الموقعتحقيقات وتقارير

«وهم» حجازي.. المنظومة الصحية فى المدارس «إسعاف في مهمة مستحيلة»

من ينقذ تلاميذ المدارس من الأزمات الطارئة؟

صندوق إسعافات أولية فقط بالمدارس يعالج الخدوش والجروح

سيارات الإسعاف لا تظهر إلا فى لجان امتحانات الثانوية العامة

أولياء أمور تطالب بتوفير طبيب دائم أو سيارة إسعاف مجهزة بالمدرسة

خبير تربوى: الدولة لا تتحمل توفير طبيب لكل مدرسة نتيجة لعجز الطواقم الطبية

كتب – أسامة محمود

لم تمض على بداية العام الدراسي سوى أيام معدودة حتى ظهرت حوادث وأحداث مؤسفة مختلفة مابين سقوط أسوار سلالم المدرسة على الطلاب، وبين وفيات بين التلاميذ نتيجة للعنف والضرب من قبل المعلمين أو سقوط من نوافذ الفصول بالمدارس وفيات بسبب أزمات قلبية، الأمر الذى أثار حالة من القلق بين أولياء الأمور حول طبيعة المنظومة التعليمة والصحية فى المدارس معا، وأصبحت الرعاية الصحية صداعا فى رأس وزارة التربية والتعليم.

وخلال الأيام الماضية أثارت حادثة وفاة طالبتين في مدرستين بكرداسة في محافظة الجيزة والأخرى الشرقية، نتيجة أزمات قلبية، قلقا واسعا بين أولياء الأمور حول طبيعة المنظومة الصحية في المدارس ،ومدى الاهتمام بالتلاميذ ومتابعة الكشف الطبى الدورى عليهم داخل المدارس.

وفى التقرير التالى “يرصد “الموقع” تداعيات هذه الأزمة الخطيرة التى تهدد الطلاب فى المدارس وأسبابها وكيفية معالجة هذه الأزمة .

يقول “أحمد” م معلم بأحد المدارس الابتدائية، إن المدارس بصفة عامة مجهزة بصندوق إسعافات أولية للتعامل مع الحالات الطارئة، كالإصابات “الجروح، الخدوش السطحية” بين الطلاب أو الطالبات نتيجة الوقوع علي الأرض أو التصادم علي سبيل المثال، ولكن التعامل مع حالات الطوارىء كالأزمات القلبية أو ضيق التنفس غيرها فالمدارس والإدارة الطبية إن وجدت فى المدارس غير مؤهلة لتعامل معها.

ويضيف “أحمد” فى حديثه مع “الموقع” أن التعامل مع تلك الحالات الطارئة يحتاج إلى تدخل سريع عن طريق الاتصال على وجه السرعة بالإسعاف للحضور ونقل الطالب أو المعلم المصاب لأقرب مستشفى من أجل التعامل مع حالته وإسعافه، مشيرا إلى أنه لا يوجد طبيب متخصص فى المدارس إلا نادرا بالإضافة إلى عدم وجود إمكانيات طبية ودوائية فى المدارس.

وفى سياق متصل يقول “أمجد” أحد أولياء الأمور أن المنظومة التعليمية فى مصر تحتاج إلى الكثير حتى يتم النهوض بها من تطوير مناهج، وبنية تحتية، وتأهيل المدرسين، بالإضافة إلى المنظومة الصحية غير موجودة فى الأساس داخل المدارس، باستثناء “صندوق إسعافات يحتوى على شاش وقطن وبلاستر” على حد قوله.

ويوضح “أمجد” فى تصريحات لـ”الموقع” أنه يجب الاهتمام بالمنظومة الصحية فى المدارس وتوفير رعاية صحية وأطباء وأجهزة طبية فى المدارس للظروف الطارئة، بالإضافة إلى توفير سيارة إسعاف فى المدرسة أو بالقرب منها تحسبا لأى طوارىء او حوادث داخل المدرسة، مشيرًا إلى أن سيارة الإسعاف لا تتوافر إلا أيام الامتحانات فقط فى المدارس الثانوية وليس فى المرحلتين الابتدائية او الاعدادية

واقترح ولى الأمر أن يكون هناك “كارت صحى” أو ملف صحى خاص بكل طالب أو الذى يعانى من أمراض معينة كالسكر او القلب أو أمراض اخرى موجود فى المدرسة بحيث يكون لدى الإدارة المدرسية أو إدارة شئون الطلاب معرفة بحالة الطالب إذا حدث له حادث أو إصابة أو غيبوبة، وعمل كشف دوري من قبل التأمين الصحي أو من قبل الزائرة الصحية يحدد احتياجاته وطرق التعامل معه في حالة حدوث أزمة صحية له أثناء اليوم المدرسي.

واتفقت مع هذا الرأي “نجلاء” ولى أمر طالب بالمدرسة الابتدائية، وتقول إنه لابد أن يكون هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة والسكان أولا لتنظيم دورات تدريبية على الإسعافات الأولية لمن يتم اختياره من المُعلمين أو العاملين في كل مدرسة بحيث لديه من الكفاءة لتعامل مع الحالات الصحية حتى وصول الإسعاف لنقل الحالة لأقرب مستشفى، سواء كانت تلك الحالات لطلاب أو معلمين، ثانيا توفير طبيب متخصص فى كل مدرسة وعيادة طبية مجهزة بحيث تكون جاهزة لأى طارىء فى المدرس حواد إغماءات غيبوبة”.

وأشارت “نجلاء” فى تصريحات لـ”الموقع” أن الأمر يتم من خلال بروتوكولات تعاون بين كل مديرية تربية وتعليم ونظيرتها من وزارة الصحة، لافتة إلى أننا لا نشاهد سيارات الإسعاف والأطباء إلا فى لجان الثانوية العامة فقط وبعد ذلك لا نشاهدها إلا في العام المقبل أو الامتحانات التالية.

نرشح لك : في اليوم العالمى للمُعلمين.. كيف تحل الدولة أزمة تكدس الفصول ومافيا الدروس الخصوصية؟

من ناحيته قال الدكتور محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ والخبير التربوى، أن الدولة نظمت مبادرات صحية كثيرة فى المدارس للكشف على التلاميذ “علاج السمنة، النحافة، الانيميا، الأمراض المزمنة” خلال الفترة الماضية ولكنها لا تكفى ،ويجب الاهتمام بالرعاية الصحية للتلاميذ بالمدارس وتوقيع الكشف الدورى على الطلاب داخل المدارس.

وعن إمكانية توفير طبيب فى كل مدرسة أو سيارة إسعاف بجوار المدرسة، لمتابعة والكشف على التلاميذ فى حدوث طوارىء وحوادث، أكد “كمال” فى تصريحات لـ”الموقع” أنه من الناحية العملية لا يمكن للدولة أن توفر لكل مدرسة طبيب أو سيارة إسعاف لكل مدرسة لأن المنظومة الطبية فى مصر تعاني من عجز فى الطاقم الطبى “أطباء، تمريض”.

وأضاف أنه بدل توفير طبيب او سيارة إسعاف لكل مدرسة على مستوى المحافظات وتكلفة الدولة ملايين الجنيهات، ووقوف سيارة الإسعاف أمام المدرسة لساعات أن تتحرك سيارات الإسعاف بشكل سريع عندما يكون هناك طارىء، بالإضافة إلى تأهيل العنصر البشرى طبيا للتدخل عند الطوارىء ، فضلا إعادة النظر فى وسائل التهوية وزيادة عدد المراوح وأدوات التهوية فى الفصول، وتوسعة الفصول وبناء مدارس جديدة لتخفيف التكدس الملحوظ فى المدارس.

وكانت طالبة في الصف بمدرسة أبو رواش الإعدادية التابعة لإدارة كرداسة التعليمية بمحافظة الجيزة قد توفت نتيجة أزمة قلبية أثناء الفسحة المدرسية، كما لفظت وفاء أشرف هارون الطالبة في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة شبرا النخلة الإعدادية، التابعة لإدارة بلبيس التعليمية في محافظة الشرقية، أنفاسها الأخيرة، بعدما تعرضت لحالة إغماء أثناء اليوم الدراسي في مدرستها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى