الموقعخارجي

دبلوماسي بارز يكشف لـ”الموقع” النتائج المحتملة للقاء “السيسي” و”أردوغان”: عودة السفير المصري

علقت الرئاسة المصرية، اليوم الاثنين، على مصافحة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب أردوغان، أمس الأحد، خلال افتتاح فعاليات كأس العالم بقطر، بحضور الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني.

المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، قال إن الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان، أكدا خلال لقائهما الأخير على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم في قطر، عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي.

وأضاف في بيان أنه “قد تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين”.

من جانبه قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، حول النتائج المحتملة بعد تلك المقابلة العابرة على مستوى عودة العلاقات بين البلدين، لموقع “الموقع”: إن العلاقات المصرية التركية، قائمة بالفعل ولم تقطعها القاهرة رغم سحب سفيرها من أنقرة، بينما كانت مقطوعة مع قطر.

وأضاف: رغم ذلك القائم بالأعمال الذي أرسلته مصر لتركيا، هو سفير، لكي يظل مستوى التمثيل على مستوى رفيع.

وتابع: البيان الصادر وقتها من وزارة الخارجية كان يقول إن تركيا دولة شقيقة عزيزة علينا والشعب التركي شعب شقيق، وبالتالي لا يوجد عداء.

واستدرك السفير جمال بيومي، قائلا: لكن إردوغان لديه تطلعات لإعادة الإمبراطورية العثمانية، فذهب إلى ليبيا وزعم “إنها كانت تبعنا”، مستنكرًا على “أردوغان” قائلا له: “ما تروح تضم النمسا والمجر وإسبانيا ما كانوا جزء من الفتح الإسلامي”.

وقال: الرئيس التركي كان قد أرسل نائب وزير خارجيته للتفاوض مع نائب وزير خارجية مصر، لكن “اللي بيقوله مبيعملوش”.

وأوضح السفير جمال بيومي، أن مصر لديها ثلاث مشاكل مع تركيا، وهي: ليبيا، وقلنا إن في خط أحمر “الي هيقرب من الحدود هنقطعله رجله”، مشيرا إلى أن نقل “أردوغان” مرتزقة وإرهابيين إلى ليبيا يهدد الأمن القومي المصري.

ودعا إلى تطبيق القانوني الدولي، مؤكدًا أن ليبيا دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، فكيف يدخل أردوغان قوات مرتزقة تابعة له إلى ليبيا؟!

وقال: الخلاف الثاني هو موضوع غاز شرق المتوسط، موضحًا أن هذا الخلاف ليس مع مصر وإنما مع حلف “ناتو”، قائلاً: “انت جي تخبط في “اليونان” وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي”.

وأضاف: الجزر اليونانية جنوب الأراضي التركية في شرق المتوسط تمنع أن يكون لتركيا حق في غاز شرق المتوسط، مبينًا أن مصر ليست لها علاقة بهذا، كما أن حلفاؤه في حلف الأطلسي لن يسمحوا لأ “أردوغان” أن يتمادى في هذا.

وتابع: مشكلتنا الثالثة مع تركيا تتعلق بملف الإخوان المسلمين، أيضًا لنحلها عبر القانون الدولي، قائلا: من حقك عندما يكون لديك لاجيء سياسي تقبله وتستضيفه، لكن حق اللجوء السياسي يقترن بأن اللاجيء السياسي لا يستخدم أراضي الدولة المضيفة للهجوم على بلده الأصلي أو صنع بلبلة فيها، وممنوع تشتغل بالسياسة أصلا.

وعن هل يتوقع وجود مرونة من “أردوغان” مستقبلا لحلحلة تلك الملفات وأن يبني على خطوة لقائه الرئيس السيسي، قال السفير جمال بيومي: “مش قوي”، لأن الرئيس التركي يبدو أنه متردد فيما يفعله وغير مضمون؛ لأنه يقول كلاما ويرجع فيه، كما أنه يأخذ الأمور على محمل شخصي.

وتوقع أن أقصى ما يمكن حدوثه هو رجوع السفير المصري إلى تركيا، قائلاً: لكن لدينا مشاكل إقليمية معه أيضًا في سوريا وشمال العراق.

وكان قد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إن مصافحته الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل افتتاح كأس العالم 2022 في قطر أمس الأحد، خطوة أولى نحو تطبيع العلاقات، وستليها تحركات أخرى.

وأضاف أردوغان “آمل أن ننقل المرحلة التي بدأت بيننا وبين الجانب المصري لنقطة جيدة لاحقا عبر محادثات رفيعة المستوى”.

وأوضح أن “مطلبنا الوحيد منهم (مصر) أن يقولوا لمن يتخذ مواقف معادية ضدنا في المتوسط إننا نريد إرساء السلام في المنطقة”.

وصافح الرئيسان المصري والتركي على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر الأحد، وفق ما أوردته الرئاسة التركية.

وأكد مسؤول في الرئاسة التركية لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا هو “التواصل الثنائي الأول” بين الرئيسين.

وأظهرت الصورة التي نشرت على الموقع الرسمي للرئاسة التركية الرئيسين -اللذين ساد الفتور علاقتهما منذ تولي السيسي الرئاسة في مصر عام 2014- يتصافحان مبتسمين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى