الموقعخارجي

هبة القدسي لـ “الموقع”: اتصالات “السيسي” و “بايدن” تبشر بإعادة دفء العلاقات المصرية الأمريكية

كتب – أحمد إسماعيل علي

قالت هبة القدسي، مديرة مكتب  جريدة الشرق الأوسط في واشنطن، إن مؤشرات إيجابية، بدت من نتائج زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة، ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمسؤولين المصريين في أعقاب محادثاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.

بداية علاقة وثيقة بين بايدن والسيسي

وأضافت، في تصريحات لـ“الموقع“: في لقاءه الذي امتد لساعتين، مع الرئيسي السيسي وسامح شكري واللواء عباس كامل، وصف بلينكن مصر بأنها “شريك حقيقي وفعال” ساعدت في إنهاء حرب غزة وساعدت في “بناء شيء إيجابي”.

وتابعت: “جاءت الزيارة بعد مشاورات ومحادثات هاتفية مكثفة بين مسؤولي البيت الأبيض والمسؤولين المصرية وعقب مكالمتين هاتفتين خلال الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أشاد فيها بايدن بالجهود المصرية وناقش في المكالمة الثانية قضايا إقليمية تتعلق بالنزاع المصري مع اثيوبيا حول سد النهضة، وأيضا الوضع في ليبيا والعراق وقضايا حقوق الإنسان.

واعتبرت أن كل تلك التحركات تشير إلى بداية علاقة أوثق بين البلدين بعد بداية أكثر برودة، عندما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن حقوق الإنسان في مصر.

ونوهت بما أشار إليه بيان الرئاسية المصرية في أعقاب المحادثات، إلى أن السيسي وبلينكن، شددا على ضرورة استئناف الحوار الفلسطيني الإسرائيلي المباشر وتعزيز التنسيق وتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة، وبحثا الدور الأمريكي لحل النزاع في ملف سد النهضة، وشددا على ضرورة خروج المليشيات المسلحة من ليبيا. وجدد بلينكن إلتزام واشنطن ببذل الجهود للتوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكل الدول الأطراف في محادثات السد الإثيوبي.

في الوقت نفسه، قالت: لكن هناك أسئلة ملحة في مدي التزام الإدارة الأمريكية التي تحاول تجنب اشتعال الحرب في الأراضي الفلسطينية مرة أخرى بعد ما واجهه بايدن من انتقادات لتصريحاته المساندة لإسرائيل دون إدانة ودون الإقرار بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم،.

وأضافت هبة القدسي: “هناك أسئلة أخرى في مدى إمكانية إعادة دفء العلاقات بين بايدن والرئيسي السيسي وهل تخطط واشنطن لدعوته إلى البيت الأبيض خلال الشهور المقبلة”.

دور واشنطن لحل أزمة سد النهضة

كما أشارت إلى أن هناك أيضا نقاط مثارة بشدة حول الدور الذي تريد واشنطن القيام به في معالجة النزاع حول سد النهضة الإثيوبي، بعد أن أعلنت تعيين جيفري فلتمان مبعوثا لأفريقيا واقتصرت تصريحات فلتمان ومسؤولي الخارجية الأمريكية على انتقاد إثيوبيا في انتهاكات تتعلق بإقليم تيجراي دون ملامح واضحة لموقف الإدارة من مشكلة سد النهضة.

استغلال الجهود المصرية 

وقالت “القدسي”: في الأساس، تحاول الإدارة الأمريكية استغلال نجاح الجهود المصرية في التوصل إلي هدنة وقف إطلاق النار التي انهت حربا استمرت 11 يوما بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحاكمة في قطاع غزة.

وأضافت: وضع بلينكن أهدافاً محددة وقصيرة المدى لهذه الرحلة وهي المساعدة في إعادة بناء وتخفيف التوترات في القدس المتنازع عليها والتي ساعدت على تأجيج الحرب، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط فورية لمتابعة غزة محادثات السلام بين الجانبين.

تفضيلات إدارة بايدن

ورأت الإعلامية هبة القدسي، أن إدارة بايدن تفضل التركيز على أولويات السياسة الخارجية في مواجهة روسيا والصين وإيران. ولم تبدي الإدارة الأمريكية شهية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع المستمر منذ عقود، على الرغم من أن بلينكن أعرب عن أمله في خلق “بيئة أفضل” قد تؤدي إلى مفاوضات

وقالت: تستهدف زيارة بلينكن بشكل مباشر ضمان إبقاء أي مساعدة لإعادة اعمار غزة والمساعدات الدولية للفلسطينيين، بعيدة عن أيدي حماس، التي تعارض حق إسرائيل في الوجود والتي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة جماعة إرهابية، كما تستهدف زيارة بلينكن أيضا  تعزيز نفوذ السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.

سفير القاهرة في واشنطن

ولفتت إلى مطالبة السفير المصري لدي الولايات المتحدة معتز زهران، الولايات المتحدة باتخاذ خطوات جادة، مشيرا في مقاله على موقع سي ان ان يوم الثلاثاء، وقال ان مصر ترفض ترك القضية الفلسطينية تنحسر في الأولويات الدولية -كما حدث في الماضي-حتى تندلع ازمة اخري تفرض على المجتمع الدولي معالجتها، مطالبا بالعمل لحل دائم. واكد ان مصر على استعدادا للقيام بالمساعدة في التفاوض على سلام دائم للصراع الأساسي في الشرق الأوسط، والعمل مع الولايات المتحدة لاستئناف هذه العملية على الفور.

وقالت مديرة مكتب الشرق الأوسط في واشنطن: “اقترح السفير المصري أن تنخرط كلا من مصر والولايات المتحدة التوسط في حوار نزيه ومفتوح مع إسرائيل حول خطوات ملموسة يجب أن تتخذها للعمل نحو السلام، مثل الامتناع عن اتخاذ أي خطوات أخرى تضر برفاهية السكان ومكانة مدينة القدس التي احتلتها إسرائيل منذ حرب 1967. وفي المقابل تعمل القاهرة وواشنطن على إقناع الفلسطينيين بالحاجة إلى العمل من أجل السلام، ووقف الهجمات المسلحة والعمليات العسكرية التي لا تخدم الطريق نحو السلام، بل تعيق الهدف النهائي لحل الدولتين، واحتواء الفصائل التي ترفض جهود السلام وتسعى إلى زعزعة الاستقرار (مهما كان اسمها أو انتماءاتها) عن طريق تقويض شبكتها الدولية للدعم والتمويل”.

المصالح المشتركة

وأضافت:  “هناك مصالح مشتركة تشكل ركيزة اساسية لعلاقات جيدة بين مصر والولايات المتحدة، فالأوساط السياسية الأمريكية لديها قناعة راسخة بأهمية دور مصر التي تعد قوة إقليمية ذات موقع استراتيجي، وتتمتع بنفوذ دبلوماسي وأمني واقتصادي وثقافي كبير في الشرق الأوسط، وهي البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم الناطق بالعربية”.

وتابعت:”كما تشترك مصر في الحدود مع إسرائيل وليبيا والسودان وقطاع غزة. وكل ذلك يشكل ثقلا لمصر داخل الدوائر السياسية الأمريكية إضافة إلي الاهتمام باتفاق السلام الذي تم التوصل إليه عام 1979 بوساطة أمريكية بين مصر وإسرائيل والذي يعد أحد المصادر الرئيسية للاستقرار في المنطقة المضطربة. وتتمتع أيضا المؤسسة العسكرية المصرية بعلاقات جيدة مع القادة العسكريين في البنتاغون الأميركي وزيارات متبادلة وتدريبات مشتركة بين الجانبين”.

كما قالت: “تسيطر مصر أيضًا على قناة السويس، وهي واحدة من أهم الممرات البحرية وطرق التجارة في العالم، والتي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وما وراءه. القناة تحمل أكثر من 10 في المئة من التجارة العالمية. كما توفر القاهرة لسفن البحرية الأمريكية وصولًا سريعًا عبر قناة السويس وهو امتياز أثبت قيمته عندما اندفعت مجموعة يو إس إس أبراهام لينكولن كاريير سترايك نحو بحر العرب في مايو 2019 خلال فترة التوترات المتزايدة مع إيران”.

وأكدت هبة القدسي، لـ”الموقع”، أنه لهذه الأسباب وغيرها، فإن الحفاظ على شراكة أمنية وثيقة مع مصر يدعم مصالح الأمن القومي الأمريكي، مشيرة إلى أن أي إضعاف في العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر سيكون مصدر قلق خطير للأمريكيين والإسرائيليين -وكذلك نعمة محتملة لروسيا والصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى