أراء ومقالاتالموقع

محمد أبو زيد يكتب لـ«الموقع» .. كيف ينام عبد الله الشريف؟؟!

كان برصيصا راهبا من رهبان بني إسرائيل.،وكان مشهودا له بالورع والتقوى، ظل يعبد الله في صومعته ٦٠ عاما، وهو ما آثار حقد ابليس عليه . فاراد ان يغويه بأي طريقة؛ وكان السلاح الأول والاقوي والامضي والآخطر لديه منذ بدء الخلق والي يوم القيامة وهو الإغراء والاغواء بالجسد.

وسوس الشيطان لبرصيصا آن يواقع راعية الغنم،فحملت منه سفاحا، فلما خاف من الفضيحة قتلها، وكان لراعية الغنم اربعة أشقاء فرأوا جميعا في منامهم ان برصيصا هو الذي قتل اختهم… فذهبوا به إلى الملك ليقتص لهم منه.

لم يكتف الشيطان بكل ما فعله مع برصيصا ولكنه وسوس اليه وقال له انا الذي تسببت لك في كل هذه المحن، وأنا الذي استطيع ان انقذك منها فاسجد لي كي انقذك، فسجد له وكفر بالله وفي النهاية قتله الملك….

هذه الحكاية اوردها عبد الله بن مسعود في تفسيره لقوله تعالي (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين)

قد تكون البدايات عظيمة والنهايات مؤلمة، قد يعمل الرجل بعمل اهل الجنة حتى يصبح بينه وبين الجنة ذراعا فيسبق عليه القدر فيصبح من اهل النار كما قال سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

الموطن الحقيقي للصدق والحق والنقاء والطهر وكل القيم النبيلة هو القلب والنفس وهما من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله
“ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا”

وكما افسد الشيطان برصيصا وحوله من عابد وزاهد الي قاتل وكافر فان الفلوس تفسد النفوس، ولا توجد معارضة في العالم تتلقى أموالا الا وفسدت، وتعفنت، وتحللت من كل القيم، وتلبسها عزازيل، فالفلوس تغير القلب، وتفسد النفوس الطيبة فما بالك بالفاسدة، الفلوس تغير البوصلة وتحول القبلة وتنسى الأوطان وتجعل الشيء الوحيد المعترف به في العقل الباطن هو الرصيد في البنوك

من الإسكندرية الي اسطنبول

حينما انتقل عبد الله الشريف من الإسكندرية الي الدوحة ومكث فيها بضع سنين، كان ما زال في مرحلة البدايات.لحية حقيقية وخجل ومظهر إسلامي . كان يبحث عن موطىء قدم له..

وشيئا فشيئا بدأت الصورة تتبدل والاوضاع تتغير والدولارات تتدفق وابليس يقترب والاخلاص يبتعد والزهد يتلاشي والبطون تمتلئ والكروش تنتفخ…

ومع النفوس الضعيفة لا يبذل ابليس جهدا كبيرا من أجل الإيقاع بها في كل الشرور.

وكان لابد من قفزة في “النيو لوك” (اللحية والشعر والملابس) كلها تغيرت، انسف عبد الله القديم بتاع اسكندرية، نحن الآن في عبد الله بتاع اسطنبول، عبد الله الإسكندراني البسيط الحاصل على دبلوم صنايع والذي لم يكن يعرفه احد مات، نحن الآن مع عبد الله الاسطنبولي الذي يتابعه الملايين ويمتلك ملايين

ماذا يحدث في غرفة نومه
بعد كل حلقة من حلقات برنامجه على اليوتيوب وبعد استخدامه لتقنيات صوتيه عالية الدقة باهظة الثمن تجعله يبدو وكأنه ابرع واشطر يوتيوبر، وأنه منطلق اللسان فصيح البيان، لا يتلعثم لا يخطئ، يدلف عبد الله إلى غرفته وبعد أن يتأكد ان الأبواب مغلقة وأنه لا يراه احد مع ان الله يرانا ويراه في كل وقت وحين و”كفي بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا”
قبل أن يفتح عبد الله “انبوكس” الرسائل على الفيس وتويتر وانستجرام. يذهب لمشاهدة التعليقات على حلقته فينشرح قلبه ويشعر بأنه دانت له الدنيا، فمئات الالاف ممن لا يعرفون حقيقته يدعون له بالتوفيق والثبات على قول الحق ويرون فيه أسطورة تحارب الفساد وتقاوم الاستبداد وأنه من المجاهدين الذين يصدحون بقول الحق والحقيقة.

ثم يبدأ الوجه الاخر لعبد الله في الظهور حينما يفتح الانبوكس، انه الوجه الذي لا يعرفه الا الله، انه وجه النفاق والفساد الأخلاقي، يخلع عبد الله في الانبوكس وهو متكأ على سريره “ماسك” الورع والتقوى والصلاح وطالما ان الأبواب مغلقة ولا يراه احد من الناس أو عائلته فلا مانع من مراسلة العشرات من الفتيات والزوجات، يبدأ الحديث عن روعة حلقته الأخيرة وكم كان متمكنا قويا ثابتا على الحق مناهضا للظلم والفساد وينتهي بلون (الاندر وير) وموعد اللقاء المرتقب، وهل سيكون في اسطنبول ام في جزر المالديف ام في أي دولة أوربية وموعد إرساله لتذاكر الطيران.

لا يكتف الشريف بخيانة زوجته ولكنه يخون كل من وثقوا فيه واعتبروه مخلصا ومتدينا وخلوقا.

والحقيقة ان عبد الله الشريف حينما يضع راسه على وسادته وينظر الي سقف غرفته فانه يدرك الحقيقة جيدا.

ولا اعرف كيف ينام وكل هذا التزييف والخداع يستوطن قلبه ، لا اعرف كيف يستطيع أن يزور عينيه النوم وهو يخدع الملايين بمظهر إسلامي ولحية وهو في الحقيقة ساقط أخلاقيا الي درجة تفوق الخيال

ما بين “اندر” مني زكي ولحية عبد الله الشريف

وكما ان هناك متطرفين ومتنطعين دافعوا عن المشهد المقزز القبيح لمنى زكي في فيلم أصحاب ولا اعز وهي تخلع “الاندر وير” واعتبروه حق أصيل في حرية الإبداع ودافعوا بوقاحة عن فيلم ساقط يقف وراءه منصة مشبوهة تهدف الي التعامل مع الشذوذ بكافة أنواعه باعتباره أمرا طبيعيا.

هناك أيضا مغيبين ومتنطعين دافعوا باستماتة عن الفضائح الأخلاقية لعبد الله الشريف لا لشيئ الا لانه من معسكرهم.

المدهش ان هذا الفريق وذلك المعسكر رأي في مشهد وفيلم وسلوك مني زكي ودفاع احمد حلمي عنها بأنه قمة الفجور الأخلاقي، في حين انهم انقسموا في دفاعهم غير الأخلاقي عن عبد الله الشريف الي قسمين

قسم رأي اننا بشر ، ولدينا نقاط ضعف، وأنه يكون قد حدث ذلك من عبد الله ولكن هذا لا يعيبه ولا يعيب مقاومته للفساد والأستبداد على حد وصفهم.

وهؤلاء مردود عليهم، فنحن بالفعل بشر وكل ابن آدم خطاء. وأنه لولا ستر الله علينا ما تحمل احد منا ان ينظر في وجه الاخر… وكلنا لنا اخطاء وخطايا ندعو الله أن يسترها علينا في الدنيا والآخرة..

ولكن حينما يتحول الشخص من احاد الناس الي شخصية معروفة يتابعها الملايين فإن فساده الأخلاقي لا يقف عند حد كونها معصية عادية، ولكنها إفساد في الأرض، فالناس لا تفتن بمعصية احاد الناس ولكنها تفتن بمعصية الشخصيات العامة والشيوخ والعلماء.

ََواذا كنتم لا تعتبرون ان الفساد الأخلاقي للمتدينين شكليا لا يعد فسادا ولا يزيد عن كونه نزوة أو ذنب عابر، فأنتم كاذبون وضالون ومضللون وافاقون وافاكون

فلو أخذنا بنفس المنطق فمن حق سما المصري ان تقاوم الفساد وتدعو الي محاربته.

اما القسم الثاني ممن لديهم استعداد للشهادة دفاعا عن عبد الله الشريف فهولاء مغيبون عقليا مخطوفون ذهنيا، أقاموا تماثيل وحراب في قلوبهم لكل (المعارضين) من الخارج واعتبروهم قديسين وكلما قرأوا لهم بوست أو تويته أو شاهدوهم على أي قناة من قنوات الخارج الا وكبروا وهللوا وراحوا يدافعون عنهم بكل استماته وذهبوا الي صفحاتهم ليمطروهم بوابل من الأدعية بالنصر والثبات ولو علم هولاء المغيبين المخدوعين ماذا يفعل هؤلاء الاشاوس بعد الانتهاء من كتابة التدوينة أو البوست لخلعوا نعالهم وانهالوا بها ضربا على رؤوسهم من قبح ما يفعلونه… ثم نزولوا بتلك النعال على رؤوسهم أنفسهم من فرط غبائهم وتصديقهم لهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى