الموقعتحقيقات وتقارير

والد الشهيد “علي أحمد شوقي”: ابني استشهد في أحد ليالي رمضان الوترية وكان يوزع السحور على العساكر

والدة الشهيد: في هذه الليلة ذهبت للسرير وشعرت بسكين طعن قلبي قمت أصرخ يا قلبي يا قلبي

– ابني كان عريس وفرحه بعد العيد ويوم جنازته كنت بقوله أنهارده فرحك يا “علي”

– أفتخر إن ابني شهيد خدم بلده بقلبه وفداها بروحه وأضعه وسام على صدري

 

كتبت- منار إبراهيم

تصوير- تحسين بكر

شهد متحف الشرطة القومي  يوم الثلاثاء ٢٥ يناير تكريم عدد من أسر الشهداء في إطار الاحتفال بعيد الشرطة الـ 70، ووسط أجواء مليئة بالفرح والدموع التقى «الموقع» بأسرة الشهيد النقيب علي أحمد شوقي عبد الخالق، شهيد كمين كارفور المعادي.

روت والدة الشهيد النقيب علي أحمد شوقي عبد الخالق، لنا تفاصيل حياته قائلة: كل حاجة حلوة كانت في “علي” الأدب والكرم والأخلاق، من صغره يعشق بلده وكان الطفل الوحيد في المدرسة الذي يجري ليحي العلم من قلبه وبصوت مرتفع، وكان طالب متفوق في كل المراحل الدراسية حتى التحق بكلية الهندسة، ثم قدم على كلية الشرطة دون علمي أنا ووالده.

وتابعت “والدة الشهيد” بعد نجاحه في أولى اختبارات كُلية الشرطة جاء إلى البيت طائر من الفرحة، وفي أخر مقابلة ارتدى بذلة كلاسيك جميلة وقالي شكلي عريس يا ماما قلت له عريس زي القمر يا حبيبي، وراح الاختبار واثق من نفسه وعندما قُبل في الكٌلية أتصل عليّ زغرطي يا ماما أنا نجحت وبقيت ضابط وطلب منّ أن نذبح في نفس اليوم ونوزع الذبيحة لله.

وتضيف “علي” من صغره يعشق الزي العسكري وكان يرتدي بذلة أبيه العسكرية ويتصور بها، الوطنية وحب البلد تجري في دمه من صغره، اجتهد وأخلص طوال سنين دراسته ورٌتب من أوائل خريجي كلية الشرطة دفعة 2013، وحصل على الماجستير وكان يطمح أن يحضر الدكتوراه ليدرس في الكلية ولكن أتى الأجل.

نرشح لك : “مدير متحف الشرطة” لـ «الموقع»: الاحتفال بعيد الشرطة واجب وطني وفرصة لتكريم أسر الشهداء

ومن جانبه يقول “والد الشهيد” علي دائمًا كان يتمنى الشهادة وحينما يسمع عن أي شهيد يقول “يا ترى من عليه الدور يا رب أكون أنا” كنّا نحزن أنا وأمه يقول لنا “سأدخلكم الجنة وكانت أمه من شدة تعلقها به تقول له مش عايزاها يا علي متوجعش قلبي يا علي”.

ويكمل ابني حزن يوم استشهاد زملائه “حاتم زهران” و”محمد وهبه” حزنًا شديدًا، وكان يقول لنا الإخوان جبناء وخونه يأتون من ظهرنا لو يواجهونا مثل الرجال وجه لوجه كنّا عرفنا نأخذ حق البلد منهم ولكنهم مثل الفئران يختبئون في الجحور لو رجالة يقابلونا أقدر لوحدي أكل 100 واحد.

وبصوت يملئه الحزن يقول “علي” تنبأ باستشهاده وكتب على صفحته “فيس بوك” قبل الوفاة بيوم « إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»، وقال ﷺ «ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة»، وعندما نلومه يقول لنا أنا بتمناها من ربنا هو أي حد ينول منزلة الشهيد دي الشهادة دي بالاختيار.

نرشح لك : “رئيس قطاع المتاحف” لـ «الموقع».. احتفالنا لترسيخ مدى تضحية رجال الشرطة بأرواحهم دفاعا عن الوطن

ويضيف باكيًا: وفي اليوم التالي استشهد “علي” إثر انفجار عبوة ناسفة أسفل كوبري صقر قريش أثناء توجه لتوزيع السحور على العساكر في ليلة 23 رمضان عام 2017.

والتقطت منه طرف الحديث “والدة الشهيد” قائلة: في هذه الليلة ذهبت للسرير وشعرت بسكين طعن قلبي قمت أصرخ يا قلبي يا قلبي، وبعدها وجدت أبنتي تقول في كمين اضرب في المعادي اتصلوا نطمئن على “علي” قلت لهم “علي” استشهد، وحين ذهبت لرؤيته وجدت وجهه يضحك ورائحته كالمسك، حتى أن المغسل أقسم بالله أن هذه رائحته ولم يضع له مسك.

وبعيون يغمرها الدمع تضيف: ابني استشهد عريس ولم يتم الـ 24 من عمره، استشهد في رمضان وكان فرحه بعد العيد، و خطيبته لم تتزوج حتى الأن وتقول لن أجد مثل “علي”، وكانت جنازته فرح وكنت بقوله “إنهاره فرحك يا علي” احتسبه عند الله حتى نلتقي به في قصر الحمد بالجنة.

واختتمت “أم الشهيد” حديثها قائلة: “علي” كان إنسان جميل وخدوم ومحبوب من الجميع، قائد القطاع الذي يعمل به كان يطلق عليه “بونبوناية القطاع” من خُلقه الحسن والتزامه، كان يتقدم العساكر ليفديهم بروحه، أفتخر أن ابني شهيد وأضعه وسام على صدري، ابني خدم بلده بقلبه وفداها بروحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى