الموقعتحقيقات وتقارير

قنبلة «الناظر».. حناء للزينة والموت في الأسواق

الاستشاري الشهير هاني الناظر حذر من استعمال حناء معالجة كيمائيا ” تحتوى على مواد سامة خطيرة.. ونشطاء يعلقون

تترك أثارا بعد العلاج الذى يستغرق عدة أشهر وتحدث بقعة سوداء مكان الرسم أو الوشم

كافة أنواع الحنة سواء “الحمراء أو السوداء” مضرة

بعض الناس يضيفون موادا مجهولة المصدر عليها مثل المواد المعدنية

تقاليع جديدة تقلدها الفتيات لمواكبة الموضة ولكنها قد تكلفهن حياتهن

تقرير – أسامة محمود

حالة من الخوف سادت بين الكثير من الفتيات والسيدات عبر منصات التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية بعد منشور لأحد أساتذة الأمراض الجلدية يحذر فيه من استخدام بعض أنواع “الحناء” ورسمها على الجلد، وهو ما أثار تخوف المتابعات والفتيات .

وتداول بعض المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشور للدكتور هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث الأسبق كان قد نشره على صفحته الشخصية على حساب “الفيس بوك” بشأن “الحناء” وتحذيره من رسم الحنة على الجلد، مرفقا المنشور بصورة لإحدى الفتيات وقد احترقت يديها جراء ذلك الفعل، وما يسبب هذا التصرف من اضرار كثيرة وخطيرة على جلد الفتاة او السيدة .

وحذر استشاري الأمراض الجلدية من رسم الحنة، على الجلد، وقال معلقًا على منشوره: “كطبيب أمراض جلدية احذر البنات بشدة من رسومات الحنة علي الجلد فهذه هي النتيجة التهاب شديد للغاية كما ترون”.

وعلى الرغم من تراجع معدلات الزواج والزفاف خلال الفترة الأخيرة وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتى كشفت عن تراجع في أعداد عقود الزواج في مصر في الفترة الأخيرة، حيث بلغ عدد عقود الزواج نحو 76.2 ألف عقد فى شهر مايو الماضي “تقديرية”، بينما كانت نحو 82.5 ألف عقد زواج في شهر مايو عام 2021، بتراجع بلغ نحو 6.3 آلاف عقد زواج، وفسر الكثير من خبراء علم الاجتماع أسباب تراجع معدلات الزواج نتيجة لارتفاع تكلفة الزواج والمبالغة فى المهور وموجة الغلاء التى ضربت كافة السلع والمنتجات وارتفاع الأسعار، ورغم ذلك إلا هناك بعض الفتيات والسيدات يسارعن ويقمن باستخدام هذه “الحناء” من أجل التزين لإبراز جمالهن .

وتفاعل مع منشور الدكتور هاني الناظر الكثير من رواد التواصل الاجتماعي وخاصة الفتيات والأمهات، وسط تأييد لما نشره ونصح به استشارى الأمراض الجلدية على صفحته الشخصية، الأمر الذى جعل بعض الأمهات تروى تجاربهن مع هذه “الحناء القاتلة” حسب وصفهم، وقالت إحدى المتابعات إن ابنتها استخدمت الحنة الكيميائية، “المضاف إليها أكسجين” وتسبب الأمر في التهاب شديد بيديها، وتركً جرحا وعلامات على جلدها حتى الآن رغم مرور كثير من الوقت.

وروت أخرى تجربتها مع الحناء الكيمائية ، مؤكدة أن الأمر الذي حذر منه الدكتور هاني الناظر استشاري أمراض الجلدية حدث معها، وظلت تتعالج لمدة خمس سنوات، وردت عليها أخرى وعلقت قائلة: تعرضت يدى لالتهاب شديد، وانتهى الأمر بعلامة مازالت موجودة بالجلد، وذلك عقب رسم للحنة قبل زفافى.

وحسب تصريحات تليفزيونية سابقة لدكتور هانى الناظر أن مادة “بي بي دي”، واسمها العلمي “بارافينيلين ديامين”، الموجودة فى الحنة سامة وتسبب ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم، وتترك آثارا حتى بعد العلاج، مضيفًا أنه عالج مثل تلك الحالات بالكورتيزون، لمدة تتراوح من شهر إلى 3 شهور، ولكنها في النهاية تترك بقعة سمراء في الجسم مكان الرسمة أو الوشم.

وأضاف أن كافة أنواع الحنة سواء كانت الحنة الحمراء أو السوداء مضرة، مشيرا إلى أن هناك بعض الناس يضيفون مواد مجهولة المصدر عليها، مثل المواد المعدنية التي تسبب أضرار كبيرة على الجلد، بالإضافة إلى أن الحنة التي يضاف إليها الأكسجين قد تكون ضارة للغاية، وتتسبب في حدوث إكزيما شديدة بالجلد، كذلك تركها علامات مشوهة على الجلد لا يمكن إزالتها.

وليست المرة الأولى التى يحذر الخبراء من “الحناء الكيمائية” لأضرارها الخطيرة على جلد وصحة الإنسان ،فقد كانت هناك سابقة لهذه المواد القاتلة فى إحدى محافظات الجمهورية وانتشرت فيها هذه السلوكيات وأدت في النهاية إلى إصابات بالغة الخطورة وتحديدا فى محافظة مطروح وكانت واقعة مشهورة بعد استخدام عدد من الفتيات لحناء غير مطابقة للمواصفات، فى صبغ الشعر أو الوشم على الجلد، تسببت فى وفاة بعض الفتيات ونقل بعضهن إلى مستشفى مطروح العام في حالة حرجة، بالإضافة إلى حوالي 5 حالات ظهر عليها الإعياء الشديد بمدن مطروح المختلفة، بينهن عروس وفتاة أخرى تم تحويلها إلى مستشفى الإسكندرية الجامعي لخطورة حالتها.

نرشح لك : «قتل مع سبق الإصرار..وأحيانا مع الرأفة» 73 مليون حالة إجهاض متعمّد عالميا

ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لتحذير الفتيات والسيدات من استخدام هذه الحناء والتى وصفوها بالحناء القاتلة، خاصة أنه يستخدم فيها مواد كيميائية خطيرة يقوم بها بعض الأشخاص معدومى الضمير ببيعها للفتيات فى المواسم “الأعياد، حفلات الزفاف، المناسبات السعيدة [أسعار رخيصة وفى النهاية يكون لها أضرار كثيرة قد تظل موجودة بالجلد مدى الحياة.

وعلق البعض من النشطاء على هذا المنشور وكتبت إحدى المتابعات :كلام جيد ومحترم شكرا للدكتور الناظر ولكن هذه الأيام لا يوجد زفاف أو زينة الأسعار نار وكل حاجة ارتفعت أسعارها وبالتالي أدت إلى عزوف الكثير من الفتيات عن الزينة أو الرسومات أو شراء مستحضرات تجميل قائلة: فين الفلوس؟”

وقالت أخرى: مش لازم حنة يعنى الفرح أو الحفلة متنفعش من غير حنة أو رسومات على الجلد “سواء الأيدي أو الأرجل “مشيرة إلى أنها تقاليع جديدة لبعض الفتيات لمواكبة الموضة، فيما قالت أخرى: لابد من التأكد من الحناء قبل شرائها وبالإضافة إلى الاعتماد على الأماكن الموثوق بها والمعتمدة والمرخصة من قبل وزارة الصحة والابتعاد عن محلات “بير السلم” على حد قولها.

وطرحت أخرى تساؤلات منها هل ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل فى الفترة الأخيرة هو سبب لجوء بعض الفتيات والسيدات إلى هذه المواد الرخيصة وغير معلومة المصدر؟

وطالب رواد مواقع السوشيال ميديا وزارة الصحة والأجهزة الرقابية بتشديد الرقابة على الأسواق ومتابعة ما يطرح ويباع فى محلات ومنافذ بيع مستحضرات التجميل والاكسسوارات المنتشرة فى كافة ربوع الجمهورية، خاصة أن هناك الكثير من التجار وأصحاب هذه المحلات يمارسون هذه الأنشطة دون تراخيص، بالإضافة إلى ضرورة معرفة مصادر هذه المواد والمنتجات غير صحية وأسباب انتشارها فى الشارع المصري فى الآونة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى