الموقعتحقيقات وتقارير

لمواجهة تدهور الذوق الفني وانتشار المهرجانات.. هل تعود حصة الموسيقى في المدارس؟

كتبت – فاطمة عاهد

ينقسم النشاط المدرسي إلى عدة حصص، فمنها حصة الموسيقي، وحصة الرسم وغيرها، لكن حصص الموسيقى أصبحت غير مفعلة داخل أروقة المدارس، لغياب المدرسين المعينين لها، أو لعدم توافر أدوات خاصة بالنشاط، ما تسبب في إهمالها، وشطبها من أغلب الجداول.

يعتبر الخبراء أن حصة الموسيقي ذات قدرة على إعادة التذوق الموسيقي للطلبة، خاصة في المرحلة الابتدائية، لتأثيرها بشكل مباشر عليهم، وطالبوا بإعادة تفعيلها ليتأثر بها الطلبة ويتعلموا أصول الموسيقي، وبذلك يرفضوا المهرجانات وما على شاكلتها من أغنيات ذات إيقاع صاخب وكلمات غير مفهومة.

نريد ملعب وحصة موسيقى

تلقي الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم المصري ، تساؤلا من الطالب عبد العزيز أشرف بالصف السادس الابتدائي بمدرسة الشيخ رزق في الأقصر التابعة لاحدي المدارس المجتمعية، نصه كالتالي،”نفسنا في ملعب ويكون عندنا حصة ألعاب وموسيقي وأنشطة ومجالات لاكتشاف المواهب “.

بحسب أولياء الأمور الذين تحدث لهم “الموقع” فإنه لا وجود لحصة الموسيقى داخل مدارس أبنائهم، بل تم إلغاء كافة الأنشطة، بسبب الكثافة الكبيرة داخل المدارس، حيث اضطر القائمون عليها تقسيمها لفترات ليتمكن كل العدد المسجل بها من الحضور.

أولياء الأمور أكدوا أنه قبل ذلك لم يكن هناك اهتماما بحصص الموسيقى، فلا توجد حتى غرفة خاصة بالنشاط أو أي أدوات، ولأن أبنائهم في مدارس تتواجد بقرى نائية فلا يهتم بها أحد.

جدل تحت القبة

تقدم النائب فايز بركات، نائب أشمون وعضو لجنة التعليم، بطلب إحاطة موجه إلى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حول عدم تفعيل حصص الموسيقى داخل المدارس الحكومية، موضحا أن مدرسي التربية الموسيقية ليس لديهم إمكانية تدريس الحصص الموسيقية، نظرا لمعاناة المدارس من نقص كبير في الآلات، وضعف الإمكانيات.

كما أوضح أن التربية الموسيقية تعد إحدى المواد الأساسية التى تؤسس الوجدان لدى الطلاب منذ الصغر، وتهذب النفس، ما تزيد من القدرة على الإبداع والابتكار، وتجعل الطفل له رؤية فنية وحس موسيقى.

كما أكد على ضرورة استمرار تدريسها فى المراحل التعليمية المختلفة، حتى نبنى جيلًا يتمتع بالأخلاق الرفيعة ومهذبًا وناجحًا، بعيدًا عن التطرف والبلطجة والقتل، مشيرا إلى أن حوالي 95 في المائة من المدارس الحكومية ليست لديها حصة موسيقى.

كما طالب بتخصيص ميزانية لمادة التربية الموسيقية، وتقديم تدريبات للمعلمين القائمين عليها، وعودة حصة التربية الموسيقية مرة أخرها وبشكل منتظم، مشددا على ضرورة توفير غرف مخصصة يتعلم فيها الطلاب أصول الفن الراقي، بدلا من التوجه للأغنيات غير الهادفة والتي تتسبب في الانحدار الفني والأخلاقي وتزييف الوعي ونشر القبح وإفساد الذوق.

هل تعود حصص الموسيقى للمدارس؟

يرى محمد عزب، معلم بمدرسة ثانوية، أن حصة الموسيقى لها أهمية كبرى في تحسين الحالة النفسية للطالب، كما أنها لها دور في تحسين ذوقه الموسيقي، ما يجعله يرفض الاستماع للمهرجانات التي تتسبب في انتشار العنف بين الطلبة، بسبب كلماتها التي تحرض على ذلك.

عزب، وبحسب تصريحاته لـ”الموقع” يؤكد أن المدرسة التي يعمل بها تهتم بالنشاط الموسيقي للطلبة حتى الصف الثالث الابتدائي فقط، أما من هم في صفوف أكبر لا وقت لديهم لتلك الأنشطة بسبب صعوبة المناهج، ما يضطر المدرسة لألغاء حصص الأنشطة، واستبدالها بحصص للمواد الأساسية.

أما عن إيهاب إبراهيم، مدرس تربية موسيقية في إحدى المدارس الخاصة، فيقول إن حصة الموسيقى تهذب نفوس الطلبة، وتجعلهم يستشعروم الجمال في كل ما حولهم، وتبعدهم عن العنف وغيره من المفاهيم التي انتشرت مؤخرا في مجتمعنا.

“إبراهيم” بسبب طبيعة عمله يشارك في مسابقات مع مدارس أخرى، تكاد تخلو من حصص الأنشطة، خاصة المدارس الحكومية، على عكس المدارس الخاصة التي تهتم بتوزيع حصص الأنشطة في الجدول بشكل يتناسب مع الطلبة، للترفيه عنهم ما بين حصص المواد الأساسية.

ويؤكد في حديثه لـ”الموقع” على أن خصص الموسيقى من شأنها أن تحسن من ذوق الطالب، فيرفض المهرجانات بموسيقتها الصاخبة، في محاولة لإعادة الفن الراقي إلى الساحة حتى ولو كان بشكل مطور.

وأشار إلى أن أغلب خريجين كليات التربية الموسيقية يفتقرون إلى الكفاءة، وكذلك أغلب معلمي مادة التربية الموسيقية لا يمتلكون خبرة كافية، متابعا “حصة الموسيقى لها دور في الترفيه عن الطلبة، فمش هيدوروا على مصدر تاني للترفيه زي المهرجانات.

ويعتبر النشاط الموسيقى فى المدارس اختيارى للطلاب طبقًا للقرار 313 لسنة 2011 بشأن التقويم التربوى الشامل، ويحق للطالب تغيير النشاط مع بداية كل فصل دراسى، كما أكدت وزارة التربية والتعليم على اهتمامها بالنشاط الموسيقى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى