كتب- أحمد عبد العليم
حذر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن إسرائيل من أنها تخاطر بـ “الهزيمة الاستراتيجية” إلا إذا حمت المدنيين الفلسطينيين في غزة. وفي إشارة إلى تصاعد التوترات بين الحلفاء المقربين مع استئناف إسرائيل حملتها العسكرية في جنوب غزة، قال أوستن إن إسرائيل لن تفوز إلا إذا حمت المدنيين وأنشأت ممرات إنسانية. حسبما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وأضاف أوستن: أن ”في هذا النوع من المعارك، مركز الثقل هو السكان المدنيون. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تحل محل النصر التكتيكي بالهزيمة الاستراتيجية”.
وقد حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين نظرائهم الإسرائيليين من أنهم يجب أن يتجنبوا نوع النزوح الداخلي الجماعي الذي أثاره قصفهم لشمال غزة.
وحثوا إسرائيل على أن تكون أكثر دقة في المرحلة التالية من حملتها. واستشهد أوستن وغيره من المسؤولين العسكريين الأمريكيين بالدروس المستفادة من معركة واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، والتي شملت قتالًا حضريًا شديدًا.
وقال أوستن، الذي كان قائدًا سابقًا للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط: ”مثل حماس، كان تنظيم الدولة الإسلامية متجذرًا بعمق في المناطق الحضرية. وعمل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بجد لحماية المدنيين وإنشاء ممرات إنسانية، حتى خلال أصعب المعارك”.
وأضاف: ”الدرس ليس أنك تستطيع الفوز في الحرب الحضرية بحماية المدنيين. الدرس هو أنك لا تستطيع الفوز في الحرب الحضرية إلا بحماية المدنيين”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الجمعة إن إسرائيل قد شاركته خططها حول كيفية حماية المدنيين في المرحلة التالية من الجهد العسكري، وقال إن الولايات المتحدة ستراقب الحملة الجارية عن كثب.
ويواجه بايدن ضغوطًا متزايدة من داخل إدارته والحزب الديمقراطي للقيام بالمزيد لكبح جماح إسرائيل.
وفي هذا الصدد، قال النائب الديمقراطي سيث مولتون، ”من الحاسم أن تهزم إسرائيل حماس. إذا واصلوا قتل هذا العدد الكبير من المدنيين، فإنهم سيجعلونهم أقوى”.
وعززت القوات الإسرائيلية الضربات الجوية في جنوب غزة يوم السبت وأمرت سكان بعض البلدات الحدودية الفلسطينية بمغادرة منازلهم.
ووقال مسؤولو الصحة في فلسطين، إنه منذ انهيار الهدنة يوم الجمعة، أدى الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة إلى استشهاد 193 شخصا.
وزعم الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عدة “أهداف إرهابية” في شمال غزة، بما في ذلك مسجد قال إنه يستخدم كمركز قيادة للمسلحين.
