تعتبر طموحات أردوغان السلطويه علي الصعيد الداخلي والتوسعيه علي الصعيدين الإقليمي والدولي من الأمور البارزه في سياسته الداخليه والخارجية، والتي إتفق عليها كافه المحللين ، واصفين تلك الطموحات والتحركات بحلم أردوغان لإستعاده مكانه الامبراطوريه العثمانيه. وإن كان امتلاك السلاح النووي سيعزز ذلك ، فمن المنطقي أن يأخذ الأمر بعين الإعتبار ، ويعبر عن هذه النيه فعليا في العديد من المناسبات بإشاره مباشره أو غير مباشره .
لا يمكن أن نعول على مدي إلتزام تركيا بالمواثيق والأعراف الدوليه ، فقد إعتاد أردوغان علي أن يضرب بها عرض الحائط في مختلف الملفات كغاز شرق المتوسط والتدخل العسكري في العديد من دول المنطقة، والتعاون مع التنظيمات الارهابيه .. والأهم هو عدم إتخاذ المجتمع الدولي والقوي الكبري ايه مواقف حاسمة إزاء تلك الممارسات ، وهو ماقد يشجع أردوغان للمضي قدما نحو إمتلاك السلاح النووي.
وعلي الرغم من ذلك ..فمن الصعب أن تمنح القوي الكبرى تركيا الضوء الأخضر لامتلاك السلاح النووي ، خاصه أنها دولة لا يمكن الوثوق بها سواء أمن المنظور الأمريكي أم الأوروبي أم الروسي ، بالإضافه إلي الصعوبه التي تواجه تركيا في القيام بتلك الخطوه لما تتضمنه من تحديات داخليه و خارجيه ستقع علي عاتق النظام التركي قد تهدد بقاءه ، خاصه ما يتعلق بتعميق العداء في مواجهه الغرب مما يؤدي إلي توتر العلاقه التي قد تصل إلي خروج تركيا من حلف الناتو ، وهو مالا يستطيع أردوغان تحمله ، حيث أنه يؤكد دوما أن مستقبل تركيا مع الغرب .
بالإضافة أن تلك الخطوه إن حدثت ستدفع القوي الإقليميه نحو تحالفات عسكريه وسباق التسلح ، بما فيها إمتلاك التكنولوجيا النوويه ، بهدف ضبط ميزان القوي مع إيران وإسرائيل وتركيا ، وقد يفتح التوسع في إمتلاك الأسلحه النوويه الباب لتواجد القوي الدوليه في الشرق الأوسط بشكل مباشر أو بالوكاله ، بما يزيد من حاله عدم الاستقرار في المنطقه ويهدد الهيمنه التي يسعي إليها أردوغان .
وفي ظل الأوضاع الداخليه المترديه في تركيا ، فإن تلك الخطوه ستعمق تلك التحديات الداخليه ، لما سيصاحبها من المزيد من العقوبات والضغوط الخارجيه، قد لا يتمكن الإقتصاد التركي من تحملها ، وقد يفقد أردوغان مزيد من الدعم الداخلي ، خاصه إذا ما إستشعر المواطن التركي – العادي حجم الأضرار التي تقع علي عاتقه جراء سياسات أردوغان الصداميه ، في ظل إقتصاد غير قادر علي تأمين تلك الخطوه .
فإن كان أردوغان يحلم بإمتلاك السلاح النووي ، فمن المؤكد أنها أضغاث أحلام ….فلن يمتلكها مهما فعل ومهما تحالف لأنه خطر علي نفسه قبل أن يكون علي غيره .
