أراء ومقالاتالموقع

محمود مناع يكتب لـ”الموقع” .. مصر والتحديات المستقبلية في القرن الأفريقي

تعيش مصر العديد من التحديات علي المستوي الداخلي والإقليمي والدولي تجعل صانع القرار المصري في حالة يقظة دائمة لأن تلك التحديات يمكن وصفها بأنها قاسمة الهدف منها وصول بلادنا إلي حالة الفوضي والعوز التي تؤدي إلي فشل الدولة في القيام بمهامها الأساسية نحو الشعب الذي يتطلع إلي تحقيق الأمن والتنمية والاستقرار.

اقرأ  أيضا

محمود مناع يكتب لـ الموقع..مصر والسودان العلاقات من زوايا مختلفة

تعد منطقة القرن الأفريقي (تقع في شرق القارة الأفريقية وغرب البحر الأحمر وخليج عدن وتشمل الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا بالإضافة إلي كينيا بحكم القرب الجغرافي والتداخل الإثني) أحد أهم النقاط الملتهبة في محيطنا الإقليمي بحكم الأهمية الجيواستراتيجية لتلك المنطقة التي أصبحت تمثل اهتماما بالغا بالنسبة لمصر ومحيطها الإقليمي والبلاد العربية المتاخمة للقرن الأفريقي والقرب من مضيق باب المندب الذي يمثل بعدا أمنيا واستراتيجيا يهدد الاستقرار والأمن في جوارنا الإقليمي ، وأصبحت المنطقة بصفة خاصة مجالا للتنافس ومحاولات فرض النفوذ من جانب الدول الكبري وتحقيق المصالح علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

والمتأمل في التأصيل التاريخي للمنطقة يعرف دونما عناء أن قوي الاستعمار التقليدي التي اعتمدت علي الاجتياح البشري والإحتلال بقوة السلاح في تلك المنطقة وشتي ربوع القارة قد تنافست لفرض النفوذ في تلك المنطقة ، وعلي رأس تلك الدول الاستعمارية بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ، وبعد ذلك كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية لفرض النفوذ في تلك المنطقة أيضا ، ثم ظهر التنافس واضحا علي تلك المنطقة مع ظهور القوي الجديدة علي رأسها الصين وإيران وتركيا ، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار صعود الدور الإثيوبي من خلال الدعم والتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ويبدو أن التنافس والصراع الآن علي تلك المنطقة أصبح يحمل مسميات مختلفة من خلال تفويض الدول الكبري لشركاتها العابرة للقومية للقيام بهذا الدور لتحقيق الاستغلال الأمثل لموارد دول المنطقة بالإضافة إلي التحكم في مسار التجارة العالمية ، كل ذلك سيؤدي لوجود خطورة وتداعيات مستقبلية علي مصر وباقي الدول العربية قد يهدد النظام الإقليمي العربي بكامله ، وما يحدث في اليمن يمثل أحد مظاهر تلك التداعيات ، حيث أصبحنا نري الانفلات الأمني والتداعيات الاقتصادية والعسكرية.

ومن التحديات التي تواجه مصر محاولة عملقة إثيوبيا ويظهر ذلك في التحولات في سياسات إثيوبيا بعد وصول “آبي أحمد” للسلطة ، وأهم تلك التحولات محاولة الوصول إلي موانئ دول الجوار وعقد التحالفات وتوقيع اتفاق تعاون مع كل من إريتريا والصومال ، ومن هنا تظهر الحاجة إلي تبني مصر سياسات من شأنها تعميق الروابط بين مصر ودول الجوار علي أساس تحقيق المصالح المشتركة ومحاولة الوصول إلي التكامل مع السودان وبناء تحالفات مع إريتريا والصومال وجيبوتي للحفاظ علي المصالح المصيرية المصرية وأهمها المسألة المائية مع تبني سياسات واستراتيجيات لبناء القوة المصرية في شتي المجالات وامتلاكها لأن تلك القوة تمثل جواز المرور للتأثير علي القرار الإقليمي والدولي … وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى