أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن تطوير الذات .. يبدأ من نقطة الاعتراف بالنقص

هناك خوف وشّك وريبة من تحرير المفاهيم والمُصطلحات لدى بعض الثقافات؟ماهي مصادر الخوف لدى البعض التي تجعلهم يحاربون طواحين الهواء ؟هل هؤلاء مرضى نفسيين وذو أخلاق دنيئة؟لماذا يغوص هؤلاء في وحل المؤامرة و التنميط والكراهية ؟هل الخوف لديهم هو نتيجة ذّل و استعباد فُرض فيه عليهم منظومة فكرية هشّة أسست لوجود زائف ينافحون عنه ؟

المفاهيم المُلتبسة تأخذ مكانها في العقل الجمعي بمرور الزمن حتى تصبح ماهيات مُقدسة ليس لعقلانيتها وصدّقيتها، إنما لأنها قهرية وعلّة وجودية زائفة،الخشّية في رأيي بسبب ظروف النشأة الشاذة لهذه المفاهيم ، هم يخافون من التغيير والتجديد، وخوفهم هذا متجذر ومترسخ في عقول كثير من الناس منذ الازل وتكاد تكون “فوبيا إنسانية” لصد ومنع كل رغبات ونوازع التغيير والتجديد والتحديث والتطور في مسيرة البشرية.

فإن ‏الخوف من الفشل منبعه من الطفولة حيث تعلمنا ان قيمتنا الذاتية بما نحققه ،وأن كل إنجاز هو تعظيم لقيمتنا بأنفسنا وأمام الآخرين، هكذا برمجنا على النزاع والتنافس ومحاربة الآخر لنحوز على قيمتنا المسلوبة،وكأن قيمة الإنسان هي بإلغاء قيمة الآخر فإما أن أفوز او أفوز الأهم أنا الأعلى.

‏عندما يتم بناء المعرفة والثقافة و المفاهيم على الاستغفال بقانون الحق الطبيعي و الإلهي زعماً و ليس عبر الحوار و النقّد الشفاف،يتكون جسم ثقافي مُزيف هشّ ونفوس دونية ارتكاسية جاهلة تجنح إلى التنفيس عن الكبت بممارسات بينية عدائية بطرق خسيسة حيث الكل يحارب الكل للانتقام. ‏‎على أثرها سنعود للوراء، بسبب الكبت والتخلف عن الأساليب الجديده في التعبير والتنوع وهذا يظهر جليا في خصومات ما يُسمى بالعقول العربية النخبوية… فنجد أن جوهر الخصومة في تفاصيل أو مظاهر العدّم و ليس الوجود الأصيل.. الجميع يُنظر للعدم لكنهم يختلفون في مراتب العدمية و الاستلاب و يقدم كُل فريق مقدمات خطابية خشبيه تدعم أفكاره في تبرير عدميته و اغترابه الوجودي.

لذا فإني مؤمن بالمقوله أو الحكمه التي تقول بأنه (كُلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة) لأنها دقيقه نسبياً، فيحدث أن ترى أحدهم من تعالي معرفته بالموضوع تعجز و تقصر به اللغة عن التعبير بما في عقله من حكمة و علم عميق،هذا يعني كما أظّن أنه ليست الفصاحة و الاسترسال في الخطابة دليل على فهم للموضوع لأن العبارة لم تضيق و تقصر بالمعرفة.

اقرأ ايضا للكاتب

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» فروق عديده بين العلم والمعرفه

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن الأثر والمتعة

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» ليس مثقف .. منتحل صفه لا غير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى