الموقعخارجي

مستشار مركز الأهرام للدراسات لـ”الموقع”: المواجهة أصبحت حتمية مع إثيوبيا

الدكتور هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية لـ”الموقع”

الإثيوبيون لا يعترفون بالقانون الدولي ويدعون ملكيتهم لنهر النيل وسيادتهم المطلقة عليه

العقلية الإثيوبية تعاني من العزلة و تعيش في العصور السحيقة

لا يمكن أن تعرض “خزعبلات” إثيوبيا حياة 150 مليون نسمة في مصر والسودان للخطر بهذه البساطة 

إثيوبيا تهدف إلى استخدام المياه كأداة هيمنة وسيطرة على السودان ومصر

أديس أبابا تسعى إلى فرض قوة إقليمية إمبراطورية متفوقة ومهيمنة في القرن الأفريقي

القوميات الإثيوبية تخضغ لاحتلال داخلي من قوميتي الأمهرا والتيجراي

“الأمهرا” ارتكبت الفظائع.. قطعت أثداء النساء والأعضاء الذكورية للرجال وأجبرت المسلمين على التنصر بالقوة

آبي أحمد موهوم بتعزيز سلطته كإمبراطور إثيوبي جديد حسب “نبؤات والدته”

لا مجال للتوصل إلى تسوية متوازنة ـ بشأن المياه وسد النهضة – مع الإثيوبيين تحقق مصالح الجميع

الإثيوبيون لا يفهمون معاني التعايش وتبادل المصالح أو تقاسم المنافع ويتصرفون بقدر كبير من المراوغة والخبث والكذب

الصراع أصبح حتميا وأمر واقع.. وكلما تأخرت المواجهة أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدا

كتب – أحمد إسماعيل علي

تتفاقم أزمة سد النهضة الإثيوبي، كل يوم، مع تصلب موقف أديس أبابا، بخصوص الاتفاق على استئناف مفاوضات تبحث تشغيل وملء السد، الذي تنوي أديس أبابا تنفيذ عملية الملء الثاني له يونيو المقبل بسعة 13.5 مليار متر مكعب.

وتواصل إثيوبيا، بث تصريحاتها المسمومة والاستفزازية لدولتي المصب مصر والسودان، مشددة على أنها لن تتراجع عن الذهاب للملء الثاني، بشكل أحادي ودون أي اتفاق.

وذلك، رغم اقتراح الخرطوم الذي تؤيده القاهرة بشأن رعاية الاتحاد الأفريقي لوساطة دولية رباعية تضم بالإضافة له “الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية”، وهو ما يرفضه نظام آبي أحمد، جملة تفصيلا، ما يعقد المشهد وينذر بعواقب وخيمة بعد الوصول لطريق “شبه مسدود” بين الدول الثلاث، واقتراب عملية الملء الثاني للسد مع دخول موسم الأمطار.

“خزعبلات” إثيوبيا 

وفي هذا السياق، قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، إن الموقف الإثيوبي نبع من العقلية الإثيوبية، التي ما زالت تعاني من العزلة و تعيش في العصور السحيقة.

وأضاف: “الإثيوبيون لا يعترفون بالقانون الدولي جملة وتفصيلا، فيدعون ملكيتهم لنهر النيل وسيادتهم المطلقة عليه، بما أنه ينبع من داخل أراضيهم. ويتجاهلون أن الدول المتشاطئة لها حقوق يكفلها القانون الدولي والقانون الإنساني الطبيعي”.

وشدد الدكتور هاني رسلان، على أنه “لا يمكن أن يُعرض طرف حياة 150 مليون نسمة في الدولتين أسفل المجرى “مصر والسودان”، للخطر بهذه البساطة، وهو يتشدق بهذه الادعاءات التي هي في الحقيقة مجرد خزعبلات”.

ادعاءات ملكية النهر.. وأطماع الهيمنة

وقال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية،لـ“الموقع”: “مكن ملاحظة أن هذه الادعاءات بملكية النهر، ليست من أجل التنمية أو الاستفادة منه بتوليد الطاقة، الذي هو أمر وافقت عليه مصر والسودان”.

وأوضح، أن إثيوبيا تهدف إلى استخدام المياه كأداة هيمنة وسيطرة على السودان ومصر، لبناء قوة إقليمية إمبراطورية متفوقة ومهيمنة في القرن الأفريقي وحوض النيل ثم التوسع في أراضي السودان السهلية، لإيجاد مصادر غذاء واستكمال عناصر القوة، والخطوة الأخيرة هي الوصول إلى البحر مرة أخرى عبر استعادة إريتريا أو أجزاء منها.

مفارقة للواقع الإثيوبي

وأشار مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن هذا الطموح مفارق للإمكانيات وللواقع الإثيوبي الذي يعاني من اقتصاد منهار ومجاعات وبنية داخلية منقسمة على نفسها في حروب داخلية أبدية.

وأكد أن كل ذلك يجعل هذه الطموحات أقرب إلى “الهلاوس” العقلية والنفسية المبنية على أساطير تم تغذيتها بالدماء والأكاذيب لقرون عديدة.

فظائع الحبشة 

ولفت إلى أن هذه الأساطير تخص قومية الأمهرا، وتشاركها فيها قومية التيجراي، حيث يشكل الطرفان معا ما عرف قديما باسم الحبشة.

وقال، إن باقي القوميات الإثيوبية لا ناقة ولا جمل لها في ذلك، وتخضع لاحتلال داخلي تم عبر توسعات القرن التاسع عشر التي ساهم “منليك” بالجزء الأكبر منها عبر فظائع يندى لها الجبين، بالتوسع جغرافيا في السلطنات والكيانات المحيطة بالحبشة، حيث كان يتم قطع أثداء النساء والأعضاء الذكورية للرجال، وإجبار المسلمين على التنصر بالقوة.

وأوضح الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية،لـ“الموقع”، أن هذه الأفكار ما زالت مستمرة حتى اليوم، ورأينا انعكاس لها في سعي “الأمهرا” لاستعادة القيادة في الكيان الإثيوبي، فاعتمد عليهم آبي أحمد في حرب التيجراي.

وهم الإمبراطوية

وقال الدكتور هاني رسلان، إن آبي أحمد، رئس وزراء إثيوبيا، موهوم بتعزيز سلطته كإمبراطور إثيوبي جديد، حسب النبؤات التي غذتها فيه والدته منذ الصغر.

وأضاف، أن قومية الأمهرا، تريد تصدر المشهد من جديد والحكم بطريقة أسلافهم وإعادة التوسع، وهذا واضح تماما في كل تصريحات ديمقي مكونن، وزير الخارجية الإثيوبي، وأندار جاتشيو، الذي سبقه في هذا الموقع، وأصبح الآن مستشارا للأمن القومي لآبي أحمد، وكلاهما من الأمهرا.

مراوغة وخبث وكذب

وقال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية،لـ“الموقع” ، إن كل هذه الأوضاع تقول بأنه لا مجال للتوصل إلى تسوية متوازنة ـ بشأن المياه وسد النهضة – مع الإثيوبيين تحقق مصالح الجميع.

وأوضح أنهم “لا يفهمون المعاني المتعلقة بالتعايش وتبادل المصالح أو تقاسم المنافع، وأيضا يتصرفون بقدر كبير من المراوغة والخبث والكذب، وكلما شعروا أنهم حققوا تقدما يكشفون المزيد من أطماعهم ومخططاتهم التوسعية”.

مواجهة حتمية

ورأى الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الصراع أصبح حتميا وأمر واقع لابد منه، محذرا من أنه كلما تأخرت هذه المواجهة أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدا.

ودعا الدكتور هاني رسلان، مصر والسودان، إلى التصرف انطلاقا من هذه الحقيقة.. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “كتب عليكم القتال وهو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى