الموقعخارجي

هل تتجه أزمة صربيا وكسوفو إلى نزاع عسكري؟ د. طارق فهمي يجيب لـ«الموقع»

كتبت- رقية وائل:

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إن أزمة صربيا و كسوفو تتجدد بشكل دوري؛ لأن هناك خلافات تاريخية تحكم إدارة هذه الأزمة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الموقع»: أن هذه الأزمة كامنة، فهي لم تسبب حاليا أي صراعات أو توترات، ولكنها مرتبطة بأبعاد عرقية.

وتابع الدكتور طارق فهمي، قائلا: إن المشكلة بالأزمة الجديدة أن المحتكين بصربيا، وهناك مدينة تسمى ميتروفيتسا منقسمه عرقيًا وتقع في شمال كسوفو بها مشاكل تتكرر من وقت لآخر.

وأوضح «فهمي»، أن هذه المشكلة قد تتحول لأزمة عسكرية، بالإضافه إلى أن جيش صربيا في حالة استعداد كبير، وسط وجود توقع أوروبي بحدوث “خيار عسكري” في التعامل مع الأزمة، مؤكدًا أن الأزمة كامنة في تداخل الأعراق.

واستكمل حديثه قائلا “هل وارد أن الأزمة قد تتصاعد بأوروبا وتتحول لأزمة عسكرية؟ نعم هو شيء وارد حدوثه وممكن يحصل إذا تدخل حلف الأطلنطي وإذا قام أحد الطرفين بالتصعيد العسكري”.

واختتم حديثه قائلا: “يجب علينا الانتظار.. فالنزاع المسلح شيء من الممكن حدوثه لكن ليس بصورة كبيرة”.

ويتوقع مراقبون أن تتصاعد التوترات في شمالي كوسوفو، فبينما دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التهدئة، أعلنت موسكو عن دعمها لصربيا في هذا النزاع، عقب زيارة الرئيس الصربي للحدود رفقة رئيس أركان الجيش.

ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى “نزع فتيل التوتر” في شمال كوسوفو الذي يشهد توترات على الحدود مع صربيا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ومتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الأربعاء: “ندعو الجميع إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس واتخاذ إجراءات فورية من أجل نزع فتيل التوتر من دون شروط”.

كما أعربت الحكومة الألمانية عن “قلقها البالغ”  حيال التوترات الجديدة في شمالي كوسوفو.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن برلين تنتظر طريقة تعامل بناءة من جانب صربيا وأنها قامت بالإبلاغ عن رغبتها هذه، وصرح بأن “الخطاب القومي بالتحديد على غرار ما سمعناه من صربيا في الأسابيع الماضية، غير مقبول تماما”.

وأضاف المتحدث أن زيادة الوجود العسكري بالقرب من الحدود الصربية مع كوسوفو  يمثل إشارة خاطئة تماما.

بالمقابل أعلن الكرملين أن روسيا “تدعم” ما تقوم به صربيا بهدف وضع حد للتوترات في كوسوفو.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: “لدينا علاقات وثيقة جدا كحليفين، (علاقات) تاريخية وروحية مع صربيا”، موضحا أن موسكو تتابع “بانتباه شديد ما يحصل (في كوسوفو) وكيفية ضمان حقوق الصرب” في كوسوفو.

وأضاف “وبالتأكيد، ندعم بلجراد في الخطوات التي تتخذها”. واعتبر بيسكوف أن “من الطبيعي أن تدافع صربيا عن حقوق الصرب الذي يعيشون في الجوار وسط ظروف بالغة الصعوبة، وأن ترد في شكل حازم حين يتم انتهاك حقوقها”.

يأتي هذا بعدما تفقد الرئيس الصربي أليكسندر فوتشيتش ثكنات عسكرية في بلدة راسكا بالقرب من الحدود مع كوسوفو، فيما تزداد التوترات بين الجانبين.

ونشر فوتشيتش في صفحته على إنستجرام، مساء الثلاثاء، صورة تظهره هو ورئيس هيئة الأركان الصربي ميلان مويسيلوفيتش. ووجه الشكر لكل أعضاء قوات الأمن وكتب أنهم سوف يبذلون قصارى جهدهم لحماية الصرب في كوسوفو.

كما أعلن وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش مساء الاثنين أن الجيش الصربي في حالة تأهب قصوى بعد التوترات الأخيرة في كوسوفو.

تجدد الأزمة بين صربيا وكوسوفو

وكان مسلحون صرب أقاموا متاريس في شمال كوسوفو الذي تقطنه أغلبية صربية وذلك قبل نحو ثلاثة أسابيع، وقد أغلقت هذه الحواجز بالدرجة الأولى الطرق المؤدية إلى المعابر الحدودية مع صربيا.

وأقدم المسلحون الصرب على هذه الخطوة احتجاجا على إلقاء القبض على ضابط سابق، صربي العرقية، بشرطة كوسو تتهمه السلطات في كوسوفو، بالاعتداء على مسؤولين باللجنة الانتخابية للبلاد.

ويحظى المسلحون الصرب بالدعم من بلجراد وبعضهم يتلقى منها التعليمات أيضا، وتشجع بلجراد 120 ألف صربي يقيمون في كوسوفو على تحدي السلطات المحلية.

تجدر الإشارة إلى أن كوسوفو التي يقطنها غالبية من الألبان كانت تعد جزءا من صربيا في السابق، وذلك  قبل أن تستقل عنها في عام 2008.

وترفض صربيا انفصال كوسوفو وتدعي أحقيتها بالسيادة على إقليم كوسوفو. وتضمن قوات “كفور” التي يقودها حلف شمال الأطلسي “ناتو”  الأمن في كل أنحاء كوسوفو منذ عام 1999.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى