هل تعطي اتفاقية الدفاع العربي المشترك مصر حق التدخل العسكري في الصومال؟

أستاذ قانون دولي: يتم تفعيل الاتفاقية عندما تطلب الدولة المعتدى عليها التدخل من مجلس الدفاع العربي

مصر سبق وفعلتها في أحداث غزو العراق للكويت وأرسلت قوات عسكرية للخليج

تقرير: محمود السوهاجي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، يوم الأحد الماضي، أن مصر لن تسمح بأي تهديد لأمن دولة الصومال، وذلك بعد أن أعلنت إثيوبيا أنها تبحث فكرة الاعتراف باستقلال منطقة “أرض الصومال” الانفصالية.

وأكد السيسي أن الصومال دولة عضو في جامعة الدول العربية، وأنها تتمتع بحق الدفاع المشترك عن نفسها وفقًا لميثاق الجامعة. وقال الرئيس السيسي إن مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو المساس بأمنها، وإنها مستعدة للتدخل لحماية أمن الصومال واستقراره.

وأضاف السيسي أن إثيوبيا تحاول «القفز على أرض من الأراضي» من أجل السيطرة عليها، وهو أمر لن يسمح به أبدا.

وتأتي تصريحات رئيس مصر في إطار التوترات المتزايدة بين الصومال وإثيوبيا، بعد أن وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع “أرض الصومال” تمنح بموجبها إثيوبيا حق استخدام واجهة بحرية بطول 20 كيلومترًا من أراضي “أرض الصومال” مدة 50 عامًا. ورفضت الحكومة الصومالية هذه الاتفاقية، واعتبرتها انتهاكًا لسيادتها.

ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومصر وتركيا الدولة الإثيوبية إلى احترام سيادة الصومال.

نرشح لك : لقب بـ«الجزار» ومحاكمته اليوم.. من هو عبدالله السنوسي الرجل الثاني بعد القذافي؟

وتعد تصريحات السيسي الأقوى حتى الآن من جانب الدول العربية بشأن هذه الأزمة، وقد أعادت تصريحاته اتفاقية الدفاع العربي المشترك إلى الواجهة.

استخدام الذود عن الصومال:

وفقًا لبنود اتفاقية الدفاع العربي المشترك، يمكن لمصر استخدامها للذود عن الصومال في حالة تعرضها لأي عدوان مسلح.

ويتم تفعيل آلية الدفاع العربي المشترك في هذه الحالات من خلال الخطوات التالية:

١-طلب الدولة العربية المعتدى عليها، في هذه الحالة الصومال، المساعدة من مجلس الدفاع العربي المشترك.
٢-موافقة مجلس الدفاع العربي المشترك على طلب الدولة المعتدى عليها.

٣-اتخاذ الدول الأعضاء بالجامعة العربية “الإجراءات التنفيذية” لتفعيل القرار، ويتضمن ذلك “إرسال قوات ومساعدات عسكرية”.

إجراءات فعلية:

وبناءً على هذه الخطوات، يمكن لمصر أن تفعل ما يلي للذود عن الصومال« تقديم الدعم الدبلوماسي والإعلامي للصومال، وذلك من خلال إدانة العدوان الذي تعرضت له، والتأكيد على حقها في الدفاع عن نفسها، وتقديم المساعدة العسكرية والأمنية للصومال، وذلك من خلال إرسال قوات عسكرية أو مساعدات عسكرية أخرى.

أمثلة على كيفية استخدام الاتفاقية:

وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام مصر لاتفاقية الدفاع العربي المشترك للذود عن الدول العربية الأخرى:«شاركت مصر في عملية عاصفة الصحراء التي أدت لتحرير الكويت، وذلك في فبراير 1991، وأرسلت أكبر عدد من القوات بما يناهز 34 ألف مقاتل، تحت مسمى “عروبة 90″، كما شاركت سوريا، في قوات التحالف الدولي لتحرير الكويت، وأرسلت 21 ألف مقاتل، بناء على اتفاقية الدفاع العربي المشترك».

وعلى الرغم من أن الاتفاقية نصت على تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة دائمة، لكن لم يتم تفعيل هذه الآلية منذ عام 1950، ويرجع ذلك لوجود اختلافات سياسية واستراتيجية وأيدلوجية كثيرة بين الدول العربية الأعضاء بالاتفاقية حول تشكيل القوة، ومازال ذلك يمثل “عائقا” أمام التنفيذ الكامل للاتفاقية.

هل يجوز تدخل مصر في حالة العدوان:

ولكن، في حالة حدوث عدوان مسلح على الصومال، فمن المحتمل أن تتدخل مصر لدعم الصومال، وذلك وفقًا لبنود اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

ومن جانبه، قال خبير القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة، إن آلية الدفاع العربي المشترك يتم تفعيلها عندما تطلب الدولة العربية المعتدى عليها ذلك من مجلس الدفاع العربي المشترك، ويوافق المجلس على طلبها. ثم تتخذ الدول الأعضاء بالجامعة العربية الإجراءات التنفيذية لتفعيل القرار، والتي قد تشمل إرسال قوات ومساعدات عسكرية.

وأوضح سلامة أن الغرض من تقديم المساعدة العسكرية من جانب الدول العربية الأعضاء هو حماية الدولة المعتدى عليها من العدوان، وتحقيق أمن واستقرار الدولة العضو وكذلك المنطقة.

وأشار إلى أن بعض القوات المسلحة العربية قد شاركت بالفعل في عمليات عسكرية وفق بنود الاتفاقية، مثل مصر التي شاركت في عملية عاصفة الصحراء التي أدت لتحرير الكويت في عام 1991، وأرسلت أكبر عدد من القوات بما يناهز 34 ألف مقاتل.

وذكر سلامة أن الاتفاقية نصت على تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة دائمة، لكن لم يتم تفعيل هذه الآلية منذ عام 1950.