الموقعتحقيقات وتقارير

«مقابر 5 نجوم 40 متر بمليون ونصف..يا بلاش»: بنظام «التوين هاوس» ومزودة بمساحات خضراء..ورأي الشرع: بدعة منكرة

«حسنين»: طرح مقابر بمليون جنيه أسعار مبالغ فيها..وتستهدف فئة مرفهة

>> تتراوح ما بين 100 ألف إلى 150 ألف جنيه.. والأكثر رفاهية قد تصل لـ 500 ألف

>> «فايد»: لفئة تحاول الإنسلاخ والهروب من النسيج المجتمعي بسبب الفجوة الثقافية

«كريمة»: زخرفة المقابر بدعة محرمة منكرة وسفاهة وفاعلها يستحق الحجر عليه

>> الدولة يجب أن تتصدى لمثل هذه المقابر الفاخرة منعًا للتمييز الطبقي

>> كان الأولى التصدق بأموالها للميت أو المشروعات الخيرية

كتبت – ندى أيوب

طرحت بعض الشركات العقارية الكبرى في مصر مقابر فاخرة خلال الأيام الماضية، تصل سعر المقبرة إلى مليون ونصف مليون جنيه، أستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأسعار، واعتبروها أسعار مبالغ فيها خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فكما أن هناك صعوبة في شراء منازل الدنيا، فهناك أيضًا صعوبة في شراء منازل الآخرة.

المقابر التي طرحت مقابر عائلية بمساحات 40 متر بسعر 1.5مليون جنيه، مزودة بخدمات ومرافق وملحقة بدار مناسبات، ومسجد، وبها مساحات خضراء شاسعة، بها كافة خدمات المرافق..

والغريب أن الشركة كشفت عن قرب الإنتهاء من عدد الوحدات التي تم طرحها في المرحلة الأولى…
وكأن المتوفي ينعم بزخرفة القبور ورفاهيتها وليس عمله الصالح، كما أنها تظهر بشكل واضح التميز بين طبقات المجتمع، بخلاف أسعارها التي تعتبر خرافية لأغلب أبناء الشعب.

• أسعار مبالغ فيها

رمزي حسنين رئيس شركة سنابل للتطوير العقاري، يقول إن طرح مقابر بمليون جنيه ومليون ونصف أسعار مبالغ فيها جدًا، أسعار المقابر تتراوح ما بين 100 ألف إلى 150 ألف على أقصى تقدير، إلا أن المقابر التي تتخطى المليون جنيه قد قد تستهدف فئة معينة تفضل شراء الرفاهيات.

وأضاف حسنين، لموقع “الموقع” أن مقابر العاصمة الإدارية حتى وإن ألحق بها خدمات التاون هاوس أو غيرها، فإن أسعارها لا تصل إلى هذا المستوى إطلاقُا، كما نوه إلى أن هناك بعض الوحدات في الكمبوندات شاملة المرافق والخدمات بسعر مليون جنيه، فكيف تتخطى المقبرة سعر الوحدة إلى مليون ونصف؟.

• الفاخرة بـ 500 ألف

وأشار إلى أن وضع العاصمة الإدارية قد يختلف نسبيًا عن المناطق الأخرى ويرتفع بها سعر المتر مقارنة بغيرها، ولكن في كل الأحوال لن تصل الأسعار لما تم الإعلان عنه، وقد تصل سعر المقبرة على مساحة 40 متر المطروحة حاليًا إلى 500 ألف جنيه كأقصى سعر لها مع مراعات موقعها المتميز في العاصمة الإدارية.

• الانعزال عن المجتمع

وتقول الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، إن هناك نوعًا من الإنسلاخ من نسيج المجتمع نتيجة أن هناك فجوة ثقافية، وهناك جماعات تحاول الهروب من النسيج المجتمعي وإنشاء مجتمعات خاصة بها، بعيدًا عن المجتمع العام، أصحاب بعض الشركات العقارية لديهم قناعة تامة أن هناك فئة معينة تريد أن تنعزل عن العامة، لذلك تحاول توفير متطلباتهم كاملة في مناطق قريبة من مسكنهم.

نرشح لك : ماذا فعلت حكومة مدبولي لتعزيز الأمن الغذائي المصري؟

وأوضحت أن ذلك نتيجة وجود فوارق في السياق القيمي والثقافة، ليس مجرد رفاهية، بل أن تلك الفئة تريد التقوقع مع نفسها والبعد عن الغوغاء والقيم السلبية والعنف الزائد، فالاختلاط مع الثقافات الأخرى غير مريح بالنسبة لهم لذلك دائما ما يبحثون عن سياق خاص بهم بدلا من السفر خارج البلاد، وهم أصحاب الثقافات المرتفعة التي تحاول الانسحاب من المجتمع، لأن الاختلاط مع الثقافات المتدنية يمثل عبء عليها وعدم أريحية.

وأكدت أستاذ علم الاجتماع، أن هذا الوضع يعتبر ترقيع اجتماعي، وهو وضع غير صحي إلا أن يكون هناك ثورة ثقافية للمجتمع تهتم بها مؤسسات الثقافة والإعلام، والتعليم والمؤسسات الدينية، بحيث يكون هناك سياق موحد باستراتيجية موحدة تحدث انسجام طبقي بدون فجوات ثقافية في المجتمع.

• فاعلها يستحق الحجر

الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول، إن اللإسلام حرم قصيص القبور، وطلائه وتعليته عن سطح الأرض ولو بشيرًا لأن الحي أولى من الميت، لذلك فالإنفاق على زخرفة المقابر بدعة محرمة منكرة وسفاهة يستحق فاعلها أن يحجر عليه.

وأضاف كريمة لموقع “الموقع” أن زخرفة القبور تبذير للمال في غير محله، كان من الأفضل أن يتوجه المال الذي زخرفت به القبور أوصرف على المقابر الفاخرة إلى صدقات للموتى، أو كفالة لليتامى، أو إلى المشروعات الخيرية العامة للدولة، فهي التي تبقى، حيث قال الله تعالى: “ونكتب ما قدموا وآثارهم”

• التصدي لها

وأوضح أنه يجب على جهات الدولة أن تتصدى لهذه المقابر الفاخرة، إذ أنها تحدث تمايز طبقي وهو ممنوع، وبالنظر إلى عصر النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن معظم آل بيته دفنوا في البقيع، من عصر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأوئل يستوون في مقبرة البقيع، لا تمايز لأحد على آخر، هذا هو التشريع الإسلامي الأصيل.

وأكد أن التجارة بالمقابر شيئًا عجيبًا وغريبًا ويجب معالجته بالوسائل الدعوية والوعظ والإرشاد، أو الوسائل العلمية، بأن هذه الأمور محرمة مجرمة لا تحل بأي حال من الأحوال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال نهى الله تعالى عن إضاعة المال وكثرة السؤال وقيل وقال”، فهذه المقابر إضاعة للمال والأحياء أولى بالأموال من الأموات.

وأشار إلى قول الله تعالي :” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” وقوله تعالى: “ولباس التقوى ذلك خير”، وقال إن الميت عند تشييع جنازته يتبعه ثلاث، أهله وماله وعمله، إذا خرج من داره فارقه المال، وعند الدفن فارقه أهله، ولا يبقى إلا عمله، “فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى