هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكارنياحة القديس البابا ميخائيل الثاني البطريرك 71

يذخر ” السنكسار ” بالعديد من سير الآباء البطاركة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، والذين قد تركوا العالم وفضلوا حياة الرهبنة ووقع عليهم الاختيار الإلهي واصبحوا بطاركة ، ودافعوا عن الإيمان، ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد ،فنجد البابا أثناسيوس يواجه البدع والهرطاقات والبابا كيرلس السادس يصلى من أجل الكنيسة باستمرار ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 3برموده قبطيا 11أبريل ميلاديا بتذكار نياحة القديس البابا ميخائيل الثاني البطريرك 71 من بطاركة الكرازة المرقسية.

تنيَّح القديس البابا ميخائيل الثاني البطريرك الحادي والسبعون من بطاركة الكرازة المرقسية في مثل هذا اليوم من سنة 862 للشهداء ( 1146م )،وقد وُلِدَ هذا الأب بقرية دقادوس (دقادوس: قرية ملاصقة لمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، واسمها مأخوذ من ثيئوتوكوس أي والدة الإله وما زالت بها كنيسة أثرية باسم والدة الإله العذراء مريم)، ولما كبر ترَّهب بدير القديس مكاريوس الكبير ببرية شيهيت، فعاش في نسك زائد، مواظباً على الصلاة والقراءة إلى أن ذاع صيت فضائله.

ولما تنيَّح البابا غبريال الثاني، البطريرك السبعون، أعرب راهب يدعى يوأنس بن كدران، عن رغبته في أن يرشح نفسه، وعاونه في ذلك الأنبا يعقوب أسقف لقانة (لقانة: بالقرب من العطف مركز محافظة البحيرة) والأنبا خرستوذولوس أسقف فوه (فوه: مدينة تتبع محافظة كفر الشيخ)، والأنبا ميخائيل أسقف طنطا

ولكن لم يوافقوا أساقفة الصعيد وكهنة الإسكندرية وأراخنة مصر على ذلك الراهب، واختاروا ثلاثة من الرهبان، وألقوا قرعة هيكلية بينهم، فوقعت على الراهب ميخائيل، فرسموه بطريركاً يوم 5 مسرى 861 للشهداء ( 1145م )،وكان هذا الأب شيخاً جليلاً محباً للفقراء والمساكين، وكان يعرف كيف يصل إلى القلوب بوعظه وإرشاده،فداوم على تعليم الشعب وتثبيتهم على الإيمان، فالتفوا حوله في محبة وولاء وتقبلوا إرشاداته بفرح، وقد استمر هذا الأب في نسكه وتقشفه وقناعته.

وكانت هناك خمس إيبارشيات خالية، فصام البابا ميخائيل الثاني مصلياً إلى الله ليختار من يصلح لهذه المسئولية، فأرشده الرب إلى خمسة من الرهبان الأتقياء، فرسمهم وزودهم بالنصائح والبركات.

إلا أن أيام البابا ميخائيل الثاني كانت قصيرة، إذ أنه قد أُصيب بالمرض، الأمر الذي اضطره للعودة إلى برية شيهيت، وهناك تنيَّح بسلام، بعد أن أقام على الكرسي ثمانية شهور.

ويذكر أن كلمة “السنكسار” هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى