أخبارالموقعسياسة وبرلمان

محمد أبو العينين .. رجل صنع في مصر (بروفايل)

لا يمكن اعتبار الاقتصادي الكبير محمد أبو العينين، مجرد رجل أعمال، مع عمومية المصطلح، واختلافه عن هوية أحد الصناع الكبار في النصف قرن الأخير من تاريخ مصر، الذي تفرد بمشروع تنموي متكامل، اعتمد على العلم في طرح رؤية اقتصادية متكاملة، تهدف إلى التأسيس لصناعة وطنية، ترفع شعار صنع في مصر.

توطين الصناعة

ومع خصوصية مشروع أبو العينين التنموي، تتضح أهمية تجربته الاقتصادية التي تعد نموذجاً، يرسخ لآليات توطين الصناعة، والاستفادة من التقنيات الغربية في دعم المنتج المصري والارتقاء به، وهو ما حققه مع الاحتكاك بالخبرات الدولية، من خلال عمله في السوق الليبي في بداية رحلته، قبل أن يعود إلى أحضان مصر ويكمل تفاعله مع شمال المتوسط، بإنشاء شركة لاستيراد السيراميك الإيطالي، والذي كان بمثابة استيراد لصناعة، خاصة وأنه لم يلبث وشرع خلال ثلاث سنوات، في تأسيس أول مصنع سيراميك وطني متطور بأحدث المواصفات العلمية والعالمية.

ولم تمر ثلاث سنوات أخرى، إلا وكان المصنع قد بدأ في الإنتاج، ليتحول خلال سنوات قليلة، إلى منصة إطلاق لصناعة مصرية إلى الأسواق العالمية، حتى أن صادرات السيراميك المصري امتدت إلى 108 دولة حول العالم، ليتحول الصرح الوطنى الذي أقامه أبو العينين، إلى إمبراطورية كان لها السبق في التأسيس لاستراتيجية التنمية المستدامة، بتوغله في صحراء العاشر من رمضان وقتها، ليضع حجر أساس غير رسمي لهذه المدينة الصناعية الكبرى.

ملك صناعة السيراميك

توجهات أبو العينين الوطنية كان لها انعكاس على نمو أعماله التي وصلت إلى تقديمه نحو 60٪ من إنتاج السيراميك في السوق المحلي، وفتح أسواق جديدة للسيراميك المصري، جعلته يصل في 2005 إلى الحصول على تكريم دولة اليابان، كأكبر مصدر للسيراميك للسوق الياباني، ليخوض المزيد من التجارب ويحقق قفزات كبيرة في مجالات أخرى، جميعها كانت تسهم في خدمة هذا البلد، مع اهتمامه بالزراعة والتعدين والعقارات والسياحة والإعلام.

إضافة إلى مشروع التكنولوجيا، والطيران، مع كون أبو العينين طيار معتمد، لتتعدد استثماراته التي اختار أن يوطنها في بقاع مختلفة من أرض مصر، ليسهم في تحقيق الأمن الغذائي، مع تأسيسه لشركة كليوباترا للإنتاج الزراعي، والعمل على دفع السياحة المصرية، بإنشاء فنادق ومنتجعات سياحية الفاخرة في شرم الشيخ ومرسى علم وطابا، وغيرها من بقاع المحروسة.

كما أسس أول شركة لتصنيع الكروت الذكية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، ومع بكارة المجال وأهميته المستقبلية، حقق ريادة مصرية في توفير احتياجات السوق المحلي وتصدير منتجه من الكروت الذكية إىلى كثير من دول العالم.

أفضل صانع

ويرفع أبو العينين دائما شعار “في خدمة الوطن”، ليستجيب لطلب الدولة للمشاركة في المشروعات القومية الكبرى، كمؤسس ورئيس شركة رائدة وجادة وذلك للقيام بأعمال التنمية المتكاملة وإقامة المصانع والمزارع النموذجية على قطعتي أرض بمنطقة شمال غرب خليج السويس على ضفة قناة السويس وشرق العوينات أقصى جنوب مصر على الحدود السودانية.

كما أسس شركة كليوباترا للطيران وغيرها من الشركات التي حققت التكامل الاقتصادي، ورفعت اسم مصر في المحافل الدولية، بصادرات مصرية كانت لها القدرة على ترجمة هذه الجهود إلى عملة صعبة كانت وما زالت الدولة المصرية في أمس الحاجة إليها للوفاء بمتطلباتها، وهو ما استحق عنه الحصول على جائزة أفضل صانع فى قارة أفريقيا.

وهذا التوجه الوطني صاحبه مسار سياسي واجتماعي، يؤكد على وطنية الرجل وانحيازه للمصريين، ليقرر أن يسخر قدراته في خدمة أهل الجيزة، التي نشأ فيها، ويترشح للانتخابات البرلمانية، لتبقيه شعبيته الكبيرة بين عشرات الآلاف ممن وفر لهم فرص العمل، حاضراً في الحياة البرلمانية على مدار 20 عاماً من العطاء السياسي.

بالتوازي مع دوره المجتمعي الذي تحقق من خلال إنشاء مؤسسة أبو العينين الاجتماعية التي تسهم في التنمية البشرية وتمكين المرأة وتوفير الرعاية الاجتماعية، ليصبح أحد أبرز نواب الشعب، ويحصد في الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب، أعلى الأصوات في دائرته مع شعبيته الجارفة بين أبناء الجيزة، في تقدير واضح لمجهودات ووطنية رجل صنع في مصر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى