الموقعتحقيقات وتقارير

موضة التطبيقات الحديثة..«جنون الـ club house» ينافس فيسبوك وتويتر ومواقع التواصل

>>«محسن»: دردشة صوتية تعرض مستخدميها لمخاطر أمنية

>> التطبيق عبارة عن بودكاست تفاعلي أو مكالمة جماعية

>> يمكن لأي فرد انتحال شخصية أي شخص واستغلال الآخرين

>>«الشرقاوي»: سبب إقبال البعض على هذه التطبيقات هو الهروب من الواقع

>> بعض الدول العربية منعت بعض التطبيقات بسبب احتوائها على قيم وثقافات سلبية

>> غرف كلوب هاوس أنسب لمن يحبون النقاش الصوتي والتفكير بصوت مرتفع

>> مستخدمة: أصبحت مدمنة للتطبيق.. وآخر: يقضي على الوحدة

تحقيق – آلاء شيحة

تقاليع عالم التطبيقات لا تتوقف، وهوسه يبدأ ولا ينتهي، وعالم الإنترنت كل يوم في جديد، ولذا تجد إقبالا كبيرا من فئات عمرية مختلفة، بل والخطير أن البغض أصبحت حياته قائمة عليها ولا يستطيع العيش من دونها…
ومن هذه التطبيقات تطبيق «club house» كلوب هاوس الذي سحب البساط من منصات التواصل الاجتماعي، إذ أنه يتيح لمستخدميه مشاركة الأفكار وبناء صداقات وذلك ضمن مجموعات للدردشة، ويبدو أن الإقبال عليه بكثرة من رواد التواصل الاجتماعي.. فما هو سر الإقبال على هذا التطبيق؟..

• محادثات حية

يعتمد هذا التطبيق على الصوت إذ يجمع بين المحادثات الحية والمقابلات الاجتماعية، وتجربة الاستماع «البودكاست»، وهذا ما يجعله مختلفاً عن تجربة الفيس بوك والماسنجر والسناب شات، إذ يمكن للمستخدم تحديد المواضيع الذي تهمه إذا كانت سياسية اجتماعية ترفيهية وغيرها، فكلما قدمت معلومات عن اهتماماتك كلما زادت الغرف الافتراضية التي ينصحك بها التطبيق لمتابعتها.

وتشبه تلك الغرف الافتراضية الاجتماعات المغلقة أو الندوات المفتوحة، ويمكنك إنشاء غرفتك الخاصة، أو الانضمام إلى حوار عام والاستماع إليه مباشرة، ويمكن عرض رأيك برفع اليد ويسمح المشرفون لك بالحديث، أو أن يقدموك كمتحدث رسمي…
ولاستخدام هذا التطبيق لابد من الحصول على دعوة من عضو داخل التطبيق أو التسجيل عبر الموقع وانتظار الدور، إذ أنه وإلى الآن هذا التطبيق ليس متاحا للعموم؛ على الرغم من ذلك فإن خاصية الدعوات المسبقة ساهمت في زيادة شعبية هذا التطبيق إذ يزداد عدد مستخدميه منذ ظهوره.

• مدمنة club house

ورصد «الموقع»، أراء عددا من مستخدمي تطبيق كلوب هاوس club house، وسألناهم عن التطبيق وهل وهواية، أم له أغراض أخرى ومدى الاستفادة التي يحصلون عليها؟

فقال أحد مستخدميه من خلال تجربته، إن التطبيق مضيعة للوقت في بعض الأحيان، حيث يشترط حضور المناقشات والتفاعل المباشر في الوقت المحدد لها، على عكس فيسبوك الذي يتيح لمستخدميه التعليق والمشاركة في الوقت الذي يختاره المستخدم ويحدده بنفسه.

وفي اعتراف صريح من إحدى مستخدميه قالت: اكتشفت أنني أصبحت مدمنة على التطبيق «زي ما يكون في حب بينا»، وأقضي ساعات طويلة فيه، لكن بصراحة تبين أن ذلك لن يفيد على المدى البعيد، لأننا في النهاية نستمع إلى التجارب المختلفة التي ليست بالضرورة واقعية أو حقيقية.

وأوضحت مستخدمة: «عن نفسي لما بدخل الروم الغرف الصوتية في التطبيق بكون مستمعة فحسب، لن أحب أن أتحدث بين جمع من الناس لاأعرفهم، و بستفاد من الكلام المطروح ولكن دون مشاركة»

أضاف آخر، سمعت عنه كثيرًا لكن لم أكلف نفسي عناء البحث عن تفاصيله بصراحة، لدينا زخم من التطبيقات أصبح يسبب تشتت وتضييع وقت وأصبح من الضروري تقنينها.

أما عن مستخدم آخر تطرق إلى أنه يرغب بتجربته قائلاً: أنا أشعر بالوحدة معظم الوقت وأريد التواصل اللفظي مع الناس لذلك سأحب تجربة هذا التطبيق.

وأيد أحد مستخدم هذا التطبيق فقال: لكل واحد منا طريقة معينة لمشاركة الآخرين تجاربه، شخصياً أفضل مشاركة الآخرين تجاربي من خلال الكتابة، وأيضاً الإطلاع على تجارب الآخرين مكتوبة، بالتأكيد لا أدعي أنها الأفضل لكن الأنسب لي.

واختتم: بينما يفضل آخرون النقاش الصوتي مع آخرين والتفكير بصوت مرتفع فتكون «غرف كلوب هاوس»أنسب لهم.

• مخاطر أمنية

الدكتور محمد محسن مستشار مركز المعلومات والتحول الرقمي، ومحاضر الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية، قال إن كلوب هاوس«Club house»، تطبيق دردشة صوتية يعرض مستخدميه لمخاطر أمنية، فقد اجتاح العالم الافتراضي وجذب الملايين في وقت قصير مُنذ ظهوره لكشف عوالمه وما يحمله من جديد حتى عاد مرة أخرى للانتشار بشكل كبير.

• مكالمة جماعية

أضاف محسن، أن «Club house» هو تطبيق يوفر مساحة للدردشة الصوتية المنسدلة، إذ إنه يمكن للمستخدمين الاستماع إلى إحدى المحادثات أو الانضمام إليها (بإذن من المنظم)، وفي بداية ظهور التطبيق كان لا يتوفر سوى على أجهزة «iPhone» فقط في ذلك الوقت، فبدلًا من المنشورات النصية أو المرئية التي يعتمد عليها محبي وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك وتويتر وإنستجرام، يعتمد «كلوب هاوس» على الصوت فقط، مما يجعله يبدو وكأنه «بودكاست» تفاعلي أو مكالمة جماعية.

وتابع، لا يوجد تطبيق آمن 100%، وهذا التطبيق ينتهك خصوصية المستخدم من خلال الاستخدام الاعتيادي وعدم وضوح سياسة الاستخدام أثناء التسجيل، وأكمل أن إنشاء غرف الدردشة هي ميزة للمستخدم، واستخدامه جيدا للاجتماعات والحديث عن العمل ولطرح الأفكار والآراء أمر ايجابي، لكن عيوبه السيئة هي الخروج في الحديث عن سياق الأدب والأخلاق والقيم والمبادئ، والمحتوى غير مناسب وغير قابل للضبط.

• ايلون ماسك

وأشار محسن، إلى أن من أوائل المعجبين المشهورين لتطبيق «Clubhouse» هو إيلون ماسك مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية «تسلا»، والذي أثارت تغريدته موجة من الاهتمام بالخدمة، ولقد تبعه مارك زوكربيرغ مؤسس ورئيس شركة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وغيرهم من المشاهير الآخرين، مما جعل لمثل هذه التأييدات أثرٌ عظيم للدعاية للتطبيق حيث زاد جمهور مستخدمي التطبيق بسرعة بالغة.

وأوضح أن التطبيق يطلب الوصول إلى قائمة جهات الاتصال لدى مستخدميه، وإذا رفض فلن يتمكن من دعوة أي شخص إلى الشبكة الاجتماعية ولذلك، حتى يتم الاستخدام استخدامًا كاملاً يجب التخلي عن جهات الاتصال، مضيفاً: «تسمح سياسة الخصوصية للمطوّرين بنقل هذه البيانات إلى مجموعة واسعة للغاية من الأطراف الخارجية، بدءًا من المتعاقدين ومرورًا بوكالات التسويق وانتهاءً بوكالات إنفاذ القانون».

وأكد محسن، أن التطبيق لا يوفر وضع التصفح الخفي، لذا فإن كل إجراء يقوم به مستخدميه داخل التطبيق يترك أثرًا، بالإضافة إلى أن واجهة التطبيق ليست مزودة بزر «حذف الحساب»، وحتى يتسنى بدء الإجراء، يجب إرسال طلب مكتوب، مشيراً إلى أن التطبيق يفتقر للتحقق الكامل من صحة الحساب، فلذلك يمكن لأي فرد بكل بساطة انتحال شخصية أي شخص واستغلال الآخرين.

أما عن نصيحتي أحب أن أقدم: لا تنخدعوا بالتطبيقات المزيفة الموجودة على Google Play، ولا تثقوا في تطبيق «Club house» للحفاظ على خصوصية الحديث والأفعال، ولا تشاركوا سوى المعلومات التي تودون نشرها على العام، ويجب قبل تثبيت أي تطبيق جديد التفكير الجيد فيما إذا كنتم بحاجة إليه حقًا أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، التحقق من التطبيقات قبل تثبيتها والتأكد من المطورين، والبيانات التي يريدونها، ومع مَن يمكنهم مشاركتها، وتزويد أجهزتك بأنظمة أمان موثوق به يحظر البرامج الضارة، بما في ذلك التطبيقات المتنكرة مثل «Club house»، لنظام Android.

• الهروب من الواقع

الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس بكلية الآداب عين شمس، قال إن سبب إقبال الأشخاص على مثل هذه التطبيقات يرجع إلى الهروب من الواقع، ودائماً ما يلجأ الإنسان إلى العالم الإفتراضي بصفة عامة في حالة كثرة الضغوط المحيطة به المادية والأسرية والاقتصادية أو أياًّ كان نوع الضغط.

لذا فإن المنفذ الوحيد لهروب بعض الأشخاص من عالمه الحقيقي وتقبله هو عن طريق إما إدمان المخدرات أو إدمان الإنترنت وهو أخطر من أي إدمان لأنه يخص القيم والاتجاهات والمعتقدات

• الآثار النفسية

أضاف، أن البعض يبحث عن إثبات الذات وأنه قادر على تحقيق مبتغاه من خلال تطبيق أو لعبة ، وهو ما يعد سبباً رئيسياً لإدمان الشخص السوشيال ميديا، ويحوله لشخص سلبي ومهزوم.

وأوضح، أن عالم الإنترنت والتطبيقات تؤكد مدى إصابة مستخدميه بالإكتئاب مثل الهروب من نفسه ومواجهتها ولايقيم حوار مع الطرف الآخر في الواقع.

وطالب الشرقاوي، بوجود رقابة حقيقية من قبل الأجهزة المعنية في الدولة لمتابعة مثل هذه التطبيقات الحديثة، فبعض الدول العربية منعت بعض التطبيقات في استخدامها؛ وذلك بسبب احتوائها على نشر قيم وثقافات سلبية، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر التطبيقات والألعاب الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى