الموقعرياضة

كيف هزم سيد عبدالحفيظ «وهم» أقوى رجل في الرياضة المصرية ؟

كتب – سعيد علي 

من أوسع الأبواب خرج سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي، محاطا بأجمل المشاعر وأقوى الإشادات التي جعلته في منزلة كبيرة وعلى رأس من تولوا هذه المنصب الرفيع في تاريخ الأهلي.

لم يعد بغريب أن يٌقارن «عبدالحفيظ» بثابت البطل وما حمله تاريخه من مشاكات ومناوشات وبطولات وحكايات أسطورية ستبقى خالد طوال العمر، خاصة بعد ما عاشه الأول في الفترات الأخيرة من محطات صعبة نجح بكل براعة في تجاوزها.

كان بمثابة حائط الصد الأكثر قوة أمام مرتضى منصور، وبدونه لم يكن للأهلي أن يجد لسانًا وعقلًا يصيغ لغة جديدة تجمع ما بين الحكمة والعقل من جهة، والفهلوة والفتونة من جهة آخرى.

شخصية سيد عبدالحفيظ كانت التكوين المثالي، الذي يمكن من خلاله ردع سطوة مرتضى منصور التي طغت وسيطرة واستحوذت على كل شئ في فترة ما من الرياضة المصرية، وظن الجميع أنه أقوى رجل في مصر ولا يمكن كسره من أي جهة.

نرشح لك: باسم مرسي يوضح حقيقة فسخ عقده مع الإسماعيلي.. «خاص»

صحيح أن مدير الكرة في الأهلي لم يكن السبب في الرئيسي في كسر مرتضى منصور، وهناك من المسببات المعلنة وغير المعلنة التي كسرت رمزية وكينونة الرجل الشرس، لكنه كان الأداة الأكثر قوة وأثرًا وفاعلية أمام مستشار الزمالك، والذي أصابه بالقلق والتوتر وفقدان السيطرة على النفس في فترات كثيرة.

قدمًا نموذجًا في المثابرة والتحمل، وتقبل طعنات كثيرة، لكنه قابلها بعقلية واعية حكيمة، وشخصية قوية متفردة، وصبر يٌحسد عليه، ليكن في النهاية وبمشهد الختام رأسًا برأس أمام من صور نفسه الرجل الأقوى في مصر لفترات طويلة.

لا أحد في النادي الأهلي لا يحب سيد عبدالحفيظ، أو غير مقتنع بأهميته ودوره، فالجميع بداية من الإدارة، مرورًا بالجهاز الفني، واللاعبين ووصولًا لميديا الأهلي وجمهور، على قناعة تامة بأن سيد عبدالحفيظ، أو الرجل المثالي في المكان المثالي، وأنه ركن رئيسي في كل منجزات المرحلة العظيمة من تاريخ الأهلي الساطع والذي استحوذ خلاله على كل الألقاب والبطولات، فيحنما يذكر التاريخ مرحلة محمود الخطيب «الرئيس» سيكون «عبدالحفيظۚ» بين أهم ثلاثة أشخاص في هذا البنيان الإداري.

لم تكن مهمته قاصرة على مواجهة المنافس وإعلامه الذي سٌخر ليل نهار للطعن في الأهلي ورموزه ولاعبيه وبطولاته ومكانته، بل كان ضابطًا لغرفة الملابس في واحدة من أصعب المراحل عبر التاريخ.

استيعاب كهربا صاحب المزاج المتقلب والعقلية غير المستقرة، لم يكن بالأمر السهل سوى بوجود سيد عبدالحفيظ، الذي لعب دورًا مهمًا ورئيسيًا في تبديل شخصية اللاعب واحتواءه بعدما كان محل جدل ومثار أزمات كثيرة لا تنتهى.

كذلك تعرض الأهلي لضغوط كبيرة في الفترات الماضية مع مشاركاته المتعددة، جعل لاعبيه في وضعية صعبة اقتضت وجود شخص قريب عاطفيًا من الجميع، ومؤثر في وجدانهم ليعينهم على تحمل مطبات المرحلة، وهو ما أجاده بشدة.

في كل موسم كانت الأعمدة الرئيسية للأهلي تتلقى عروضًا مغرية لا يمكن مقاومتها، لكن «عبدالحفيظ» لعب دورًا مهمًا في اقناعهم بالبقاء، ودفع نحو استمرار كلًا من محمد الشناوي، وعلى معلول، وأليو ديانج، لفترات طويلة، وكان خروج في تلك المرحل تهديد قوي لاستقرار الفريق لعدم القدرة على تعويضهم وقتها.

طاقة جبارة، وقائد في غرفة اللاعبين، وأخ وصديق لكل فرد، قوة كبيرة كان يضفيها سيد عبدالحفيظ على غرفة الملابس، لدرجة جعلت السويسري مارسيل كولر، غاضبًا من رحيله ومستفسرًا عن السبب الذي دفع الأهلي لاستبداله، ليؤكد مرة آخرى بأن رحيل هذا الرجل مؤثر للغاية، وتعويضه من التحديات الصعبة التي قد تواجه الأهلي في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى