تقرير-أسماء مدحت
لأكثر من أربعين عامًا، ومهرجان القاهرة السينمائي ما زال محافظًا على تاريخه ومكانته، باعتباره أحد أهم المهرجانات في إفريقيا والعالم العربي، كما يعد واجهه مهمة لصناعة السينما المصرية، رغم المنافسة القوية بينه وبين مهرجان الجونة منذ بداية انطلاقة في السنوات الخمس الأخيرة.
وبعد القرار المفاجئ من إدارة مهرجان الجونة السينمائي، التي زعمت فيه تأجيل الدورة السادسة المفترض إقامتها خلال أكتوبر المقبل إلى أجل غير مسمى، فمن المتوقع أن هذه المنافسة التي اعتدنا أن نشاهدها بين كلا المهرجانين، سوف تنجلي هذا العام، لينسدل الستار على القاهرة السينمائي بمفرده مستحوذًا على عدد أكبر من الأفلام.
وكثيرا ما يتردد أن مهرجان الجونة يكتسح القاهرة السينمائي وينتقي أهم وأقوي الأفلام ليشارك بها ضمن مسابقاته، فضلا عن أن القاهرة السينمائي يشارك بباقي الأفلام التي يعزف الجونة عن عرضها، ولكن الجدال حول هذا الأمر انتهي هذا العام بغياب الجونة عن الأضواء، وتبقي الساحة بأكملها أمام مهرجان القاهرة السينمائي لكي يستكمل دوراته المتميزة التي تضيف لتاريخه.
القاهرة السينمائي الدولي كان وسيظل أقل في الدعم المالي، وقد تبلغ تكلفته نصف ما يتم إنفاقه على مهرجان الجونة، لذلك كان الجونة سببًا في تحفيز المهرجانات المصرية الآخري على التطور، وربما يدفع هذا التطور مهرجان القاهرة السينمائي على المنافسة وخطف الأضواء من جديد.
وكان قرار الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، الذي حدد فيه ضرورة الإلتزام بزي رسمي معين على غرار المهرجانات الدولية الأخرى، سببًا آخر في لمعان وتألق القاهرة السينمائي هذا العام؛ لأن هذا القرار يعد خطوة ناجحة للقضاء على ما يسمي ب “تريند” الظهور على “الريد كاربت” والتنافس بين الفنانات للحصول على لقب أجمل اطلاله.
ولعل هذا القرار ينهي أيضًا التساؤلات المعتادة للفنانين مثل “الفستان منين”!، لاسيما أن الجمهور في السنوات الأخيرة أصبح لا يهتم سوى بإطلالة الفنانات، وأصبح غير مهتمًا بما يقدمه المهرجان من محتوى فني .
وكانت قد أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن موعد دورته الـ44، التي ستقام خلال الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر 2022، بدار الأوبرا المصرية فيما سيخصص اليوم التالي لحفل الختام لعرض الأفلام الفائزة بجوائز المسابقات الرسمية.
