الموقعتحقيقات وتقارير

لا «إفراج» شافع ولا «إعفاء» نافع.. هل خرجت أزمة الأسعار عن السيطرة؟

أصحاب مزارع : الضرائب العقارية ليست السبب فى توقف الإنتاج ولكن أسعار العلف والأدوية

مطالبات بالاهتمام بأسعار الأعلاف والكتاكيت ومستلزمات الإنتاج للنهوض بالصناعة

الثروة الداجنة”: قرار الإعفاء الضريبي لمزارع الدواجن سيؤثر على الأسعار

خبير اقتصادى: عدم وجود خطة استراتيجية واضحة وجشع التجار ساهمت فى زيادة الأزمة

متابعون: بيانات وتصريحات الحكومة عن أسعار السلع “لا تسمن ولا تغنى من جوع”

تقرير- أسامة محمود

تساؤلات طرحها الكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حول أسباب استمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية والتى تزيد بشكل يومى على الرغم من تحركات وجهود الحكومة خلال الفترة الأخيرة من الإفراج عن البضائع والسلع من الموانىء، بالإضافة إلى قرار الحكومة الأخير بإعفاء مزارع الدواجن من الضرائب العقارية لمدة 3 سنوات والذى يهدف لتشجيع المربيين وأصحاب المزارع الداجنة.

وافق مجلس الوزراء على تضمين نشاط مزارع الإنتاج الداجنى ضمن الأنشطة المستفيدة من قرار مجلس الوزراء رقم 61 لسنة 2022.

وينص قرار مجلس الوزراء رقم 61 لسنة 2022 على تحمل وزارة المالية كامل قيمة الضرائب على العقارات المبنية المستحقة على العقارات المبنية المستخدمة فى ممارسة عدد من الأنشطة المحددة، وذلك لمدة 3 سنوات، تبدأ من 2022/1/1، حتى 2024/12/21، وتأتي هذه الموافقة أسوة بما تمت إتاحته لبعض الأنشطة الصناعية الواردة بالقرار.

وكان مجلس الوزراء قد قرر إعفاء 19 قطاعًا صناعيًا من الضريبة العقارية بأثر رجعي، على أن تتحمل وزارة المالية كامل قيمة الضريبة على العقارات المبنية المستحقة على العقارات المستخدمة في ممارسة 19 نشاطًا بداية من 1 يناير 2022 ولمدة 3 سنوات، وفق المادة الأولى.

وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى تصريحات المسئولين فى الحكومة والتى تتحدث عن تراجع فى الأسعار واستقرار السوق بعد الإفراج الجمركى عن البضائع فى حين أن الأسعار على الأرض والمحلات مرتفعة وفى زيادة يومية غير مسبوقة بالأسواق ،بالإضافة إلى أن هناك بعض أصحاب المزارع الخاصة بالدواجن أغلقوا مزارعهم بعد ارتفاع أسعار العلف ومستلزمات الإنتاج.

وقال البعض أن أزمة أسعار السلع الغذائية خرجت عن السيطرة وأصبحت أكبر من الحكومة التى تخرج للمواطن بيانات يومية عن تراجع فى أسعار السلع وهدوء بالسوق وهو غير الواقع تماما، وباتت تصريحات “لا تسمن ولا تغنى من جوع” لأن الأسعار فى زيادة شبه يومى دون رقابة من الأجهزة المعنية على حد قولهم”.

كما رد البعض الأخر من أصحاب المزارع على قرار الإعفاء من الضريبة العقارية قائلا: “مش هو الكلام ده احنا عايزين هيكلة قطاع صناعة الدواجن بكاملة” وسط مطالبات بهيكلة للقطاع خاصة أن الضرائب العقارية لعام 2022 تم دفعها للدولة، مشيرا إلى أنه ليس المقصور إعفاء من الضرائب ولكن المطلوب الاهتمام بـ “العف، الكتكوت، الادوية البيطرية” وهذا هو الأهم على حد قوله.

وكتب أخر: أن الضرائب العقارية ليست السبب فى نقص الدواجن وقلة المعروض أو وقف لإنتاج وعمل المزارع ولكن مستلزمات الإنتاج وأسعار الأعلاف والأدوية وتكلفة التربية وأسعار الكتكوت، متابعا أن معظم مزارع الدواجن مستأجرة وليست مملوكة لأصحابها بمعنى أنه يتم التأجير وبالتالى أعفاء الضرائب العقارية ليس هو الحل لمشكلة أو أزمة ارتفاع أسعار الدواجن فى الفترة الأخيرة.

وتحاول الحكومة تقديم تسهيلات للقائمين على هذه الصناعة حيث تساهم في خفض تكاليف الإنتاج كمحاولة لتقليل الأسعار وتفعيل المنافسة والعمل على وجود معارض أهلا رمضان تساهم فى توفير هذه المنتجات بأسعار مخفضة وهو نوع من أنواع محاربة جشع بعض التجار الذين يستغلون الأزمة الحالية لحني مزيد من الأرباح وذلك واحد نتيجة التباين الشديد في اسعار السلعة ما بين تاجر والآخر، وفقا لـ”الغرف التجارية”.

وحسب ، نائب رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أبو الفتوح عبد المعز ، الذى أشاد بقرار إعفاء أصحاب المزارع من الضرائب العقارية، مشيرا إلى أنه قرار جيد للمربين الصغار ودعم لصناعة الدواجن لأنها تواجه مشاكل كبيرة.

وقال “عبد المعز” في تصريحات عبر مداخلة تليفونية مع أحد البرامج التليفزيونية” إن قرار الإعفاء الضريبي لمزارع الدواجن سيؤثر على الأسعار أنها تحد من ارتفاعها وذلك من ضمن قرارات التي تقام بها الدولة حتى لا تكون الاسعار في ازدياد.
وتابع أن الدولة أن تذلل الدولة جميع المعوقات مثل سرعة الإفراج عن الخامات وهو الأهم في الوقت الراهن حتى يقدر صغار المربين دخول دورة رمضان بمزارعهم ودورات أخرى، مع وجود زيادة في المعروض يواجه الزيادة المتوقعة سنويا حوالي 25% أو أكثر عن الأيام العادية حتى يتوازن المعروض مع الطلب.

نرشح لك : «الفراخ المجمدة» تشعل غضب سوشيال ميديا.. مش هناكلها

من ناحيته أرجع الخبير الاقتصادى الدكتور رشاد عبده أسباب الأزمة الحالية فى أسعار الدواجن والسلع الأساسية إلى عدم وجود خطة استراتيجية واضحة من قبل الحكومة للتعامل مع مثل هذه الأزمات، وجشع العديد من التجار من عوامل زيادة الأزمة بالإضافة إلى عدم وجود الرقابة المناسبة على الأسواق وهو ما يزيد التكلفة والاعباء على المستهلك، فضلا عن أزمة الدولار وتكلفة الاستيراد .

وأشار “عبده” فى تصريحات لـ”الموقع” إلى أننا نعاني من الاستغلال، مطالبا الحكومة بأن تفرض عقوبات رادعة على التجار الذين يتلاعبون بالأسعار.

ويواجه المصريون أزمة في ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل مستمر بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية منذ بدء إجراءات الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الجنيه مقابل الدولار.

وتشهد البلاد ارتفاع وموجة غلاء غير مسبوقة فى أسعار السلع الاساسية والمنتجات الغذائية بداية من “الدواجن، الأرز، اللحوم، البيض، الزيوت، السمن، المكرونة “وكافة السلع الأخرى، رغم التوسع فى منافذ بيع السلع الغذائية فى كافة المحافظات بالإضافة إلى معارض أهلا رمضان التى تنظمها وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية وعدد من الشركات الغذائية للتخفيف عن المواطن فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، ويتم افتتاح فروع كثيرة على مستوى محافظات الجمهورية، إلا أنه على الرغم من كل هذه المنافذ مازالت الأسعار مستمرة بل بالعكس ارتفعت أكثر مما كانت فى بعض الأماكن والمنافذ حسب مواطنين تحدثوا سابقا مع “الموقع”.

واتجهت الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة إلى استيراد دواجن مجمدة من الخارج لسد العجز فى المعروض وأزمة الاسعار، وحسب تصريحات تليفزيونية لمسئول من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن الحكومة قامت بالتعاقد على كميات ضخمة من الدواجن المستوردة المجمدة تمهيدًا لطرحها في الأسواق خلال الأيام القلية القادمة لمواجهة غلاء أسعار الدواجن المحلية بسبب مغالاة التجار ورغبتهم في تحقيق أرباح خلال تلك الفترة لتعويض خسارتهم خلال الفترة السابقة.

وأكد أن سعر الدواجن المستوردة التي سيتم طرحها ستكون أقل من أسعار الدواجن المحلية بنسبة 30%، وكشف المسئول أن الدولة لجأت لهذا الحل لمواجهة جشع التجار الذين قاموا برفع الأسعار بشكل مبالغ فيها، على الرغم من الإفراجات الجمركية عن كميات ضخمة من الأعلاف على مدار شهر يناير السابق 2023 وخلال الأسبوعين السابقين من شهر فبراير.

وتصدر “هشتاج الفراخ المجمدة” مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات القليلة الماضية ولاقى الهشتاج تفاعلا واسعا من قبل رواد موقع “تويتر” وسط رفض لتناول هذه الدواجن، وحالة من الرعب والفزع بين المتابعين تخوفا من هذه الدواجن التى قد تكون مريضة وغير سليمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى