الموقعتحقيقات وتقارير

قيمته 30 مليار دولار.. صندوق ألترا في مهمة خاصة لتحفيز الاستثمارات في حلول تغير المناخ

كتب-محمود السوهاجي

في إطار الجهود الدولية للحد من ظاهرة التغيرات المناخية، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن إنشاء صندوق “ألتيرا” للحلول المناخية، بقيمة 30 مليار دولار.

ويأتي الصندوق، الذي يتولى السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات، مهمة الرئيس التنفيذي له، بهدف سد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة.

ويهدف الصندوق، الذي سيكون مقره في سوق أبوظبي العالمي، إلى جمع واستثمار 20 مليار دولار بحلول عام 2030، ليكون أكبر صندوق استثماري خاص يركز على حلول مواجهة تغير المناخ.

وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ترحيبه بإعلان الإمارات عن إنشاء صندوق “ألتيرا”، قائلاً إنه يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دعم التحول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز قدرات الصمود المناخي، لاسيما مبلغ الـ5 مليارات دولار الذي يركز على تسهيل الاستثمار في البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية.

ويركز الصندوق على أربعة أهداف رئيسية، هي:

-تحقيق انتقال منظم ومسؤول ومنطقي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة.
-الحد من الانبعاثات الصناعية
تشجيع ودعم المعيشة المستدامة.
-تطوير ونشر تكنولوجيا المناخ

ويعتبر صندوق “ألتيرا” أحد المبادرات التمويلية التي يتم إطلاقها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 28” في دبي، والتي تهدف إلى تسريع الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد منخفض الكربون وتعزيز المرونة المناخية.

وتعد شركة “لونيت” لإدارة الاستثمارات البديلة، وهي شركة تدير استثمارات عالمية مستقلة، هي المؤسسة التي ستقوم بتأسيس الصندوق.

وتأتي هذه المبادرة الإماراتية تأكيدًا على التزام دولة الإمارات بمكافحة تغير المناخ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويعتبر صندوق ألتيرا الاستثماري هو صندوق استثماري خاص، برأس مال تحفيزي قيمته 110 مليار درهم إماراتي (25 مليار دولار أمريكي)، وهدفه الرئيسي هو تحفيز الاستثمارات في حلول تغير المناخ في جميع أنحاء العالم.
يركز صندوق ألتيرا على استثمارات في مجالات الطاقة المتجددة، والكفاءة الطاقية، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، والتكيف مع تغير المناخ. ويستهدف الصندوق بشكل خاص الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، حيث يعاني هذان القطاعان من نقص الاستثمارات التقليدية نتيجة ارتفاع التكلفة والمخاطر.

ويتميز الصندوق بهيكل مبتكر، يجمع بين الاستثمارات المباشرة والاستثمارات في الصناديق الاستثمارية المتخصصة في تغير المناخ.

ويهدف هذا الهيكل إلى رفع سقف الطموح، وتنشيط الأفكار المبتكَرة، وتحفيز الأطر السياسية والتنظيمية على دعم العمل المناخي.

ويمتلك صندوق ألتيرا مجموعة من الشركاء المؤسسين، بما في ذلك:

-صندوق أبوظبي للتنمية.
-الصندوق السيادي السعودي.
-صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية.
-البنك الدولي.
-صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
-شركة لونيت لإدارة الاستثمارات البديلة.
ومن المتوقع أن يساهم صندوق ألتيرا في حشد وتحفيز نحو 920 مليار درهم (250 مليار دولار أمريكي) من الاستثمارات العالمية في حلول تغير المناخ بحلول عام 2030.

نرشح لك : الأسعار أولا.. ما يريده المصريون من الرئيس القادم؟

ويمثل صندوق ألتيرا خطوة مهمة في جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز دورها في تمويل العمل المناخي الدولي، كما أنه يعكس التزام دولة الإمارات بمواجهة تغير المناخ، ودعم الانتقال إلى اقتصاد أخضر ومستدام.

ووصف الدكتور سلطان الجابر، الذي سيترأس مجلس إدارة صندوق ألتيرّا الاستثماري، إطلاق الصندوق بأنه خطوة استراتيجية تدشن مرحلة جديدة من التمويل المناخي الدولي.

وأضاف أن ألتيرّا سيكون صندوقًا استثماريًا استثنائيًا يحقق نقلة نوعية في جذب رءوس أموال القطاع الخاص، ويُتوقع أن يحقق أثرًا إيجابيًا مضاعفًا في الاستثمار المناخي من خلال حجم تمويله الكبير وبنيته المبتكرة.

وأوضح الدكتور الجابر أن الإعلان عن الصندوق يدعم خطة عمل رئاسة COP28 وجهود دولة الإمارات لتوفير التمويل المناخي بشكل كافٍ وميسَّر وبتكلفة مناسبة للجميع.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور سمير طنطاوي، عضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، واستشاري التغيرات المناخية، على أهمية انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في ظل الأوضاع العالمية الحالية، التي تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للتخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.

وأوضح أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هي منظمة دولية تتبع الأمم المتحدة، تأسست لدراسة ظاهرة التغيرات المناخية وتحديد آثارها المحتملة، واستراتيجيات التصدي لها.

ولفت طنطاوي إلى أن المؤتمر سيناقش حصيلة الجهود العالمية في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث تقدمت دول العالم بما يُعرف بـ«تقارير المساهمات الوطنية»، التي توضح حجم الانبعاثات الصادرة عنها، وجهودها لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.

وقال إن هذه التقارير سيتم تحليلها من قبل الخبراء، وإدخالها على نماذج رياضية، لقياس الانبعاثات الحالية، والتوقعات المستقبلية.

من جانبه، أشاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بإنشاء صندوق ألترا الاستثماري، واصافا إياه بأنه خطوة حقيقية نحو التمويل المناخي الدولي.

وأوضح شراقي أن “الأمل الوحيد لخفض الانبعاثات الحرارية هو تخلي العالم عن حرق الفحم في إنتاج الكهرباء، وخفض الانبعاثات من استخدام البترول والغاز الطبيعي أيضًا في إنتاج الكهرباء، ولكن هذا غير وارد في هذه القمة حيث أنها تعقد في دولة بترولية”.

وخلص شراقي إلى أنه “لا يتوقع أن تحقق قمة الإمارات COP 28 أي تقدم يذكر في ملف تغير المناخ، وأنها ستكون مجرد مؤتمر آخر ينتهي ببيانات وتعهدات لا يتم تنفيذها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى