اقتصاد

«وزيرى»: المجلس الأعلى للآثار حقق إنجازات غير مسبوقة خلال الفترة الماضية

كتب- أحمد عبد العليم

أعرب د. مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن سعادته بتواجده اليوم بمحافظة قنا، واحدة من أجمل وأهم محافظات الصعيد، مؤكدًا على أن افتتاح ديريّ القديس الأنبا بسنتاؤس، والشهيد مار جرجس الروماني، اليوم، يأتي استكمالًا للنشاط الملحوظ للمجلس الأعلى للآثار في الآونة الأخيرة، وما يشهده من أعمال ترميم وافتتاحات وخاصة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والتي لم تشهدها جمهورية مصر العربية من قبل.

وأشار إلى أن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس قام بإنجازات غير مسبوقة في الآونة الاخيرة من افتتاحات متتالية كان آخرها افتتاح ثلاثة مشروعات ترميم من أهم المواقع الأثرية الإسلامية والقبطية واليهودية في القاهرة التاريخية، والتي تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والتراثية على مر العصور، مثنيًا على روح التعاون الكبيرة بين كل قطاعات المجلس الأعلى للآثار والتي أثمرت عن هذه النجاحات المتتالية.

وأضاف الدكتور أبوبكر أحمد، المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن فريق عمل ترميم دير مار جرجس “المجمع”، خلال أعمال الترميم، نجح في الكشف عن عدد من الأجزاء المعمارية بالكنائس الخمسة التي يضمها الدير، أما في دير الأنبا بسنتاؤس استطاعوا الكشف عن رفات القديس بسنتاؤس، الموجودة على أحجار رملية وجد عليها رسمة الصليب المقدس وبعض الحروف القبطية متضمنة اسم القديس بيسنتي.

وقد شمل مشروع ترميم دير مار جرجس المجمع ترميم وصيانة كنيسة مار جرجس الرئيسية وتدعيم الأساسات، حيث تم الكشف عن حجرة صغيرة من الداخل أسفل حجرة المعمودية فى الجانب الشمالى الغربى من الكنيسة تسمى “قبة الميرون”، وكانت تستخدم لحفظ زيت الميرون المقدس، كما أنه تم الكشف عن بعض قواعد الأعمدة الجيرانيتية وعمود كورنثى داخل المذبح بالكنيسة الأثرية، وكذلك لوحة من الحجر الجيرى عليها كتابات قبطية تمثل شاهد قبر يرجع إلى القرن 14 الميلادي، وقد تم ترميم وتدعيم الأعمدة والعقود بنفس مادة البناء، كما تم الكشف عن نماذج مختلفة لأشكال الصلبان على العقود.

وفي كنيسة ماريوحنا تم ترميم الجدران ورفع كفاءة شبكة الكهرباء، وعمل مزاريب لتصريف مياه الأمطار، كما تم الكشف عن مغطس فى الجهة الغربية للرواق الأوسط من الكنيسة يعود إلى القرن 11 الميلادى، والذي تم ترميمه.

كما نجح فريق العمل في ترميم كنيسة السيدة العذراء إحدى كنائس الدير، حيث تم تنفيذ أعمال درء الخطورة لجدرانها وتغطيتها بجمالون زجاجى مقام على أعمدة خشبية على أطراف الكنيسة بارتفاع 2م من منسوب الأرضية وعمل حواجز زجاجية ما بين الأعمدة لرؤية حفائر الكنيسة من الخارج، وقد ظهرت أثناء أعمال الترميم قواعد وبقايا جدران وأكتاف حاملة لبقايا القبة المركزية وبقايا هيكل الكنيسة، كما تضمنت أعمال الترميم قلالي الرهبان.

ويعود تاريخ الدير إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وسُمي بدير المجمع نظرًا لكونه مجمعًا مقدسًا يقوم على إدارة مجمع كنائس، فهو يتكون من خمس كنائس هى كنيسة مار جرجس، كنيسة السيدة العذراء، كنيسة ماريوحنا، كنيسة الملاك غبريال، كنيسة الملاك ميخائيل، وهى مندثرة الآن، بالإضافة إلى قلالى الرهبان.

ويقع الدير على الضفة الغربية للنيل بزمام بحرى قامولا– حاجر صوص، بمركز نقادة بمحافظة قنا، ويبعد عن نقادة جنوبًا بحوالى 10 كم تقريبًا، والدير مسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 1951.

أما عن دير الأنبا بسنتاؤس، فأوضح الدكتور أبوبكر أحمد عبدالله أن مشروع ترميم وصيانة الدير شمل تدعيم وترميم أساسات الكنيسة من جدران وأعمدة وعقود، وتزرير الشروخ الموجدة بالجدران والقباب، وإزالة طبقة الملاط القديمة وإعادتها بما يتناسب مع الطابع الأثري، وترميم وصيانة الأحجبة الخشبية، وإحلال وتجديد شبكة الكهرباء ورفع كفاءة الموقع العام.

يرجع تاريخ دير الأنبا بيسنتاؤس إلى القرن السادس الميلادي، وقد بنيت الكنيسة الموجودة الآن في بداية القرن الثامن عشر الميلادي بيد القمص هرميلا، وقد سجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 2008.

وينسب الدير إلى القديس الأنبا بسنتاؤس، الذي كان معاصرًا للأنبا قسطنطين أسقف أسيوط، كما عاصر الغزو الفارسي لمصر، تنيح بشيبة صالحة عن عمر 83 عامًا بجبل الأساس المقدس، ودُفن هناك كوصيته لتلاميذه في الموضع الذى به كنيسته الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى