أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن 365يوما ضاعت من عمر مصر

أنهي الشعب المصري حكم محمد مرسي بعد عام وثلاثه أيام فقط قضاها في الحكم ، إرتكب خلالها أخطاء فادحه أنهت العلاقه بينه و بين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعه من عمر مصر التي كانت البلاد فيها احوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو الاستقرار.

فعلي صعيد السياسه الخارجيه .. فشلت الزيارات المتعدده التي قام بها مرسي شرقا وغربا في فتح افاق التعاون البناء بين مصر ودول عديده في العالم وبات واضحا ان علاقات مصر الخارجيه تقزمت في دول بعينها تدعم حكم الاخوان في مصر مثل قطر وتركيا فضلا عن الولايات المتحده الامريكيه وبالتالي اسرائيل في المقابل تراجعت علاقات مصر بدول محوريه عديده خاصه في العالم العربي . فشل الحكم في استخدام تكنولوجيا متطوره او خبرات لقطاعات الانتاج تعين الدوله على الخروج من كبوتها وتصحيح مسارها الاقتصاديه ، بل على العكس اصطحب مرسي معه في زياراته الخارجيه رجال اعمال قاموا بعده صفقات تجاريه استنزفت جزء من الاحتياطي النقدي للبلاد.

ومياه النيل التي عولجت معالجه سلبيه للغايه لمباشره اثيوبيا بناء سد النهضه.. كشفت عن الافتقاد لأسس التعاطي مع الازمات الممتده منها او الناشئه ،فضلا عن سوء اداره الحوار مع القوى السياسيه وبثه على الهواء بما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الاثيوبي وإجهاض أسس الحوار السياسي معه، كما ان الاستمرار في الخطي السياسيه المتقاعسه عن تفعيل التعاون البناء في المجالات المختلفه مع دول حوض النيل بما يدعم سبل الحوار السياسي معها حول الازمات المختلفه .

أما عن العلاقه بين أبناء الوطن الواحد .. فرسخ حكم مرسي على مدار عام حاله من الاستقطاب الحاد وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الاسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون ان يقدم دليلا واحدا على هذا المشروع وبين مناهض له يوصف في اغلب الاحيان ب (العلماني) وبدلا من ان يتفرغ الشعب للعمل والإنتاج ، إتجه إلي التناحر والعراك بين التأييد والرفض .

عمل حكم مرسي وبسرعه كبيره على ترسيخ الأخونه ونشر هذا الفكر رغم تنامي الشعور المعادي من يوم لاخر ..كثيرا ما تحدث حكم مرسي عن أمر وفعل نقيضه في الحال وابرز مثال على ذلك الحديث على حمايه الاقباط واستهداف دور عبادتهم في ذات الوقت ، كما شهدت مصر خلال هذا العام اعمال فوضويه وهمجيه غير مسبوقه بعضها كان بتحريض من الرئيس وجماعته حادث قتل الشيعه بالجيزه . كما قام النظام الحاكم بافتعال الازمات الراميه إلى تشتيت جهود الامن والحد من اكتمال البناء الامني وكان ابرز المشاهد احياء ذكرى احداث محمد محمود و استاد بورسعيد واحداث قلاقل امنيه من آن لاخر بالعديد من المحافظات خاصه بورسعيد والسويس ، بالاضافه الى اصدار العديد من القرارات والاعلانات الدستوريه التي تسببت في زياده الضغط الشعبي على الجهاز الامني بالخروج في مظاهرات عارما الى الاتحاديه والتحرير فشهدت مصر اول حاله سحل مواطن على مرأي العالم اجمع ، بالاضافه الى قرارات الرئيس بالافراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف استوطنوا سيناء وسعوا الى تكوين اماره اسلاميه متطرفه تستمد العون من انفاق التهريب مع قطاع غزه التي حظيت بكل الدعم والحمايه من رئيس الدوله ذاته نفذت هذه الجماعات فعلا خسيسا بالاجهاز على 16 شهيد من الامن وقت الافطار في رمضان وبعد اشهر تم اختطاف 7 جنود قبل ان يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الارهابيين، وتدخلت جماعه الرئيس الارهابيه للإفراج عن الجنود، فضلا عما تكشف بعد اقصاء هذا الرئيس من كون هذه الجماعات الارهابيه السند لجماعه الاخوان في حربها الارهابيه ضد الدوله ، كما سعى عدد من اعضاء جماعه الرئيس للاحتكاك اللفظي بالمؤسسه العسكريه وقادتها ومحاوله النيل من هذه المؤسسه التي تحظى بكل الحب والتقدير من الشعب كافه عبر اشاعه الاقاويل حول وحدتها وتماسكها.

وبالنسبه للقضاء والحريات العامه .. تم إفتعال أزمات متتاليه مع القضاء بدءا من اقصاء النائب العام الى محاصره المحكمه الدستوريه العليا من قبل انصار الرئيس في محاوله تحجيم دورها في دستور ديسمبر 2012 فى اصدار اعلانات دستوريه وقرارات تمس بالسلب القضاء والحريات العامه و مؤسسات الدوله، تسببت في اثاره غضب الرأي العام الذي عبر عن ضيقه باحراق مقار لحزب الرئيس، فعاد الرئيس عن بعض اعلاناته وقراراته ومضى في اخرى مما تسبب في زياده الحقن الشعبي عليه وعلى جماعته ..استمرت الازمات بين القضاء والرئاسه حيث قضت محكمه القضاء الاداري بوقف تنفيذ قرار تنظيم الانتخابات البرلمانيه ، فكان أن رفعت جماعه الاخوان شعار تطهير القضاء والعمل على سن تشريع يقضي بتخفيض سن التقاعد للقضاه ليقصي عده الاف منهم ليحل بدلا منهم انصار الحكم . وكانت الضربه الاخيره التي سددها القضاء للرئيس المقصي هي الاشاره اليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله في واقعه اقتحام سجن وادي النطرون.

اما عن الامن الغذائي والخدمي استمرت الازمات الغذائيه و الارتفاع المتواصل في اسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي يسعى لوقف جشع التجار رقم سعي الحكم الى تحسين منظومه توزيع الخبز وعبوات البوتاجاز فتكرر وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار بما اثر على الحركه الحياتيه للمواطن وإنعكس ذلك علي الانقطاع المتكرر للكهرباء ، كما اتجه الحكم لاستخدام المنظومه التموينيه لخدمه اغراض الانتخابيه ومحاوله كسب شعبيه عبر التلاعب بالحصص التموينيه . تعهد مرسي في بدايه حكمه علي حل مشكله المواصلات ضمن خمس مشاكل تعهد بحلها خلال المائه يوم الاولى من حكمه، ولكن ما حدث هو استفحال مشكله المواصلات خلال العام الذى شهد كوارث يوميه للطرق ابرزها حادث مصرع 50 طفلا على مزلقان باسيوط، بالاضافه إلي ان هذا العام لم يشهد اي تشيد للطرق الجديده او اصلاح للطرق القائمه فضلا عن تراجع اداء مرفق السكك الحديدية.

أما عن الاقتصاد والمال .. فكان الهدف الاساسي لحكم مرسي الاقتراض من الخارج سواء من قبل دول سايرت مشروع قدوم الاخوان للحكم مثل قطر وتركيا او من خلال السعي للسير فى ركب التوجهات الغربيه عبر إيلاء قرض صندوق النقد الدولي الاهميه باعتباره شهاده حسن اداء الاقتصاد و مع تراجع الناتج القومي جراء عدم الاستقرار السياسي والامني ارتفع حجم العجز بالموازنه ومن ثم ارتفاع حجم الدين والمحلي الذي شكلت خدمه الدين بسببه عنصرا ضاغطا إضافيا على الموازنه .فضلا عن استهلاك رصيد الاحتياطى من النقد الاجنبي وارتفاع قيمه الدين الخارجي بنسبه 30 % . ارتبك الحكم في مواجهه كافه المشكلات الاقتصاديه، فإرتفع عدد المصانع المتعثره وإزداد معدل البطاله بين فئات قطاعات التشغيل كافه و تراجعت معدلات السياحه الى مستوى متدني وجاءت المعالجه السلبيه لسعر صرف الجنيه لتزيد من الضغوط الحياتيه على المواطنين .وفشل الحكم في تحديد معدل نموه خلال عام الحكم يمكن الاسترشاد به محليا ودوليا ، كما اثرت الاوضاع السياسيه والامنيه غير المستقره بشكل كبير علي تخفيض قيمه الجنيه على التعامل داخل البورصه المصريه فزادت خسائر حائزي الاوراق الماليه وهرب اغلب المستثمرين الاجانب وانخفض تصنيف مصر الائتماني لعده مرات.. الامر الذي عكس خشيه المستثمرين على استثماراتهم في مصر.

وأخيرا الثقافه والفنون والاداب .. فكان هناك اتجاه واضح نحو تغيير هويه مصر الثقافيه والعمل على ارتدادها لحساب توجهات رجعيه متخلفه بدءا من منع عروض الباليه بدار الاوبرا الى اقصاء قيادات الثقافه والفنون والاداب مقابل احلال قيادات تدين بالولاء للجماعه الدائمه للحكم . كما ان الحكم ناصب العداء للإعلام لدوره السريع في كشف المسالب أمام الراي العام، وبات الاعلام الذي لعب دورا جوهريا في تعريف المرشح الرئاسي محمد مرسي وجماعته للرأي العام المحلي هدفا مباشرا لتحجيمه بل واقصاء رموزه، بالاضافه الى السعي بكل قوه لاخونه مؤسسات الدوله الصحفيه والاعلاميه في محاوله واضحه لتأسيس الفكر الاخواني من جهه والحد من تاثير الاعلام المضاد من جهه ثانيه.

حمد لله علي نعمه الهدي للقيام بثوره 30 يونيو ، وشكرا لشعب مصر وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتخليص مصر من هذا الكابوس المخيف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى