها. نعم قد تنجح المصادفة مرةً أو مرتين، ولكن درب النجاح يتطلب جهدًا عاليًا، ومثابرةً عظيمة، وهمّةً قوية تحمل صاحبها إلى سماء النجاح.

علموا أبناءكم أن النجاح هو ثمرة الجد والاجتهاد والمثابرة، واغرسوا فيهم حب العمل والتفاني فيه، ولا تنسوا أن تزرعوا فيهم كره القيل والقال، وكثرة الغمز واللمز .. إذ ما انشغل إنسانٌ بغيره إلا وانسدلتْ على عينيه غشاوة، وكست نفسه بالبلادة، فلا هو الذي اقتنص ما بين يديه، وعمل عليها، ولا هو الذي طوّر من نفسه ومن قدراته، ولا هو الذي نال ما ناله غيره. وما زال أهل الحزم والفهم يأملون ويعملون، وما النجاح إلا بذرة ترعرعت في كَنَف الأمل ثم العمل ، وأول شروط التوفيق وآخرها العمل بجد. فهي معادلة حياة، فبمقدار ما يبذل المرء يتحقق له المراد، وما كانت الأمنيات تحقق مرادا، ولا تضمن زادا .

قرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» وعي العبيد

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» التاريخ لايكذب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن تطوير الذات .. يبدأ من نقطة الاعتراف بالنقص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى