الموقعخارجي

هل يتأثر اتفاق المصالحة مع قطر بعد قدوم “بايدن”؟

كتب – أحمد إسماعيل علي

خطوة خطوة تدريجيا تتحقق عملية إنهاء الدول الأربع “مصر والسعودية والإمارات والبحرين”، قطيعتها لدولة قطر، بعد توقيع اتفاق العلا، خلال القمة الخليجية الواحدة والأربعين التي عقدت في السعودية “5 يناير الجاري”، بمشاركة مصرية، وحضور أمريكي.

وقبيل انعقاد قمة العلا، وبعدها  كانت  قد بدأت تعود العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وتفتح الأجواء البرية والبحرية والجوية، مع  الدوحة، من جانب الدول الخليجية “السعودية والإمارات والبحرين”، ثم إعلان مصر عودة العلاقات الدبلوماسية مع الجانب القطري، منذ أيام قليلة.

وكان لافتا أن لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، الراحلين عن البيت الأبيض، دورا فاعلا في ترتيب تلك المصالحة ودعم جهود الوساطة التي قادتها دولة الكويت.

ويتطلع مراقبون إلى التعرف على كيفية تعاطي إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي، مع اتفاق المصالحة العربية مع قطر الذي دشنه سلفه “ترامب” في نهاية ولايته الرئاسية.

اتفاق العلا والمصلحة الأمريكية

ومن جانبه، يقول الخبير المتخصص في الشؤون الأمريكية، الدكتور عمر عبد العاطي، لـ“الموقع”، إن اتفاق العلا كان في مصلحة الولايات المتحدة.

وأوضح أن إدارة “ترامب” في 2017، كانت وراء هذا الخلاف، حتى اتضح لها بعد فترة معينة أن هذا الخلاف يؤثر على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أنها تربطها قواعد ومصالح مع دولة قطر، وبالنسبة لها هي حليف مهم واستراتيجي لا يختلف عن بقية الحلفاء الخليجيين.

وتابع: لذا تدخلت واشنطن في حل الخلاف ما بين الدول الخليجية وقطر حفاظا على مصالح الولايات المتحدة.

حلف قوي في مواجهة إيران

وقال “عبد العاطي، إن الولايات المتحدة تريد حلف عربي قوي متماسك في مواجهة إيران.

وبين أن الخلاف الخليجي الإيراني، جعل قطر، خلال فترة المقاطعة، تكون في صف تركيا وإيران، وكانت الدوحة تدفع لمرور طيرانها من الأجواء الإيرانية، بدلا من  الأجواء “السعودية والإمارات والبحرين”، مقابل مادي كبير جدا.

وأضاف: هذا كان ضد السياسة الأمريكية بفرض القيود الكبيرة على إيران في ظل إطار استراتيجية “الضغوط القصوى”.

مصير المصالحة مع قطر في عهد “بايدن”

وقال الدكتور”عبد العاطي”، مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، لـ“الموقع”، إن من مصلحة “بايدن” استمرار هذه المصالحة،  من منطلق أن واشنطن لا تريد أن تكون هناك خلافات قوية بين حلفائها وخصوصا في منطقة الخليج، حيث توجد القواعد العسكرية والقوات الأمريكية، في وقت تريد واشنطن تشكيل تحالف خليجي عربي قوي موازن للوجود الإيراني الذي يسعى لتشتيت وعدم استقرار الشرق الاوسط.

وأكد أن الولايات المتحدة في إدارة “بايدن” سوف تسعى للحفاظ على هذه المصالحة، وأعتقد أنه لن تكون هناك أزمة مرة ثانية بهذه القوة لأنه الولايات المتحدة لم تدعمها كما فعل “ترامب” من قبل.

ورأى أن ما  فاقم الأزمة في 2017، أنه كان هناك دعم من جانب إدارة “ترامب”.

وقال إن المبادئ والأسس التقليدية التي تحكم السياسة الخارجية الأمريكية تحرص ألا توجد خلافات وعداوات بين حلفاءها، لأن ذلك ينعكس بالتأثير على الأمن والاستقرار الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى