الموقعخارجي

لماذا لم ترحب مصر بعودة العلاقات السعودية- الإيرانية؟

بعد مقدمات كثيرة تضمنت اجتماعات في العراق عادت العلاقات السعودية – الإيرانية، برعاية صينية، لكن رغم استمرار التهديد النووي الإيراني للمنطقة وتوغل طهران في اليمن والعراق ولبنان وسوريا بشكل سلبي.

وفي الوقت الذي سارعت فيه دول سلطنة عمان والعراق والإمارات والبحرين والأردن والجزائر وفلسطين وتركيا للترحيب، لم يتطرق البيان المصري الصادر من الخارجية أي كلمة ترحيب، تعليقا على خطوة الرياض تجاه طهران.

لكن البيان الذي  أعلنت  عنه الخارجية المصرية، جاء فيه فقط “أن مصر تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية”.

ولفت البيان إلى أن مصر “تعرب عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار”.

وتسعى إيران على مدار عقود لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، بينما ترفض القاهرة ذلك، لأسباب كثيرة تتعلق بالأمن القومي المصري والعربي.

وفي أكتوبر الماضي “2022”، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عن أمله في “التقدم بالعلاقات (مع مصر) إلى الأمام لمصلحة المنطقة”، وفق قوله. ونوه زاده، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس، إلى أن “العلاقات بين البلدين حاليًا على مستوى رعاية المصالح”، مشيرًا إلى “محادثات قصيرة في بغداد بين وزيري الخارجية الإيراني والمصري على هامش مؤتمر الجوار العراقي، استضافته بغداد في أغسطس الماضي”.

وواكبت تصريحات خطيب زاده، آنذاك مع إعلان المدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية، مير مسعود حسينيان، أن بلاده “تعمل على تحسين العلاقات مع مصر”، وأن “حل المشاكل بين إيران والسعودية قد يكون له تأثير على هذه القضية”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيسنا)، لكنه وصف، حينها، الجهود الدبلوماسية لحل المشاكل بين إيران ومصر بأنها “بطيئة”.

وأعلنت السعودية وإيران، أمس الجمعة “10 مارس 2023″، توصلهما إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.

وقال بيان مشترك بين السعودية وإيران والصين إن الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في بكين، يتضمن عقد وزيري الخارجية السعودي والإيراني اجتماعاً لتفعيل تلك الخطوات وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

 وأضاف البيان الثلاثي، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن طهران والرياض اتفقتا أيضاً على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في عام 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في 1998.

 وذكر البيان المشترك أن الاتفاق تضمن تأكيد السعودية وإيران على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى